العطسة هي آلية وقائية لا إرادية
العطسة هي آلية وقائية لا إرادية

العطسة قد تسبب كسور وأمراض عدة خصوصا لمن يحاول كتمها أو إغلاق أنفه، وهذا ما حصل بالفعل مع رجل من فلوريدا الأميركية خضع مؤخرا لعملية جراحية في البطن وكان يعاني من انفضاض الجرح، حيث لم يلتئم جرحه بشكل صحيح، وفقا لما نشره موقع "ساينس ألرت".

وفي التفاصيل، وبينما كان يتناول فطوره، عطس الرجل لأول مرة، ثم بدأ يسعل، بعدها لاحظ وجود ألم وإحساس بالبلل في أسفل بطنه، ليكتشف فقط أن عدة حلقات من أمعائه قد انفجرت عبر جرح سابق له غير الملتئم.

نُقل الرجل على الفور إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية طارئة حيث تم إرجاع أمعائه إلى بطنه.

العطسة.. آلية دفاعية

العطسة عادة هي آلية وقائية تسعى لإخراج الأشياء الضارة المحتملة، مثل الغبار والبكتيريا والفيروسات، من الجهاز التنفسي لدينا.

تتحكم في هذه العملية ما يسمى بـ "مركز العطس" الموجود في جزء من الدماغ المسؤول عن التحكم بالوظائف اللاإرادية، بما في ذلك التنفس، يتم تنشيطه عن طريق وجود مهيجات في بطانة الأنف والمجاري الهوائية، والتي ترسل نبضات إلى المركز.

تكون الاستجابة بإغلاق عينيك وحلقك وفمك بينما تنقبض عضلات صدرك، مما يضغط على رئتيك ويطرد الهواء خارج نظامك التنفسي.  

مخاطر العطس 

ولكن على الرغم من فوائد العطسة، إلا أنها يمكن أن تأتي في بعض الأحيان بمخاطر، إذ  يمكن أن تتسبب العطسة العنيفة في انفتاق الرئة من خلال العضلات الوربية بين الضلوع، وعادة ما يكون هذا نتيجة للسمنة المفرطة أو مرض الانسداد الرئوي المزمن أو السكري أو التدخين.

هناك أيضا حالات عطس تمزق أنسجة الرئة الرقيقة. يحدث هذا عندما يخرج الهواء ذو الضغط العالي في أعماق الرئة إلى الفراغ بين الصدر والرئة، مما يتسبب في ضغط هذا الهواء على الرئة على جانب واحد أو كلا جانبي الصدر.

الرئتان ليستا الشيء الوحيد الذي يمكن أن يتمزق. هناك تقارير عن أشخاص يمزقون الغشاء الدقيق للدماغ بسبب العطس، مما يؤدي إلى السكتة الدماغية، والذي يمكن أن تسبب الوفاة.

العطس يرفع ضغط الدم مما يمكن أن يسبب إصابات خطيرة أخرى للأوعية الدموية.

وفي حين أنه من الشائع جدًا إصابة ظهرك أثناء العطس، فهذه ليست الإصابة العضلية الهيكلية الوحيدة التي يمكن أن تحدث. هناك تقارير حالة عن أشخاص أصيبوا بكسر في العظام حول العين بسبب العطس.

يمكن للضغط المتزايد الناجم عن العطس أن يتسبب في خروج السوائل من الجسم، خاصة البول من المثانة. يُشاهد هذا عادةً عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في عضلات قاع الحوض، وعادةً ما يكون سبب ذلك الحمل والولادة والسمنة وانقطاع الطمث والإصابات الجسدية أو تلف الأعصاب.

لا تحبس العطسة

بالنظر إلى كل الإصابات المحتملة التي يمكن أن يسببها العطس، فقد تعتقد أنه من الأفضل حبسها. ولكن حتى هذا ليس بالأمر الآمن. 

في عام 2023، حبس رجل اسكتلندي عطسة عن طريق إغلاق فمه ومسك أنفه، أدى هذا إلى تمزق القصبة الهوائية. 

أصيب آخرون بكسر في عظام وجههم أثناء حبس العطسة، وألحقوا الضرر بحنجرتهم، ومزقوا الأنسجة في صدرهم التي تحمي الرئتين.

الابتعاد عن المسببات

ووضعت "مايو كلينك" مجموعة من النصائح للحد من التعرض لمسببات التحسس، والتي تضم:

- عدم مغادرة المنزل خلال الأيام الجافة التي تشهد حركة رياح، فيما يعتبر أفضل وقت للخروج بعد سقوط الأمطار.
- تجنب القيام بأعمال البستنة الروتينية خلال هذا الوقت من العام، وإذا قمت بذلك يفضل ارتداء قناع واقٍ للحماية من حبوب اللقاح.
- في بعض الأحيان، قد يفيد أن تقوم بالاستحمام بعد العودة للمنزل لإزالة حبوب اللقاح التي قد تكون عالقة على جسدك.
- استخدام مرشحات الهواء "فلاتر" عالية الكفاءة في أنظمة التكييف المنزلي.
ا- ستخدام مكيف الهواء في المنزل والسيارة لتحد من تعرضك للهواء في الخارج.
- يمكن استخدام "غسول خاص للجيوب الأنفية" للتخفيف من احتقان الأنف.

هناك أكثر من 55 مليون شخص حول العالم مصابون بالخرف - صورة تعبيرية.
هناك أكثر من 55 مليون شخص حول العالم مصابون بالخرف - صورة تعبيرية.

مع وجود ملايين الأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج فعال، تثار العديد من التساؤلات حول سبب تعثر الباحثين في مسعاهم لإيجاد علاج لما يُعتبر على الأرجح أحد أهم الأمراض التي تواجه البشر .. الزهايمر.

في يوليو 2022، أفادت مجلة "ساينس" بأن ورقة بحثية نُشرت في مجلة "نيتشر" عام 2006، حددت نوعًا من البروتينات الدماغية يسمى "بيتا-أميلويد" كسبب لمرض الزهايمر، لكن ثبتت لاحقا أن الورقة استندت إلى بيانات غير دقيقة.

وفي يونيو 2021، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على "أدوكانوماب"، وهو جسم مضاد يستهدف "بيتا-أميلويد"، كعلاج لمرض الزهايمر، رغم أن البيانات الداعمة لاستخدامه كانت غير مكتملة ومتضاربة.

بعض الأطباء يرون أنه لم يكن ينبغي الموافقة على "أدوكانوماب"، بينما يصر آخرون على أنه يجب إعطاؤه فرصة.

الهروب من رتابة البيتا-أميلويد

لطالما كان العلماء يركزون على محاولة ابتكار علاجات جديدة لمرض الزهايمر من خلال منع تكوّن التكتلات الضارة في الدماغ للبروتين الغامض المعروف بالبيتا-أميلويد.

في الواقع، ربما وقع العلماء في نوع من الركود الفكري، حيث ركزوا بشكل حصري على هذه الطريقة، وغالبًا ما تجاهلوا أو حتى أهملوا تفسيرات أخرى محتملة.

للأسف، لم تترجم هذه الالتزامات لدراسة التكتلات البروتينية غير الطبيعية إلى دواء أو علاج مفيد. ويظهر الآن أن الحاجة إلى طريقة جديدة "خارج نطاق التكتل" في التفكير حول مرض الزهايمر، أصبحت أولوية كبرى في علم الدماغ.

فريق في معهد كريمل للدماغ، بجامعة تورونتو، يعمل على وضع نظرية جديدة لمرض الزهايمر.

فاستنادًا إلى 30 عامًا من الأبحاث، تتسنتد هذه النظرية على معطيات جديدة تشير إلى أن الزهايمر لايعتبر مرضًا دماغيًا في المقام الأول، بل هو في الأساس اضطراب في جهاز المناعة داخل الدماغ.

يُعد جهاز المناعة، الموجود في كل عضو في الجسم، مجموعة من الخلايا والجزيئات التي تعمل بتناغم للمساعدة في إصلاح الإصابات وحماية الجسم من المهاجمين الأجانب.

عندما يتعثر الشخص ويسقط، يساعد جهاز المناعة في إصلاح الأنسجة المتضررة.

وعندما يواجه الشخص عدوى فيروسية أو بكتيرية، يساعد جهاز المناعة في مقاومة هذه المهاجمين الميكروبيين.

وتتواجد نفس العمليات في الدماغ، فعندما يتعرض الرأس مثلا إلى صدمة، ينشط جهاز المناعة في الدماغ للمساعدة في الإصلاح، وعندما توجد بكتيريا في الدماغ، يعمل جهاز المناعة على محاربتها.

بحسب دراسة جديدة لجامعة تورنتو فأن سرعة الكلام هي مؤشر أكثر دقة على صحة الدماغ لدى كبار السن
أسماء ومسميات.. علامة في الكلام تشير إلى بوادر الزهايمر
سيواجه العديد منا ظاهرة "الليثولوجيكا lethologica"، أو صعوبة العثور على الكلمات، في حياتنا اليومية، أي العثور الأسماء المطابقة للمسميات. وعادة ما تصبح هذه الظاهرة أكثر وضوحًا مع التقدم في العمر، في مؤشر على بوادر مرض الزهايمر.

الزهايمر كمرض مناعي ذاتي

يعتقد الباحثون الان أن البيتا-أميلويد ليس بروتينًا مُنتَجًا بشكل غير طبيعي، بل هو جزيء يحدث بشكل طبيعي ويعتبر جزءًا من جهاز المناعة في الدماغ.

عندما تحدث الصدمة أو الإصابة أو عندما توجد بكتيريا في الدماغ، يكون البيتا-أميلويد مساهمًا رئيسيًا في استجابة جهاز المناعة الشاملة .. وهنا تبدأ المشكلة.

نظرًا للتشابهات اللافتة بين الجزيئات الدهنية التي تُشكّل أغشية البكتيريا وأغشية خلايا الدماغ، فإن البيتا-أميلويد لا يمكنه التمييز بين البكتيريا الغازية وخلايا الدماغ المضيفة، فيهاجم بشكل خاطئ خلايا الدماغ التي من المفترض أن يحميها.

هذا يؤدي إلى فقدان مزمن وتدريجي لوظيفة خلايا الدماغ، مما يؤدي في النهاية إلى الخرف، والسبب لأن جهاز المناعة في أجسامنا لا يستطيع التمييز بين البكتيريا وخلايا الدماغ.

عندما يُنظر إلى مرض الزهايمر باعتباره هجومًا مُخطئًا من جهاز المناعة في الدماغ على العضو نفسه الذي يُفترض أن يحميه، يظهر الزهايمر كمرض مناعي ذاتي.

هناك العديد من أنواع الأمراض المناعية الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، التي تلعب فيها الأجسام المضادة الذاتية دورًا حاسمًا في تطور المرض، ويمكن أن تكون العلاجات المعتمدة على الستيرويد فعّالة.

ولكن هذه العلاجات لن تنجح في علاج مرض الزهايمر.

يساعد البيتا-أميلويد في حماية وتعزيز جهاز المناعة، ولكن للأسف، يلعب أيضًا دورًا مركزيًا في العملية المناعية الذاتية التي، قد تؤدي إلى تطور مرض الزهايمر.

وعلى الرغم من أن الأدوية المستخدمة تقليديًا في علاج الأمراض المناعية الذاتية قد لا تعمل ضد مرض الزهايمر، لكن استهداف مسارات تنظيم المناعة الأخرى في الدماغ سيقود إلى أساليب علاجية جديدة وفعّالة لهذا المرض.

نظريات أخرى عن المرض

بالإضافة إلى هذه النظرية المناعية الذاتية لمرض الزهايمر، تبدأ العديد من النظريات الجديدة والمتنوعة في الظهور.

على سبيل المثال، يعتقد بعض العلماء أن مرض الزهايمر هو مرض يتعلق بالهياكل الخلوية الصغيرة المسماة الميتوكوندريا أو "مصانع الطاقة في كل خلية دماغية".

تقوم الميتوكوندريا بتحويل الأوكسجين من الهواء الذي نتنفسه والغلوكوز من الطعام الذي نأكله إلى الطاقة اللازمة للذاكرة والتفكير.

يرى البعض أن المرض هو النتيجة النهائية لعدوى دماغية معينة، حيث يتم اقتراح البكتيريا من الفم كسبب محتمل.

بينما يعتقد آخرون أن المرض قد ينشأ من معالجة غير طبيعية للمعادن في الدماغ، ربما الزنك أو النحاس أو الحديد.

يؤثر الخرف حاليًا على أكثر من 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، مع تشخيص جديد يُسجل كل 3 ثوانٍ.

غالبًا ما يكون الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر غير قادرين على التعرف على أطفالهم أو حتى على زوجاتهم بعد أكثر من 50 عامًا من الزواج.

ويؤكد الباحثون أن مرض الزهايمر يعتبر أزمة صحية عامة بحاجة إلى أفكار مبتكرة وطرق جديدة للتعامل معه.

في الختام .. يقول دونالد ويفر، أستاذ الكيمياء ومدير معهد كريمل للأبحاث، بجامعة تورونتو ..

من أجل رفاهية الأفراد والعائلات الذين يعيشون مع الخرف، ومن أجل التأثير الاجتماعي والاقتصادي على نظام الرعاية الصحية الذي يعاني بالفعل من الضغوط الناجمة عن التكاليف والطلب المتزايدين على علاج الخرف ... "نحن بحاجة إلى فهم أفضل لمرض الزهايمر، وأسبابه، وما يمكننا فعله لعلاجه ولمساعدة الأشخاص والعائلات الذين يعيشون معه."