مشروبات طاقة في أحد المتاجر
مشروبات طاقة في أحد المتاجر

تجتذب مشروبات الطاقة قطاعات كبيرة من الفتيات اللاتي يمارسن الرياضة ويبحثن عن الرشاقة، استنادا إلى نصائح يطلقها مختصون في مجال اللياقة البدنية، ومؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وتزعم بعض الشركات التي تنتج مشروبات الطاقة أن منتجاتها تعزز عملية حرق الدهون، بينما تقدم بعض الشركات تلك المشروبات بنكهات متعددة، مثل التفاح والفراولة وغيرها.

ويلفت مختصون إلى أن التعود على تناول مشروبات الطاقة، وإن كان بدرجة قليلة، من الممكن أن يقود إلى مرحلة الإدمان على تلك المشروبات.

ويرى فريق من الأطباء أن الإفراط في استهلاك مشروبات الطاقة منخفضة السعرات الحرارية، التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين، يمكن أن يسبب مشكلات صحية خطيرة، خاصة بالنسبة للذين لا يتناولون ما يكفي من الطعام.

ويقول الأطباء إن الكافيين له تأثيرات أقوى على النساء، إذ أن أجسادهن تقاومه وتعالجه بشكل أبطأ من الرجال. 

وفي حين يرى البعض أن الكافيين يعزز الأداء الرياضي، لكن الجرعات العالية يمكن أن تسبب مشكلات في القلب، وأخرى متعلقة بالقلق والأرق، واضطرابات النوم، وفق الصحيفة الأميركية. 

وقالت خبيرة التغذية الأميركية، جيسيكا بارث، إن "تلك الآثار يمكن أن تكون أكثر خطورة بالنسبة الفتيات اللاتي لا يتناولن ما يكفي من الطعام".

Prime energy drink cans sit on a shelf at Target in Brooklyn, New York
أطباء في أميركا: امنعوا بيع مشروبات الطاقة للأطفال
يناشد أطباء الأطفال وأولياء الأمور الولايات المتحدة التعامل مع مشروبات الطاقة الجديدة عالية الكافيين مثل تعاملها مع الكحول والسجائر، وحظر بيعها للقُصّر، إذ تحتوي العبوة الواحدة على ما يعادل الكافيين الموجود في ست عبوات من مشروب الكوكاكولا.

وتدعي بعض الشركات التي تنشط في إنتاج مشروبات الطاقة، أن تلك المشروبات تساعد الأشخاص على بناء العضلات، عند تناولها قبل ممارسة الرياضة.

وفي المقابل، يقول الخبراء إن حديث تلك الشركات عن حرق الدهون، والمساعدة في بناء العضلات مضلل، بينما يشكك مختصون في صدقية الدراسات التي تعتمد عليها تلك الشركات في مزاعمها. 

وتلجأ بعض الفتيات، خاصة الباحثات عن الرشاقة، إلى استخدام مشروبات الطاقة لمقاومة الجوع، وللاحساس والشعور بالشبع، وللقدرة على ممارسة التمارين الرياضية.

وكشفت دراسة سابقة أن مشروبات الطاقة الغنية بمادة الكافيين تؤثر على انتظام ضربات قلب الإنسان، وقد تؤدي إلى مشكلات طبية خطيرة.

وتوصلت الدراسة إلى أن البالغين الذين يتناولون مشروبات الطاقة الغنية بمادتي الكافيين والتورين زادت لديهم فرص زيادة معدلات انقباض البطين الأيسر في القلب، المسؤول عن ضخ الدم للجسم.

وقاس الباحثون معدل ضربات القلب قبل وبعد تناول المشروب بحوالي ساعة، ولاحظوا حدوث ضغط كبير على البطين الأيسر من القلب.

سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم
سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم

معظمنا سيربط خطر الإصابة بسرطان الرئة بالتدخين أو تلوث الهواء، لكن الباحثين اكتشفوا رابطًا مثيرًا للاهتمام بين هذا المرض وجودة النظام الغذائي.

فقد وجد الباحثون من جامعتي فلوريدا وكنتاكي أن جزيء الغليكوغينglycogen – الذي يخزن السكر البسيط الغلوكوز – قد يعمل كمحرك لبعض أنواع سرطان الرئة.

وقد وُجد أن مستويات الغليكوغين كانت أعلى في عينات الأنسجة البشرية لسرطان الغدة القصبية Lung Adenocarcinoma، وهو النوع المسؤول عن 40 بالمئة من حالات سرطان الرئة حول العالم.

وفي تجارب على الفئران، لاحظ الفريق أن زيادة الغليكوغين ساعدت في نمو السرطان بشكل أسرع، في حين أن تقليل وجوده أدى إلى تباطؤ نمو الأورام.

تعتمد الدراسة الجديدة على تقنية تُعرف باسم التمثيل الغذائي المكاني، والتي تتيح للعلماء تحديد خصائص الجزيئات الصغيرة داخل الأنسجة وفقًا لموقعها.

وفي هذه الحالة، استخدم الفريق منصة مصممة خصيصًا لتحليل الأنسجة.

يقول عالم الأحياء الجزيئية رامون صن من جامعة فلوريدا "وفّرت هذه المنصة عدسة جديدة لرؤية الأمراض، مما مكن الباحثين من اكتشاف أنماط وتفاعلات جزيئية لم تكن معروفة من قبل، وبدقة وعمق ملحوظين في الفهم."

كان الباحثون يدرسون العلاقة بين الغليكوغين وأنواع مختلفة من السرطان منذ فترة، ويبدو أن هذا المصدر من الطاقة يعمل كـ"حلوى" للخلايا السرطانية، يمنحها الوقود اللازم للنمو بسرعة، بما يكفي لتجاوز أنظمة المناعة الطبيعية في أجسامنا.

نعلم أن الغليكوغين يأتي من الكربوهيدرات التي نتناولها، ويُعتبر مصدرًا مهمًا للطاقة يُخزن في العضلات، ويستعين به الجسم أثناء التمارين. في الأساس، هو شكل مُخزن من الغلوكوز غير المستخدم على الفور.

كما يتراكم الغليكوغين بشكل أكبر نتيجة النظام الغذائي الغني بالدهون والكربوهيدرات.

وفي هذه الدراسة، أظهرت الفئران التي تم إطعامها بهذا النوع من النظام الغذائي مستويات أعلى بكثير من نمو سرطان الرئة مقارنة بالفئران التي تناولت أنظمة غذائية غنية بالدهون فقط، أو بالكربوهيدرات فقط، أو حتى نظامًا غذائيًا معتدلًا.

أوضح الفريق أهمية اجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة لدى البشر، لكن يبدو أن هناك نوعًا من الارتباط بالفعل.

ويقول رامون صن "على المدى الطويل، ينبغي أن تعكس استراتيجيتنا في الوقاية من السرطان ما حققته حملات مكافحة التدخين من نجاح، من خلال التركيز بشكل أكبر على التوعية العامة والاستراتيجيات القائمة على السياسات التي تشجع على خيارات غذائية صحية كعنصر أساسي في الوقاية من الأمراض."

من الجدير بالذكر أن مستويات الغليكوغين المرتفعة ظهرت فقط في عينات أنسجة لسرطان الغدة القصبية لدى البشر، ولم تُلاحظ في أنواع أخرى من سرطان الرئة، مثل سرطان الخلايا الحرشفية الرئوي، وهو ما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات.

وفي الوقت الحالي، تعتبر هذه النتائج تذكيرًا بمدى أهمية النظام الغذائي لصحتنا العامة. 

تمامًا كما يُعتقد أن اللحوم الحمراء والمشروبات الكحولية ترفع من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، تقول الدراسة إنه قد نضطر قريبًا إلى إضافة سرطان الرئة إلى قائمة الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.