تناول بعض المكملات الغذائية قد يحسن النتائج في اختبارات الذاكرة لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما
تناول بعض المكملات الغذائية قد يحسن النتائج في اختبارات الذاكرة لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما | Source: pexels

كشفت أول دراسة من نوعها أن تناول مكملات البروتين والبريبايوتيك يوميا قد يحسن النتائج في اختبارات الذاكرة لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما، وفق ما نشرته مجلة "نيتشر".

وأشارت الدراسة إلى أن تناول نوعين من مكملات البريبايوتكس المصنوعين من ألياف نباتية رخيصة الثمن ومتوفرين بدون وصفة طبية في العديد من الدول حول العالم، قد يساعدان في تحسين الذاكرة لدى كبار السن، حسب موقع "ساينس أليرت".

والبريبايوتكس عبارة عن مواد استهلاكية غير قابلة للهضم تساعد في تحفيز ميكروبات الأمعاء.

والنوع الأول من تلك المكملات يسمى إينولين، وهو ألياف غذائية من فئة الفركتان، بينما النوع الثاني يسمى فركتو أوليجوساكاريد، وهو كربوهيدرات نباتية تستخدم غالبًا كمحلي طبيعي منخفض السعرات الحرارية.

ولاختبار تأثير هذه المكملات على الدماغ المتقدم في السن، سجل الباحثون في كينجز كوليدج لندن 36 زوجا من التوائم الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما.

وأوضحت الدراسة أن التوأم الذي تناول الإينولين سجل درجات أعلى في "اختبار إدراكي" بعد مرور ثلاثة أشهر، وارتبطت مكملات الألياف اليومية بتغييرات طفيفة في ميكروبيوم الأمعاء بين التوائم.

وأشارت دراسات سابقة على القوارض إلى أن المكملات الغذائية الغنية بالألياف، مثل الإينولين يمكن أن "تغذي" ميكروبيوم القولون، مما يسمح للبكتيريا "الجيدة" بالازدهار.

وترتبط بعض هذه البكتيريا أيضا بتحسين الوظيفة الإدراكية لدى الفئران والبشر.

وقالت طبيبة الشيخوخة في كينجز لندن، كلير ستيفز، إن تلك المكملات الغذائية رخيصة ومتوفرة بدون وصفة طبية، ويمكن أن تفيد مجموعة واسعة من الناس، وهي آمنة ومقبولة أيضا.

وأضافت:" مهمتنا التالية هي معرفة ما إذا كانت هذه التأثيرات تستمر لفترات أطول وفي مجموعات أكبر من الناس".

سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم
سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم

معظمنا سيربط خطر الإصابة بسرطان الرئة بالتدخين أو تلوث الهواء، لكن الباحثين اكتشفوا رابطًا مثيرًا للاهتمام بين هذا المرض وجودة النظام الغذائي.

فقد وجد الباحثون من جامعتي فلوريدا وكنتاكي أن جزيء الغليكوغينglycogen – الذي يخزن السكر البسيط الغلوكوز – قد يعمل كمحرك لبعض أنواع سرطان الرئة.

وقد وُجد أن مستويات الغليكوغين كانت أعلى في عينات الأنسجة البشرية لسرطان الغدة القصبية Lung Adenocarcinoma، وهو النوع المسؤول عن 40 بالمئة من حالات سرطان الرئة حول العالم.

وفي تجارب على الفئران، لاحظ الفريق أن زيادة الغليكوغين ساعدت في نمو السرطان بشكل أسرع، في حين أن تقليل وجوده أدى إلى تباطؤ نمو الأورام.

تعتمد الدراسة الجديدة على تقنية تُعرف باسم التمثيل الغذائي المكاني، والتي تتيح للعلماء تحديد خصائص الجزيئات الصغيرة داخل الأنسجة وفقًا لموقعها.

وفي هذه الحالة، استخدم الفريق منصة مصممة خصيصًا لتحليل الأنسجة.

يقول عالم الأحياء الجزيئية رامون صن من جامعة فلوريدا "وفّرت هذه المنصة عدسة جديدة لرؤية الأمراض، مما مكن الباحثين من اكتشاف أنماط وتفاعلات جزيئية لم تكن معروفة من قبل، وبدقة وعمق ملحوظين في الفهم."

كان الباحثون يدرسون العلاقة بين الغليكوغين وأنواع مختلفة من السرطان منذ فترة، ويبدو أن هذا المصدر من الطاقة يعمل كـ"حلوى" للخلايا السرطانية، يمنحها الوقود اللازم للنمو بسرعة، بما يكفي لتجاوز أنظمة المناعة الطبيعية في أجسامنا.

نعلم أن الغليكوغين يأتي من الكربوهيدرات التي نتناولها، ويُعتبر مصدرًا مهمًا للطاقة يُخزن في العضلات، ويستعين به الجسم أثناء التمارين. في الأساس، هو شكل مُخزن من الغلوكوز غير المستخدم على الفور.

كما يتراكم الغليكوغين بشكل أكبر نتيجة النظام الغذائي الغني بالدهون والكربوهيدرات.

وفي هذه الدراسة، أظهرت الفئران التي تم إطعامها بهذا النوع من النظام الغذائي مستويات أعلى بكثير من نمو سرطان الرئة مقارنة بالفئران التي تناولت أنظمة غذائية غنية بالدهون فقط، أو بالكربوهيدرات فقط، أو حتى نظامًا غذائيًا معتدلًا.

أوضح الفريق أهمية اجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة لدى البشر، لكن يبدو أن هناك نوعًا من الارتباط بالفعل.

ويقول رامون صن "على المدى الطويل، ينبغي أن تعكس استراتيجيتنا في الوقاية من السرطان ما حققته حملات مكافحة التدخين من نجاح، من خلال التركيز بشكل أكبر على التوعية العامة والاستراتيجيات القائمة على السياسات التي تشجع على خيارات غذائية صحية كعنصر أساسي في الوقاية من الأمراض."

من الجدير بالذكر أن مستويات الغليكوغين المرتفعة ظهرت فقط في عينات أنسجة لسرطان الغدة القصبية لدى البشر، ولم تُلاحظ في أنواع أخرى من سرطان الرئة، مثل سرطان الخلايا الحرشفية الرئوي، وهو ما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات.

وفي الوقت الحالي، تعتبر هذه النتائج تذكيرًا بمدى أهمية النظام الغذائي لصحتنا العامة. 

تمامًا كما يُعتقد أن اللحوم الحمراء والمشروبات الكحولية ترفع من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، تقول الدراسة إنه قد نضطر قريبًا إلى إضافة سرطان الرئة إلى قائمة الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.