متلازمة "DRESS" هي واحدة من عدة تفاعلات جلدية ضارة وتشمل الأعضاء الداخلية
متلازمة "DRESS" هي واحدة من عدة تفاعلات جلدية ضارة وتشمل الأعضاء الداخلية | source: Pexels

توفيت مراهقة في الولايات المتحدة، إثر استخدامها دواء لعلاج حب الشباب، والذي أدى إلى إصابتها بمتلازمة "DRESS" النادرة.

وحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، توفيت المراهقة إيزي ماكينزي بعد مرور 3 أشهر على إصابتها بمتلازمة رد الفعل الدوائي مع فرط الحمضات والأعراض الجهازية المعروفة بـ"DRESS"، وهي رد فعل تحسسي نادر وشديد للأدوية المستخدمة غالبا لعلاج حب الشباب والصرع والنقرس.

ومن الصعب على الأطباء اكتشاف أعراض متلازمة "DRESS" في البداية، التي تصيب شخصا واحدا من بين 1000 شخص يتناولون الأدوية شائعة الاستخدام، وفق الصحيفة.

ويقول مدير استشارات الأمراض الجلدية في مستشفى ماساتشوستس العام، ستيفن تشين: "يجب أن يكون معظم الأطباء قد تعلموا عن متلازمة (DRESS) في كلية الطب، لكن يمكن بسهولة تجاهلها، خصوصا أنها نادرة نسبيا، حيث تضيع بين كل الحقائق والمعلومات الأخرى التي من المفترض أن تتعلمها".

ومتلازمة "DRESS" هي واحدة من عدة تفاعلات جلدية ضارة، لكنها على عكس متلازمة ستيفنس جونسون "SJS" التي تؤثر بشكل أساسي على الجلد، فإن التأثيرات تشمل أيضا الأعضاء الداخلية، مما يجعل من الصعب تحديدها بسرعة، وفقا لـ"واشنطن بوست".

وفي حين أن أغلب حالات متلازمة "DRESS" خفيفة وغير شديدة، وفق ما يقول الأطباء، فإن بعض الناجين منها يصابون لاحقا بأمراض المناعة الذاتية، بما في ذلك مرض الغدة الدرقية أو الذئبة، أو مرض السكري.

وفي عام 2020، بدأت التحذيرات حول متلازمة "DRESS" تظهر لأول مرة على ملصقات دواء "التريميثوبريم-السلفاميثوكسازول" وهو مضاد حيوي لعلاج حب الشباب، وفقا لما ذكره متحدث باسم إدارة الغذاء والدواء الأميركية للصحيفة، حيث كان قد وُصف للمراهقة المتوفية ماكينزي قبل ذلك بنحو 5 سنوات.

واعتبارا من عام 2024، لم تعد الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية توصي باستخدام الدواء الشائع لعلاج حب الشباب، وفقا لـ"واشنطن بوست".

فيما يقول طبيب الأمراض الجلدية في مستشفى "بريغهام والنساء"، الذي شارك في رئاسة فريق عمل إرشادات الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية، جون باربييري، إن "إرشادات الأكاديمية لعام 2024 تبذل جهدا أكبر للتوصية بعدم استخدام الدواء، نظرا لمخاطر الفشل التنفسي الحاد وردود الفعل الدوائية الشديدة".

بدورها، تقول مديرة سلامة الأدوية والمناعة بمركز فاندربيلت الطبي في الولايات المتحدة، إليزابيث فيليبس، إن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لفهم الآثار طويلة المدى لمتلازمة "DRESS".

وتضيف: "نحتاج إلى دراسات متابعة طويلة الأمد لمتابعة المرضى والبحث عن أي مضاعفات".

واكتُشفت متلازمة "DRESS" لأول مرة في الخمسينيات، عندما كانت تسببها أدوية علاج السل، وتغير اسمها عدة مرات على مر السنين.

ويُحذر الأطباء وفق الصحيفة من أن متلازمة "DRESS" هي رد فعل متأخر، حيث تظهر الأعراض بعد أسبوعين من الجرعة الأولى من الدواء.

ويقول طبيب الجلدية المقيم في "UCLA Health" بالولايات المتحدة، كايل تشينغ، إنه شاهد خلال مسيرته الطبية التي استمرت 12 عاما، وفاة مريضين بسبب المتلازمة، لأنهما وصلا إلى الرعاية الصحية مع فشل الكبد والرئتين والقلب.

ومع ذلك، يضيف: "لا ينبغي للمرضى أن يخافوا من تناول الأدوية الشائعة، لكن إذا أصيبوا بطفح جلدي أو حمى، فعليهم التوقف عن تناول الدواء على الفور".

سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم
سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم

معظمنا سيربط خطر الإصابة بسرطان الرئة بالتدخين أو تلوث الهواء، لكن الباحثين اكتشفوا رابطًا مثيرًا للاهتمام بين هذا المرض وجودة النظام الغذائي.

فقد وجد الباحثون من جامعتي فلوريدا وكنتاكي أن جزيء الغليكوغينglycogen – الذي يخزن السكر البسيط الغلوكوز – قد يعمل كمحرك لبعض أنواع سرطان الرئة.

وقد وُجد أن مستويات الغليكوغين كانت أعلى في عينات الأنسجة البشرية لسرطان الغدة القصبية Lung Adenocarcinoma، وهو النوع المسؤول عن 40 بالمئة من حالات سرطان الرئة حول العالم.

وفي تجارب على الفئران، لاحظ الفريق أن زيادة الغليكوغين ساعدت في نمو السرطان بشكل أسرع، في حين أن تقليل وجوده أدى إلى تباطؤ نمو الأورام.

تعتمد الدراسة الجديدة على تقنية تُعرف باسم التمثيل الغذائي المكاني، والتي تتيح للعلماء تحديد خصائص الجزيئات الصغيرة داخل الأنسجة وفقًا لموقعها.

وفي هذه الحالة، استخدم الفريق منصة مصممة خصيصًا لتحليل الأنسجة.

يقول عالم الأحياء الجزيئية رامون صن من جامعة فلوريدا "وفّرت هذه المنصة عدسة جديدة لرؤية الأمراض، مما مكن الباحثين من اكتشاف أنماط وتفاعلات جزيئية لم تكن معروفة من قبل، وبدقة وعمق ملحوظين في الفهم."

كان الباحثون يدرسون العلاقة بين الغليكوغين وأنواع مختلفة من السرطان منذ فترة، ويبدو أن هذا المصدر من الطاقة يعمل كـ"حلوى" للخلايا السرطانية، يمنحها الوقود اللازم للنمو بسرعة، بما يكفي لتجاوز أنظمة المناعة الطبيعية في أجسامنا.

نعلم أن الغليكوغين يأتي من الكربوهيدرات التي نتناولها، ويُعتبر مصدرًا مهمًا للطاقة يُخزن في العضلات، ويستعين به الجسم أثناء التمارين. في الأساس، هو شكل مُخزن من الغلوكوز غير المستخدم على الفور.

كما يتراكم الغليكوغين بشكل أكبر نتيجة النظام الغذائي الغني بالدهون والكربوهيدرات.

وفي هذه الدراسة، أظهرت الفئران التي تم إطعامها بهذا النوع من النظام الغذائي مستويات أعلى بكثير من نمو سرطان الرئة مقارنة بالفئران التي تناولت أنظمة غذائية غنية بالدهون فقط، أو بالكربوهيدرات فقط، أو حتى نظامًا غذائيًا معتدلًا.

أوضح الفريق أهمية اجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة لدى البشر، لكن يبدو أن هناك نوعًا من الارتباط بالفعل.

ويقول رامون صن "على المدى الطويل، ينبغي أن تعكس استراتيجيتنا في الوقاية من السرطان ما حققته حملات مكافحة التدخين من نجاح، من خلال التركيز بشكل أكبر على التوعية العامة والاستراتيجيات القائمة على السياسات التي تشجع على خيارات غذائية صحية كعنصر أساسي في الوقاية من الأمراض."

من الجدير بالذكر أن مستويات الغليكوغين المرتفعة ظهرت فقط في عينات أنسجة لسرطان الغدة القصبية لدى البشر، ولم تُلاحظ في أنواع أخرى من سرطان الرئة، مثل سرطان الخلايا الحرشفية الرئوي، وهو ما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات.

وفي الوقت الحالي، تعتبر هذه النتائج تذكيرًا بمدى أهمية النظام الغذائي لصحتنا العامة. 

تمامًا كما يُعتقد أن اللحوم الحمراء والمشروبات الكحولية ترفع من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، تقول الدراسة إنه قد نضطر قريبًا إلى إضافة سرطان الرئة إلى قائمة الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.