تونس تسعى لمواجهة هجرة الأطباء إلى الخارج
الأطباء ينصحون بالابتعاد عن المواد الغذائية فائقة المعالجة لتجنب الإصابة ببعض أنواع السرطان | Source: pexels

نشرت صحيفة "غارديان" البريطانية، تقريرا يسلط الضوء على أهم الممارسات التي يقوم بها الأطباء المتخصصون في الأورام الخبيثة، في سبيل الوقاية من الإصابة بالمرض، والتوجيهات التي ينصحون الناس باتباعها في هذا الصدد.

ومن أهم النصائح التي يقدمها الأطباء للوقاية من أمراض السرطان هي عدم التدخين، لأن التبغ وما يضاف إليه، حسب كلامهم، مسؤول بدرجة كبيرة عن الإصابة بالعديد من الأورام الخبيثة، وفي مقدمتها سرطان الرئة، بالإضافة إلى أمراض أخرى مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، و15 نوعا من داء السرطان.

الرشاقة والتقليل من تناول اللحوم

وينصح بعض الأطباء أيضا بالحفاظ على وزن صحي والابتعاد عن السمنة، إذ قال أحدهم إن 70 بالمئة من حالات سرطان الكبد مرتبطة بزيادة الوزن بشكل أو بآخر.

من جانبه، قال عالم الأورام وأستاذ علاج الأورام بالإشعاع في جامعة كوينز في بلفاست، جو أوسوليفان، إن أكبر عامل في نمط الحياة لسرطان البروستاتا هو الوزن الزائد.

وفي ذات السياق، قال قول استشاري الأورام السريرية في مستشفى كريستي في مانشستر، مارك سوندرز: "هناك عدد متزايد لما نسميه (سرطانات البداية المبكرة)، أي السرطانات التي تصيب الأشخاص تحت سن الخمسين".

ولفت إلى أنه في حالة سرطان القولون والمستقيم، يتزايد هذا بشكل ملحوظ، بسبب زيادة الوزن وقلة ممارسة الرياضة، والنظام الغذائي الخاطئ.

ويطالب الأطباء بالتقليل من تناول اللحوم، لأن ما يقدر بنحو 13 بالمئة من حالات سرطان الأمعاء، ترتبط بتناول الكثير من اللحوم المصنعة أو الحمراء. 

تجنب الأطعمة فائقة المعالجة

من المهم تجنب هذا النوع من المأكولات، لأنها تحتوي على مواد مرتبطة بالعديد من الأمراض، من بينها بعض أنواع السرطان، وفقا للعديد من الأبحاث.

وذكر طبيب أن عدم وجود ما يكفي من الألياف في النظام الغذائي، هو عامل خطر للإصابة بسرطان الأمعاء، وفق غارديان.

كما ينصح الأطباء بالإقلاع عن تناول المشروبات الكحولية أو التقليل منها قدر الإمكان، لأنها من العوامل المرتبطة بالإصابة ببعض أنواع السرطان.

مراجعة الأطباء

وكذلك يطالب الأطباء الناس بمراجعة الأخصائيين عند وجود أعراض مريبة، مثل وجود دم في البول أو سعال مصحوب بخروج دم، أو حدوث نزيف في المستقيم وغير ذلك، للتأكد من عدم وجود أمراض خبيثة أو لعلاجها في مراحل مبكرة.

كما يشدد الأطباء على ضروة الفحص الروتيني الوقائي، مثل فحص الثدي للنساء أو فحص البروستاتا للرجال.

الرياضة والوقاية من الشمس

وفي نفس السياق، أكد الأطباء على أهمية ممارسة الرياضة بشكل دائم، خاصة لمن تجاوز الخمسين من عمره، وذلك لأهميتها في الحفاظ على وزن مثالي، ولزيادة مناعة الجسم تجاه العديد من الأمراض.

ومع موجات الحر وأشعة الشمس القوية، يوصي الأطباء بشدة باستخدام الكريمات الطبية الواقية من أشعة شمس الضارة، وذلك لدورها الكبير في الحماية من الإصابة بسرطان الجلد.

كما ينصح الأطباء بتفادي التعرض لأشعة الشمس الحارقة في أوقات الذورة من العاشرة صباحا وحتى الرابعة أو الخامسة مساء، باختلاف المناطق الجغرافية.

التوتر والقلق.. والمخاطر الجينية

رغم عدم وجود أدلة وثيقة تربط ضغوطات الحياة النفسية والتوتر بأمراض السرطان، بيد أن الأطباء ينصحون بتجنب القلق والتوتر والحالات النفسية السلبية.

ورأت طبية أن الدراسات في المستقبل قد تثبت وجود علاقة بين بعض أمراض السرطان وتأثير التوترات والقلق على الجهاز العصبي للإنسان.

من جانب آخر، رأى خبراء صحة أن ثمة عوامل وراثية تقف وراء الإصابة ببعض الأمراض، فمثلا هناك حوالي 7 بالمئة من سرطانات البروستاتا وراثية، وقد يكون لدى البعض جين BRCA، وهو طفرة جينية مرتبطة بسرطان الثدي وسرطان البروستاتا، حسب الطبيب أوسوليفان.

وبناء على ذلك، ينصح الأطباء النساء والرجال بإجراء فحوصات مستمرة للثدي والمبيض والبروستاتا لمن لديهم تاريخ عائلي في تلك الأمراض. 

المعرفة.. قوة

وعند التشخيص بأحد أنواع أمراض السرطان، ينصح الأطباء المرضى بعدم الخوف من معرفة كافة الأمور المتعلقة بالداء والعلاج، وعدم الخشية من طرح أية أسئلة، لأن ذلك سيفيدهم في رحلة التعافي، وتجنب الكثير من المعلومات الخاطئة والشائعات.

كما يؤكد الأطباء على ضرورة عدم الخوف من العلاج، لأن الطب تطور وأصبحت هناك علاجات ناجعة تحقق نتائج باهرة.

وفي هذا الصدد، يقول أوسوليفان: "إذا كان لدى الأشخاص أعراض، فقد يترددون أحيانًا في الذهاب إلى الطبيب العام بسبب القلق بشأن مدى سوء العلاج، خاصة إذا كان أحد معارفهم كان قد عانى من بعض العلاجات".

ويتابع: "لكن العلم تحسن بشكل كبير. إذا فكرت في الشكل الذي كان يبدو عليه هاتفك الذكي قبل 10 سنوات، وكيف يبدو الآن، فهو يشبه نوع التطورات التكنولوجية في العلاج الإشعاعي، حيث انخفضت الآثار الجانبية كثيرًا".

وختم بالقول: "يواصل العديد من الأشخاص حياتهم الطبيعية خلال فترة العلاج. وفي بعض أنواع العلاج الإشعاعي، يمكن شفاء الأشخاص بعد 5 أيام".

العلاج الياباني الجديد قد يلغي الحاجة إلى عمليات زرع الأسنان
العلاج الياباني الجديد قد يلغي الحاجة إلى عمليات زرع الأسنان. (AFP)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقارا رائداً، يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك، التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى، لا تنمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان.

لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي، التابع لكلية البحوث الطبية في مدينة أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

خلال أكتوبر الماضي، أطلق فريقه تجارب سريرية في مستشفى أوساكا، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً، يقول الفريق الطبي إنه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية.

ويقول تاكاهاشي لوكالة فرانس برس، إنها تقنية "جديدة تماماً" في العالم.

غالبا ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة، بسبب التسوس أو الالتهابات، على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً.

ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن "استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها".

تشير الاختبارات التي أجريت على فئران وقوارض، إلى أن وقف عمل بروتين (يو ساغ 1 / USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نشرت العام الفائت، قال الفريق إن "العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر".

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات "الماسة" للمرضى، الذين خسروا 6 أسنان دائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أن الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0,1% من الأشخاص، الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة، لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم.

ويضيف إن "هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم".

لذلك، يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل العام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل، باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

في حديث إلى وكالة فرانس برس، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، "إن مجموعة تاكاهاشي تقود المسار".

ويعتبر كانغ أن عمل تاكاهاشي "مثير للاهتمام ويستحق المتابعة"، لأن الدواء المكون من الأجسام المضادة، يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـUSAG-1، يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف كانغ أن  "السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه".

ويتابع "إنها ليست سوى البداية".

يرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أن طريقة تاكاهاشي "مبتكرة وتحمل إمكانات".

ويقول لوكالة فرانس برس إن "التأكيد أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية، قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل".

ويشير إلى أن "النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر".

ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير "تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة".

يشير تاكاهاشي إلى أن موقع السن الجديد في الفم يمكن التحكم به، إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ، فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى، إذ أن الهدف الرئيسي هو اختبار سلامة الدواء لا فعاليته.

لذا يمثل المشاركون في المرحلة الحالية بالغين صحتهم جيدة، خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أن تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، إلا أن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

إذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً.

ويقول تاكاهاشي "سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك".

قد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان، التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم.

وتظهر بيانات وزارة الصحة اليابانية أن أكثر من 90% من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً، خسروا سنّاً واحداً على الأقل.

ويقول تاكاهاشي "ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع".