رياضة المشي لا تكفي وحدها (صورة تعبيرية)
رياضة المشي لا تكفي لوحدها (صورة تعبيرية) | Source: pexels

أوضح خبراء صحة لشبكة "سي إن إن" الأميركية، أن ممارسة المشي يعد أمرا غير كاف للحفاظ على صحة الجسم، لافتين إلى أنه يعد واحدا من 3 أنماط حركة ينبغي القيام بها منذ الاستيقاظ وحتى موعد النوم، سواء بشكل يومي أو خلال الأسبوع.

وفي هذا الصدد، قال جراح الطب الرياضي، الدكتور كارل سيرينو: "المشي أمر رائع، لكنه مجرد شكل واحد من أشكال الحركة أحادية الاتجاه، وتحتاج أجسامنا إلى المزيد من أنواع الحركات لتكون لائقة وظيفيًا".

ونبه بأن الناس يستخدمون العضلات والأوتار في أجسادهم للمساعدة في كل الانحناء والالتواء والدوران الذي يقومون به في حياتهم اليومية، مضيفا: "لذا فهم بحاجة إلى العمل عليها وتمديدها في العديد من الاتجاهات المختلفة".

وشدد على أن وجود عضلات مرنة يعني أيضًا أنه سيكون لدى المرء المزيد من التوازن والاستقرار، مما يساعد على منع السقوط والإصابات في جميع الأنشطة البدنية.

وعلى نفس المنوال، أوضحت ميليسا بويد، وهي مدربة شخصية معتمدة، أن هناك 3 أنماط من الحركة تعطي فوائد صحية لكافة عضلات وأعضاء الجسد.

وقالت: "حياتنا أصبحت مشغولة للغاية، فنحن نجلس طوال اليوم، ثم نشعر بالإرهاق في الليل، بحيث يجعلنا المشي القصير نشعر كما لو أنَّا قمنا بشيء ضخم وفعّال، لكن المشي فعلاً هو حركة أساسية يحتاجها الجسد ليعمل بشكل جيد، للمساعدة في تحسين الهضم والتخفيف من التوتر".

ولكي تساعد عملاءها على فهم حقيقة أن المشي اليومي لن يؤدي إلى جسم رياضي مثالي - وهو اعتقاد شائع - تناقش بويد معهم 3 أنواع من الحركة المفيدة للصحة واللياقة البدنية.

الأول هو الحركة التي يحتاجها الجسم يومياً، مثل المشي والتمدد والانحناء، والنوع الثاني هو الحركة الرياضية التي يمكن ممارستها عدة مرات في الأسبوع لتحسين اللياقة البدنية.

أما النوع الثالث فهو الحركة الاجتماعية التي تُمارس للمتعة أو للتواصل مع الآخرين، مثل جلسات الرقص الجماعي.

وقالت بويد إن تقسيم كل تلك الحركات المختلفة إلى "جلسات خفيفة "للتمرين خلال اليوم، يحقق النتائج المرجوة مع مرور الوقت.

وضربت مثلا بالقول: "في كل مرة تذهب فيها إلى الحمام، قم بأداء تمرين القرفصاء 20 مرة وأنت في طريقك إليه".

وتابعت: "وفي كل مرة تذهب إلى المطبخ لجلب كوب من الماء مارس 10 تمرينات ضغط على الحائط، وإذا قمت بربط تلك التمارين الخفيفة بشيء آخر تقوم به بالفعل، فيمكنك جعلها عادة، وقد رأيت نجاحًا كبيرًا في هذا السياق".

واختتمت بويد حديثها قائلة: "من المهم التفكير في الحركة ضمن هذه الفئات الثلاث المختلفة، لأن كل نوع له فوائد مختلفة ولا يمكن أن يعوّض بعضها الآخر".

التبرع بالدم
التبرع بالدم

التبرع بالدم بانتظام قد لا يكون مجرد إنقاذ لحياة الآخرين، بل قد يسهم أيضًا في تحسين صحة دمك على المستوى الجيني، وفقًا لدراسة جديدة.

قارن فريق دولي من الباحثين عينات من 217 رجلًا تبرعوا بالدم أكثر من 100 مرة في حياتهم مع عينات من 212 رجلًا تبرعوا بالدم أقل من 10 مرات، للبحث عن أي اختلافات في صحة الدم.

على الرغم من أن الفروقات كانت دقيقة، فإن دم المتبرعين المتكرر كان أكثر احتمالًا لامتلاك طفرات مفيدة في جين يسمى DNMT3A وقد تم ربط الطفرات الأخرى في هذا الجين سابقًا بسرطان الدم.

ركز الفريق تحديدًا على خلايا الدم الجذعية، التي تنتج خلايا دم إضافية حسب الحاجة. إذ مع تقدمنا في العمر، قد تبدأ هذه الآلية في التدهور، مما يؤدي إلى مشاكل في سرطانات الدم مثل اللوكيميا.

يحفز فقدان الدم إنتاج هرمون الإريثروبويتين، وفي اختبارات على خلايا الدم الجذعية التي تم معالجتها بالإريثروبويتين، وجد الباحثون أن تلك التي تحتوي على طفرة في جين DNMT3A تنتج الدم بسرعة أكبر من تلك التي لا تحتوي على الطفرة.

يشير هذا إلى أن فقدان الدم المتكرر يؤدي إلى إنتاج أكبر للخلايا الدموية المتحورة.

يقول عالم الخلايا الجذعية دومينيك بونيت من معهد فرانسيس كريك في المملكة المتحدة "الأنشطة التي تضع مستويات منخفضة من الإجهاد على إنتاج خلايا الدم تسمح لخلايا الدم الجذعية لدينا بالتجدد، ونحن نعتقد أن هذا يفضل الطفرات التي تعزز نمو الخلايا الجذعية بدلاً من الأمراض".

قد يساعد التبرع بالدم في تدريب هذه الخلايا الجذعية بشكل أفضل على استبدال الدم بالطريقة الصحيحة.

وقد أكدت اختبارات المتابعة على الفئران هذه الفكرة حول تعزيز القدرة التجديدية، دون إدخال طفرات جينية قد تكون ضارة.

ومع ذلك، هناك بعض القيود التي يجب أخذها في الاعتبار. فمن المرجح أن يكون المتبرعون بالدم أصحّاء بالفعل (لأنها إحدى شروط التبرع بالدم)، لذا فإن تحديد أي فائدة صحية إضافية أمر صعب، لأن ذلك قد يأتي في الواقع من كونهم في حالة بدنية أفضل منذ البداية.

وبغض النظر عن أي فوائد صحية، فهناك حاجة ماسة للمتبرعين بالدم.

في الولايات المتحدة، يحتاج شخص ما إلى الدم أو الصفائح الدموية (التي هي أجزاء صغيرة في الدم) كل ثانيتين، والحصول على دم أكثر صحة هو ميزة إضافية.

وبينما ننتظر المزيد من الدراسات التفصيلية لتأكيد هذه النتائج، تقدم لنا الدراسة مزيدًا من الفهم حول كيفية بدء سرطانات الدم في المقام الأول، وهو ما يوجهنا إلى خيارات علاجية محتملة.

ويقول عالم الخلايا الجذعية هيكتور هيرغا إنكابو من معهد فرانسيس كريك "نهدف الآن إلى معرفة كيف تلعب هذه الأنواع المختلفة من الطفرات دورًا في تطور اللوكيميا أو عدم تطورها، وما إذا كان يمكن استهدافها علاجيًا".