أعراض الزهايمر قد تبدأ في الثلاثينيات من العمر - تعبيرية
أعراض الزهايمر قد تبدأ في الثلاثينيات من العمر - تعبيرية

تمكن علماء وباحثون من تحقيق تقدم كبير في مسألة تشخيص مرض الزهايمر من خلال اختبار الدم، في خطوة طوة طال انتظارها ، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

ووجدت دراسة نُشرت الأحد، في مجلة "جاما"، أن اختبار الدم اكتشف مرض الزهايمر لدى حوالي 90 بالمئة من العينات التي جرى فحصها، لأشخاص يعانون من مشاكل في الذاكرة.

وكان الأطباء يعتمدون بشكل كبير على الأشعة المقطعية في اكتشاف مرض الزهايمر، إذ تحقق تلك الوسائل نسبة نجاح تبلغ حوالي 61 في المئة.

وأفاد فريق من الباحثين أن اختبار الدم كان أكثر دقة من وسائل أخرى يلجأ لها الأطباء لتشخيص المرض.

ونقلت الصحيفة عن الأستاذ بجامعة بنسلفانيا الأميركية، جيسون كارلاويش، الذي لم يشارك في البحث، قوله: إن "هذه الدراسة تضيف وسائل جديدة فعالة لقياس ما يحدث في دماغ البشر".

وبرأي مختصين، فإن النتائج الجديدة تعتبر أحدث علامة فارقة في البحث عن طرق ميسورة التكلفة لتشخيص مرض الزهايمر، الذي يصيب أكثر من 32 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.

ويقول خبراء إن نتائج الدراسة التي أجريت في السويد، قربت اليوم الذي قد يصبح فيه اختبار الدم لفحص الزهايمر والضعف الإدراكي، روتينيا، وجزءا من فحوص الرعاية الأولية، على غرار اختبارات الكوليسترول، وغيرها.

وأكد الخبراء أن اختبار الدم يجب أن يكون خطوة واحدة فقط في عملية الفحص، ويشددون على أن استخدامه يجب أن يكون للأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة، وغيرها من أعراض التدهور المعرفي، وليس للذين يتمتعون بصحة معرفية جيدة.

ولطالما اعتبر الباحثون أن هناك نوعين من الزهايمر، أحدهما، وهو الغالب، يصيب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما، أما الثاني وهو النادر، فيرتبط بعدد من الطفرات الجينية، تبدأ أعراضه في الثلاثينيات من عمر المريض.

وأشارت ورقة بحثية نشرت في يناير الماضي في مجلة "نيتشر" الطبية إلى هناك نوع ثالث أكثر ندرة، إذ رصدت إصابة أشخاص بسبب تلقيهم علاج هرمون النمو البشري عندما كانوا أطفالا.

وبحسب الورقة البحثية، التي أعدها طبيب الأعصاب في جامعة كوليدج في لندن، جون كولينغ، وزملاؤه، بدأت القصة قبل عقود خلت، حينما كان يتم استخراج هرمون النمو من أدمغة الجثث.

وما بين عامي 1959 و1985، تم إعطاء حوالي 30 ألف شخص حول العالم، معظمهم من الأطفال، حقن هرمون النمو لتعزيز أطوالهم.

وتبين فيما بعد أن بعضها كان ملوثًا ببروتينات تسبب مرض كروتزفيلد جاكوب، وهو اضطراب نادر الحدوث يصيب الدماغ، ويؤدي إلى الخرف.

وبحسب مركز "مايو كلينيك"، فإن هذا المرض ينتمي إلى فئة من الأمراض البشرية والحيوانية تعرف باسم اضطرابات البريون، ويمكن أن تتشابه أعراضه مع أعراض داء الزهايمر. ولكن عادة ما يتفاقم مرض كروتزفيلد-جاكوب بشكل أسرع، ويؤدي إلى الوفاة.

سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم
سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم

معظمنا سيربط خطر الإصابة بسرطان الرئة بالتدخين أو تلوث الهواء، لكن الباحثين اكتشفوا رابطًا مثيرًا للاهتمام بين هذا المرض وجودة النظام الغذائي.

فقد وجد الباحثون من جامعتي فلوريدا وكنتاكي أن جزيء الغليكوغينglycogen – الذي يخزن السكر البسيط الغلوكوز – قد يعمل كمحرك لبعض أنواع سرطان الرئة.

وقد وُجد أن مستويات الغليكوغين كانت أعلى في عينات الأنسجة البشرية لسرطان الغدة القصبية Lung Adenocarcinoma، وهو النوع المسؤول عن 40 بالمئة من حالات سرطان الرئة حول العالم.

وفي تجارب على الفئران، لاحظ الفريق أن زيادة الغليكوغين ساعدت في نمو السرطان بشكل أسرع، في حين أن تقليل وجوده أدى إلى تباطؤ نمو الأورام.

تعتمد الدراسة الجديدة على تقنية تُعرف باسم التمثيل الغذائي المكاني، والتي تتيح للعلماء تحديد خصائص الجزيئات الصغيرة داخل الأنسجة وفقًا لموقعها.

وفي هذه الحالة، استخدم الفريق منصة مصممة خصيصًا لتحليل الأنسجة.

يقول عالم الأحياء الجزيئية رامون صن من جامعة فلوريدا "وفّرت هذه المنصة عدسة جديدة لرؤية الأمراض، مما مكن الباحثين من اكتشاف أنماط وتفاعلات جزيئية لم تكن معروفة من قبل، وبدقة وعمق ملحوظين في الفهم."

كان الباحثون يدرسون العلاقة بين الغليكوغين وأنواع مختلفة من السرطان منذ فترة، ويبدو أن هذا المصدر من الطاقة يعمل كـ"حلوى" للخلايا السرطانية، يمنحها الوقود اللازم للنمو بسرعة، بما يكفي لتجاوز أنظمة المناعة الطبيعية في أجسامنا.

نعلم أن الغليكوغين يأتي من الكربوهيدرات التي نتناولها، ويُعتبر مصدرًا مهمًا للطاقة يُخزن في العضلات، ويستعين به الجسم أثناء التمارين. في الأساس، هو شكل مُخزن من الغلوكوز غير المستخدم على الفور.

كما يتراكم الغليكوغين بشكل أكبر نتيجة النظام الغذائي الغني بالدهون والكربوهيدرات.

وفي هذه الدراسة، أظهرت الفئران التي تم إطعامها بهذا النوع من النظام الغذائي مستويات أعلى بكثير من نمو سرطان الرئة مقارنة بالفئران التي تناولت أنظمة غذائية غنية بالدهون فقط، أو بالكربوهيدرات فقط، أو حتى نظامًا غذائيًا معتدلًا.

أوضح الفريق أهمية اجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة لدى البشر، لكن يبدو أن هناك نوعًا من الارتباط بالفعل.

ويقول رامون صن "على المدى الطويل، ينبغي أن تعكس استراتيجيتنا في الوقاية من السرطان ما حققته حملات مكافحة التدخين من نجاح، من خلال التركيز بشكل أكبر على التوعية العامة والاستراتيجيات القائمة على السياسات التي تشجع على خيارات غذائية صحية كعنصر أساسي في الوقاية من الأمراض."

من الجدير بالذكر أن مستويات الغليكوغين المرتفعة ظهرت فقط في عينات أنسجة لسرطان الغدة القصبية لدى البشر، ولم تُلاحظ في أنواع أخرى من سرطان الرئة، مثل سرطان الخلايا الحرشفية الرئوي، وهو ما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات.

وفي الوقت الحالي، تعتبر هذه النتائج تذكيرًا بمدى أهمية النظام الغذائي لصحتنا العامة. 

تمامًا كما يُعتقد أن اللحوم الحمراء والمشروبات الكحولية ترفع من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، تقول الدراسة إنه قد نضطر قريبًا إلى إضافة سرطان الرئة إلى قائمة الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.