المساحيق الخضراء لا تعوض عن الحصة اليومية المطلوبة من الخضار (صورة تعبيرية)
المساحيق الخضراء لا تعوض عن الحصة اليومية المطلوبة من الخضار (صورة تعبيرية) | Source: Pexels

تنتشر على منصات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة وبلدان أخرى، منشورات تشيد بالفوائد الصحية الجمة لتناول ما يعرف بـ"البودرة الخضراء"، والتي يتم حلها في كوب من الماء قبل شربها، زاعمة أنها "تغني" عن تناول الخضراوات من مصادرها الطبيعية، وفقا لما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية. 

وفي هذا الصدد، أوضحت أستاذة الطب بجامعة هارفارد، تريشا باسريشا، أن تلك "المساحيق الخضراء" مصنوعة من خضراوات ونباتات مثل الكرنب والطحالب، لافتة إلى أنها تحتوي على مواد مضافة أخرى مثل المحليات الصناعية.

وأوضحت الخبيرة أن تناول الخضراوات الطازجة "يكون دائمًا أكثر فائدة من شرب المساحيق الخضراء"، مضيفة أن تلك المشروبات تمنح المرء إحساسًا زائفًا بالأمان، كونه يعتقد أن نظامه الغذائي متوازن ولا يتطلب أكل فواكه وخضراوات طازجة.

وأشارت إلى تحليلات أجريت لبعض أنواع تلك المساحيق، موضحة أن حصة يومية منها تلبي في أحسن الأحوال "خُمس حاجة الشخص البالغ من تناول الفواكه والخضراوات".

وشددت باسريشا على أن الكثير من أنواع تلك المساحيق لا تذكر كل المواد المضافة في مكوناتها، لأنها لا تخضع لرقابة إدارة الغذاء والدواء، وبالتالي يجب الحذر عندها تناولها، نظرا لأن بعضها قد يتداخل مع أنواع من الأدوية أو لا يناسب أوضاعا صحية خاصة لرهط كبير من الناس.

كما نوهت بأن استخدام المحلي المستخلص "أوراق نبات الستيفيا" في العديد من المساحيق الخضراء، يسمح للشركات المنتجة بأن تقول إن مساحيقها "لا تحتوي على سكريات صناعية".

لكن محلي الستيفيا "أحلى بنسبة 200 إلى 400 مرة من السكر العادي"، بالإضافة إلى أن منظمة الصحة العالمية نصحت الناس، وفقا لباسريشا، بالتوقف عن استخدام المحليات، حيث وجدت الدراسات وجود علاقة بينها وبين وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وأكدت الخبيرة أن المساحيق الخضراء "قد لا تكون أخطارها كبيرة"، مستدركة: "لكن لا يجب التعامل معها على أنها معدومة المخاطر".

ودعت إلى استشارة الطبيب المختص قبل تناول أي مكملات غذائية بشكل عام، لتفادي أي تأثيرات قد تكون خطيرة، مردفة: "فمثلا إذا كان الشخص يستخدم مضادات لتخثر الدم، فإن الأخير يتأثر مفعوله بوجود مستويات عالية من فيتامين (K)، وكذلك الأمر بالنسبة لمكملات قد تكون لها تأثيرات وتداعيات سلبية على مرضى السرطان أو الحوامل والمرضعات".

فوائد كبيرة لتناول الخيار
الخيار | Source: pexels

أكدت خبيرة تغذية معروفة في حديثها إلى صحيفة "تلغراف" البريطانية، أهمية إضافة الخيار إلى الوجبات الغذائية اليومية، وذلك نظرا لفوائده الصحية.

وأوضحت الدكتورة سارة  بروير، أن الخيار "يوفر عنصر البوتاسيوم، الذي يطرد الصوديوم والسوائل الزائدة من الجسم". 

كما يحتوي على المغنيسيوم، الذي يقوي العضلات والأعصاب، ويخفف من آثار التعب والإجهاد، بالإضافة إلى وجود فيتامين سي، الضروري لصحة اللثة والجلد بشكل عام".

وأشارت أيضا إلى وجود فيتامين ك الذي يساعد في تخثر الدم، لافتة إلى أن وضع شرائح من الخيار على الجلد قد يساعد في تخفيف آثار الكدمات.

ونوهت كذلك بأن ثمار الخيار تحتوي على نسبة كبيرة من الماء، إذ أن كل 100 غرام من ذلك النبات يحتوي على 96 غراماً من الماء، موضحة أن ذلك يجعله مرطبا وطعاما رائعاً منخفض السعرات الحرارية.

وتحتوي "قطعة من الخيار بقطر 6 سم على 10 سعرات حرارية فقط و1.2 غرام من السكر"، وفق بروير، التي أشارت إلى أن ذلك يعني أنها "لن ترفع مستويات السكر في الدم".

وأكدت الخيار يُعد أيضاً مصدر ا جيدا لمركب "الكوكوربيتاسين ب"، الذي يحمي من الأمراض الالتهابية والتنكسية العصبية والسرطان ومرض السكري من النوع الثاني.

"ليست خرافة"

واعتبرت أخصائية التغذية أن وضع شريحتين من الخيار على العينين ليس "خرافة قديمة"، مشددة على أن ذلك يهدئ العيون المنتفخة، بالإضافة إلى إمكانية استخدام تلك الشرائح كعلاج لحروق الشمس الخفيفة.

كما أوضحت أن قشر الخيار يعد أحد أغنى مصادر السيليكا، وهو معدن يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على صحة الشعر والبشرة والأظافر.

في المقابل، نبهت الخبيرة إلى أن الخيار بالمقارنة بالفواكه والخضراوات الأخرى، "ليس مصدراً قوياً للتغذية"، فرغم فوائده السابقة، فإن محتواه العالي من الماء يعني أنه يفتقر إلى كثافة العناصر الغذائية الموجودة في غيره من الخضراوات.

وأوصت الذين قد يعانون من حساسية تجاه بروتينات الخيار باختبار منطقة صغيرة من الجلد عن طريق وضع قطعة من الخيار عليها لمدة 15 دقيقة، للتأكد من عدم وجود احمرار أو حكة.

أما أفضل الطرق للاستفادة من الخيار، فتكمن في تناوله نيئا، وبالتالي يفضل أن يكون جزءا من بعض أنواع السلطات أو إضافته إلى بعض الشطائر.