يوصي خبراء بقياس الوزن أسبوعيا، حتى عندما لا يحاول الشخص إنقاص وزنه - صورة تعبيرية.
يوصي خبراء بقياس الوزن أسبوعيا، حتى عندما لا يحاول الشخص إنقاص وزنه - صورة تعبيرية. | Source: pexels.com

يشكل قياس الوزن هاجسا خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من البدانة، ويشرح خبراء عدد المرات الأنسب التي يمكن للأفراد اتباعها بحسب حاجتهم وهدفهم.

وينصح بعض الخبراء بالقياس يوميا لتعزيز عملية إدارة الوزن، وخاصة لمن يتبع نظاما غذائيا وبرنامجا للتمارين الرياضية لفقدان الوزن، وفقا لما ذكره موقع "سينس أليرت".

ويقترح آخرون التخلص من قياس الوزن تماما، بحجة أن هذه العملية يمكن أن تؤدي إلى استجابات نفسية سلبية وسلوكيات غير صحية عندما لا يحب الشخص الرقم الذي يراه على الميزان.

ويوصي خبراء بقياس الوزن أسبوعيا، حتى عندما لا يحاول الشخص إنقاص وزنه، وذلك لعدة أسباب ومنها:

1. يساعدك الوزن أسبوعيا على إدارة وزنك

تؤكد الكثير من الأبحاث أن الوزن الذاتي المنتظم هو استراتيجية فعالة لفقدان الوزن وإدارته، وذلك في المقام الأول لأنه يساعد على زيادة الوعي بالوزن الحالي وأي تغييرات.

وأظهرت مراجعة منهجية لـ 12 دراسة أن المشاركين الذين يزنون أنفسهم أسبوعيا أو يوميا على مدار عدة أشهر فقدوا 1-3 وحدات من مؤشر كتلة الجسم (BMI) أكثر واستعادوا وزنا أقل من المشاركين الذين لم يزنوا أنفسهم بشكل متكرر. كانت فائدة فقدان الوزن واضحة مع قياس الوزن الأسبوعي، ولم تكن هناك فائدة إضافية مع الوزن اليومي.

ويعتبر الوزن الذاتي أداة أساسية لإدارة الوزن خاصة مع التقدم ​​في السن. يميل البالغون إلى اكتساب الوزن تدريجيا خلال منتصف العمر. في حين أن متوسط ​​اكتساب الوزن يتراوح عادة بين 0.5-1 كغم سنويا، فإن هذا التراكم المتواضع للوزن يمكن أن يؤدي إلى السمنة بمرور الوقت. يساعد الوزن الأسبوعي وتتبع النتائج في تجنب زيادة الوزن غير الضرورية.

يمكن أن يساعد تتبع الوزن أيضا في تحديد المشكلات الطبية في وقت مبكر. يمكن أن تكون التغييرات الدرامية في الوزن علامة مبكرة على بعض الحالات، بما في ذلك مشاكل الغدة الدرقية والهضم والسكري.

2. الوزن الأسبوعي يأخذ في الاعتبار التقلبات الطبيعية

يمكن أن يتقلب وزن أجسامنا في غضون يوم واحد وعبر أيام الأسبوع. تشير الدراسات إلى أن وزن الجسم يتقلب بنسبة 0.35% خلال الأسبوع وعادة ما يكون أعلى بعد عطلة نهاية الأسبوع.

ترجع تقلبات وزن الجسم اليومية إلى أسباب عديدة، يرتبط العديد منها بمحتوى الماء في أجسامنا. وتشمل الأسباب الأكثر شيوعا: "نوع وكمية الطعام الذي نتناوله، وممارسة الرياضة، والتغيرات الهرمونية، وفعالية الجهاز الهضمي".

3. الوزن الأسبوعي يتجنب هوس الميزان وتخريب فقدان الوزن

يمكن أن يؤدي الوزن بشكل متكرر إلى خلق هوس بالرقم الموجود على الميزان ويسبب ضررا أكثر من نفعه.

غالبا، يكون رد فعلنا عندما نرى هذا الرقم لا يتحرك في الاتجاه الذي نريده أو نتوقعه هو تقييد تناولنا للطعام أو الشروع في اتباع نظام غذائي صارم. إلى جانب عدم كونها ممتعة أو مستدامة، فإن الأنظمة الغذائية الصارمة تزيد في النهاية من زيادة الوزن بدلا من العكس.

وقد تم تأكيد ذلك في دراسة طويلة الأمد قارنت بين فقدان الوزن المتعمد بين أكثر من 4000 توأم. وجد الباحثون أن احتمالية الإصابة بالسمنة في سن الخامسة والعشرين كانت أكبر بشكل ملحوظ بالنسبة للتوأم الذي اتبع نظاما غذائيا لفقدان 5 كغم أو أكثر. يشير هذا إلى أن اتباع نظام غذائي متكرر يجعلنا أكثر عرضة لزيادة الوزن في المستقبل.

إذن ماذا يجب أن نفعل؟

إن وزن أنفسنا أسبوعيا يعطي مقياسا أكثر دقة لاتجاهات وزننا بمرور الوقت.

اهدف إلى وزن نفسك في نفس اليوم وفي نفس الوقت وفي نفس البيئة كل أسبوع، على سبيل المثال: في كل صباح جمعة عندما تستعد للاستحمام، بعد أن تذهب إلى الحمام، ولكن قبل أن تشرب أو تأكل أي شيء.

استخدم أفضل المقاييس جودة. قم بتغيير البطاريات بانتظام وتحقق من دقتها باستخدام وزن "معروف"، على سبيل المثال: لوحة وزن 10 كغم. ضع الوزن "المعروف" على الميزان وتحقق من أن القياس يتماشى معه.

تذكر أن الرقم الموجود على الميزان هو مجرد جزء واحد من الصحة وإدارة الوزن. التركيز فقط عليه يمكن أن يطغى على مؤشرات أخرى، مثل مدى ملاءمة ملابسك. من الضروري أيضا أن نولي اهتماما متساويا لكيفية شعورنا، جسديا وعاطفيا.

توقف عن وزن نفسك، في أي فترة زمنية، إذا كان ذلك يسبب لك القلق أو التوتر، وتواصل مع أخصائي رعاية صحية لمناقشة هذا الأمر.

سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم
سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم

معظمنا سيربط خطر الإصابة بسرطان الرئة بالتدخين أو تلوث الهواء، لكن الباحثين اكتشفوا رابطًا مثيرًا للاهتمام بين هذا المرض وجودة النظام الغذائي.

فقد وجد الباحثون من جامعتي فلوريدا وكنتاكي أن جزيء الغليكوغينglycogen – الذي يخزن السكر البسيط الغلوكوز – قد يعمل كمحرك لبعض أنواع سرطان الرئة.

وقد وُجد أن مستويات الغليكوغين كانت أعلى في عينات الأنسجة البشرية لسرطان الغدة القصبية Lung Adenocarcinoma، وهو النوع المسؤول عن 40 بالمئة من حالات سرطان الرئة حول العالم.

وفي تجارب على الفئران، لاحظ الفريق أن زيادة الغليكوغين ساعدت في نمو السرطان بشكل أسرع، في حين أن تقليل وجوده أدى إلى تباطؤ نمو الأورام.

تعتمد الدراسة الجديدة على تقنية تُعرف باسم التمثيل الغذائي المكاني، والتي تتيح للعلماء تحديد خصائص الجزيئات الصغيرة داخل الأنسجة وفقًا لموقعها.

وفي هذه الحالة، استخدم الفريق منصة مصممة خصيصًا لتحليل الأنسجة.

يقول عالم الأحياء الجزيئية رامون صن من جامعة فلوريدا "وفّرت هذه المنصة عدسة جديدة لرؤية الأمراض، مما مكن الباحثين من اكتشاف أنماط وتفاعلات جزيئية لم تكن معروفة من قبل، وبدقة وعمق ملحوظين في الفهم."

كان الباحثون يدرسون العلاقة بين الغليكوغين وأنواع مختلفة من السرطان منذ فترة، ويبدو أن هذا المصدر من الطاقة يعمل كـ"حلوى" للخلايا السرطانية، يمنحها الوقود اللازم للنمو بسرعة، بما يكفي لتجاوز أنظمة المناعة الطبيعية في أجسامنا.

نعلم أن الغليكوغين يأتي من الكربوهيدرات التي نتناولها، ويُعتبر مصدرًا مهمًا للطاقة يُخزن في العضلات، ويستعين به الجسم أثناء التمارين. في الأساس، هو شكل مُخزن من الغلوكوز غير المستخدم على الفور.

كما يتراكم الغليكوغين بشكل أكبر نتيجة النظام الغذائي الغني بالدهون والكربوهيدرات.

وفي هذه الدراسة، أظهرت الفئران التي تم إطعامها بهذا النوع من النظام الغذائي مستويات أعلى بكثير من نمو سرطان الرئة مقارنة بالفئران التي تناولت أنظمة غذائية غنية بالدهون فقط، أو بالكربوهيدرات فقط، أو حتى نظامًا غذائيًا معتدلًا.

أوضح الفريق أهمية اجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة لدى البشر، لكن يبدو أن هناك نوعًا من الارتباط بالفعل.

ويقول رامون صن "على المدى الطويل، ينبغي أن تعكس استراتيجيتنا في الوقاية من السرطان ما حققته حملات مكافحة التدخين من نجاح، من خلال التركيز بشكل أكبر على التوعية العامة والاستراتيجيات القائمة على السياسات التي تشجع على خيارات غذائية صحية كعنصر أساسي في الوقاية من الأمراض."

من الجدير بالذكر أن مستويات الغليكوغين المرتفعة ظهرت فقط في عينات أنسجة لسرطان الغدة القصبية لدى البشر، ولم تُلاحظ في أنواع أخرى من سرطان الرئة، مثل سرطان الخلايا الحرشفية الرئوي، وهو ما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات.

وفي الوقت الحالي، تعتبر هذه النتائج تذكيرًا بمدى أهمية النظام الغذائي لصحتنا العامة. 

تمامًا كما يُعتقد أن اللحوم الحمراء والمشروبات الكحولية ترفع من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، تقول الدراسة إنه قد نضطر قريبًا إلى إضافة سرطان الرئة إلى قائمة الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.