معدلات الإصابة بالسرطان لـ 17 من أكثر 34 نوعًا من السرطان شيوعًا تتزايد في الأجيال الأصغر سنًا.
معدلات الإصابة بالسرطان لـ 17 من أكثر 34 نوعًا من السرطان شيوعًا تتزايد في الأجيال الأصغر سنًا.

أظهرت دراسة جديدة كبيرة أن معدلات الإصابة بالسرطان لـ 17 من أكثر 34 نوعًا من السرطان شيوعًا تتزايد في الأجيال الأصغر سنًا، وذلك مقارنة بالأجيال الأكبر سنًا، وهو التحول الذي ربما يرجع إلى التغييرات الجيلية في النظام الغذائي وأسلوب الحياة والتعرض البيئي، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".

وفي دراسة جديدة نُشرت، الأربعاء، في مجلة لانسيت للصحة العامة، أفاد باحثون من الجمعية الأميركية للسرطان أن معدلات الإصابة بالسرطان لـ 17 من أكثر 34 نوعًا من السرطان شيوعًا تتزايد في الأجيال الأصغر سنًا بشكل تدريجي، وتحديدًا في الجيل إكس المولود بين عامي 1965 و1979، وجيل الألفية، المولودين بين عامي 1981 و1996.

وشملت نتائج الدراسة بحسب الصحيفة، السرطانات الأعلى خطورة في الكلى والبنكرياس والأمعاء الدقيقة، والتي تكون أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات لدى الرجال والنساء من جيل الألفية مقارنة بجيل طفرة المواليد، أي الذين وُلدوا بين عامي 1946 و 1964.

كما أن نساء الألفية أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد والقنوات الصفراوية مقارنة بجيل طفرة المواليد، بحسب الدراسة.

وفي الدراسة الجديدة، ارتفعت معدلات سرطان الثدي والمرارة وسرطانات القنوات الصفراوية الأخرى وسرطان الرحم في جميع الفئات العمرية تقريبًا، وارتفعت بشكل أسرع بين الأجيال الأصغر سنًا. وبينما تظل معدلات سرطان الثدي بين النساء الأصغر من 40 عامًا منخفضة، إلا أنه في دراسة منفصلة، ​​لا يزال سرطان الثدي يمثل أعلى عدد من حالات السرطان المبكرة.

وترى الدراسة أنه رغم ارتفاع خطر الإصابة بالسرطان، فإن خطر الوفاة بسبب هذا المرض بالنسبة لمعظم أنواع السرطان استقر أو انخفض بين الشباب. لكن معدلات الوفيات ارتفعت بسبب سرطانات المرارة والقولون والمستقيم والخصية والرحم، وكذلك سرطان الكبد بين النساء الأصغر سنا.

ونقلت الصحيفة عن أحمدين جمال، نائب الرئيس الأول لقسم مراقبة وعلوم المساواة الصحية في الجمعية الأميركية للسرطان، والذي كان المؤلف الرئيسي للدراسة، قوله إن "هذه النتائج مثيرة للقلق".

وأضاف أنه "إذا استمر الاتجاه الحالي، فإن معدلات الإصابة بالسرطان والوفيات المتزايدة بين الشباب قد "توقف أو حتى تعكس التقدم الذي أحرزناه في الحد من وفيات السرطان على مدى العقود العديدة الماضية".

وبينما لا تجد الدراسة تفسيرًا واضحًا لزيادة معدلات الإصابة بالسرطان بين الشباب، يشير الباحثون إلى أنه قد يكون هناك العديد من العوامل المساهمة، بما في ذلك ارتفاع معدلات السمنة، وتغير الميكروبات من الأنظمة الغذائية غير الصحية الغنية بالدهون المشبعة، واللحوم الحمراء، والأطعمة فائقة المعالجة، والمضادات الحيوية، وقلة النوم، وأنماط الحياة بدون حركة أو رياضة، والعوامل البيئية، بما في ذلك التعرض للملوثات والمواد الكيميائية المسرطنة.

وفي الدراسة، حلل الباحثون بيانات أكثر من 23.5 مليون مريض تم تشخيص إصابتهم بـ 34 نوعًا من السرطانات من عام 2000 إلى عام 2019. كما درسوا بيانات الوفيات التي شملت 7 ملايين حالة وفاة بسبب 25 نوعًا من السرطان بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 84 عامًا في الولايات المتحدة.

وبالتوسع في أبحاثهم السابقة، التي حددت ثمانية أنواع من السرطان حيث زادت معدلات الإصابة بين الأجيال الأصغر سنًا، وجد الباحثون تسعة أنواع إضافية، بما في ذلك بعض الأنواع التي انخفضت سابقًا بين مجموعات المواليد الأكبر سنًا قبل أن ترتفع بين السكان الأصغر سنًا، بحسب الدراسة.

لكن الصحيفة أوضحت أن الدراسة لم تدرس عوامل بما في ذلك دخل الأسرة أو حالة التأمين أو العرق.

ووفقا للصحيفة، يمثل الشباب، أو أولئك الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، أقلية من إجمالي عدد السكان الذين يصابون بالسرطان، "لكن القلق هو أن السرطان أصبح يحدث في أعمار أصغر وأصغر سنًا، لذا فإن هذا الارتفاع في الإصابة يثير مخاوف حقيقية للغاية مع استمرار تقدم هذا السكان في السن"، كما قال في حديثه للصحيفة إرنست هوك، نائب الرئيس ورئيس قسم الوقاية من السرطان وعلوم السكان في مركز إم دي أندرسون للسرطان بجامعة تكساس.

وفي الوقت نفسه، ذكرت الصحيفة أن الباحثين لاحظوا أيضًا انخفاض معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم بين النساء الأصغر سنًا، وهو ما يعزونه إلى التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV). وقال الباحثون إن سرطانات الرئة والحنجرة وسرطان الخلايا الحرشفية في المريء انخفضت أيضًا، على الرغم من تباطؤ التقدم بين الفئات العمرية الأصغر سنًا.

وتطرقت الصحيفة إلى صعوبات الكشف، موضحة أنه لا يُنصح بإجراء اختبارات الفحص الروتينية إلا لأربعة أنواع من السرطان، وهم سرطان القولون وعنق الرحم والثدي، وبالنسبة لبعض الأشخاص، سرطان الرئة، ولا يستوفي عدد من الشباب المعرضين لخطر متوسط ​​متطلبات العمر أو لا يخضعون للفحص لأسباب مختلفة.

وأشار بعض الخبراء إلى الأضرار المحتملة الناجمة عن الفحص واسع النطاق، بما في ذلك النتائج الإيجابية الكاذبة التي قد تفرض ضريبة نفسية وتؤدي إلى اختبارات وإجراءات متابعة غير ضرورية.

وقال الخبراء للصحيفة إن معدلات الإصابة بالسرطان المتزايدة بين الأجيال الأصغر سنًا تسلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من الدراسة لتحديد سبب التخطيط للوقاية وكذلك لتطوير اختبارات فحص أفضل للمساعدة في الكشف عن السرطانات لدى الأشخاص الأصغر سنًا في وقت مبكر من مسار المرض عندما يكون العلاج غالبًا أكثر فعالية.

هناك أكثر من 55 مليون شخص حول العالم مصابون بالخرف - صورة تعبيرية.
هناك أكثر من 55 مليون شخص حول العالم مصابون بالخرف - صورة تعبيرية.

مع وجود ملايين الأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج فعال، تثار العديد من التساؤلات حول سبب تعثر الباحثين في مسعاهم لإيجاد علاج لما يُعتبر على الأرجح أحد أهم الأمراض التي تواجه البشر .. الزهايمر.

في يوليو 2022، أفادت مجلة "ساينس" بأن ورقة بحثية نُشرت في مجلة "نيتشر" عام 2006، حددت نوعًا من البروتينات الدماغية يسمى "بيتا-أميلويد" كسبب لمرض الزهايمر، لكن ثبتت لاحقا أن الورقة استندت إلى بيانات غير دقيقة.

وفي يونيو 2021، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على "أدوكانوماب"، وهو جسم مضاد يستهدف "بيتا-أميلويد"، كعلاج لمرض الزهايمر، رغم أن البيانات الداعمة لاستخدامه كانت غير مكتملة ومتضاربة.

بعض الأطباء يرون أنه لم يكن ينبغي الموافقة على "أدوكانوماب"، بينما يصر آخرون على أنه يجب إعطاؤه فرصة.

الهروب من رتابة البيتا-أميلويد

لطالما كان العلماء يركزون على محاولة ابتكار علاجات جديدة لمرض الزهايمر من خلال منع تكوّن التكتلات الضارة في الدماغ للبروتين الغامض المعروف بالبيتا-أميلويد.

في الواقع، ربما وقع العلماء في نوع من الركود الفكري، حيث ركزوا بشكل حصري على هذه الطريقة، وغالبًا ما تجاهلوا أو حتى أهملوا تفسيرات أخرى محتملة.

للأسف، لم تترجم هذه الالتزامات لدراسة التكتلات البروتينية غير الطبيعية إلى دواء أو علاج مفيد. ويظهر الآن أن الحاجة إلى طريقة جديدة "خارج نطاق التكتل" في التفكير حول مرض الزهايمر، أصبحت أولوية كبرى في علم الدماغ.

فريق في معهد كريمل للدماغ، بجامعة تورونتو، يعمل على وضع نظرية جديدة لمرض الزهايمر.

فاستنادًا إلى 30 عامًا من الأبحاث، تتسنتد هذه النظرية على معطيات جديدة تشير إلى أن الزهايمر لايعتبر مرضًا دماغيًا في المقام الأول، بل هو في الأساس اضطراب في جهاز المناعة داخل الدماغ.

يُعد جهاز المناعة، الموجود في كل عضو في الجسم، مجموعة من الخلايا والجزيئات التي تعمل بتناغم للمساعدة في إصلاح الإصابات وحماية الجسم من المهاجمين الأجانب.

عندما يتعثر الشخص ويسقط، يساعد جهاز المناعة في إصلاح الأنسجة المتضررة.

وعندما يواجه الشخص عدوى فيروسية أو بكتيرية، يساعد جهاز المناعة في مقاومة هذه المهاجمين الميكروبيين.

وتتواجد نفس العمليات في الدماغ، فعندما يتعرض الرأس مثلا إلى صدمة، ينشط جهاز المناعة في الدماغ للمساعدة في الإصلاح، وعندما توجد بكتيريا في الدماغ، يعمل جهاز المناعة على محاربتها.

بحسب دراسة جديدة لجامعة تورنتو فأن سرعة الكلام هي مؤشر أكثر دقة على صحة الدماغ لدى كبار السن
أسماء ومسميات.. علامة في الكلام تشير إلى بوادر الزهايمر
سيواجه العديد منا ظاهرة "الليثولوجيكا lethologica"، أو صعوبة العثور على الكلمات، في حياتنا اليومية، أي العثور الأسماء المطابقة للمسميات. وعادة ما تصبح هذه الظاهرة أكثر وضوحًا مع التقدم في العمر، في مؤشر على بوادر مرض الزهايمر.

الزهايمر كمرض مناعي ذاتي

يعتقد الباحثون الان أن البيتا-أميلويد ليس بروتينًا مُنتَجًا بشكل غير طبيعي، بل هو جزيء يحدث بشكل طبيعي ويعتبر جزءًا من جهاز المناعة في الدماغ.

عندما تحدث الصدمة أو الإصابة أو عندما توجد بكتيريا في الدماغ، يكون البيتا-أميلويد مساهمًا رئيسيًا في استجابة جهاز المناعة الشاملة .. وهنا تبدأ المشكلة.

نظرًا للتشابهات اللافتة بين الجزيئات الدهنية التي تُشكّل أغشية البكتيريا وأغشية خلايا الدماغ، فإن البيتا-أميلويد لا يمكنه التمييز بين البكتيريا الغازية وخلايا الدماغ المضيفة، فيهاجم بشكل خاطئ خلايا الدماغ التي من المفترض أن يحميها.

هذا يؤدي إلى فقدان مزمن وتدريجي لوظيفة خلايا الدماغ، مما يؤدي في النهاية إلى الخرف، والسبب لأن جهاز المناعة في أجسامنا لا يستطيع التمييز بين البكتيريا وخلايا الدماغ.

عندما يُنظر إلى مرض الزهايمر باعتباره هجومًا مُخطئًا من جهاز المناعة في الدماغ على العضو نفسه الذي يُفترض أن يحميه، يظهر الزهايمر كمرض مناعي ذاتي.

هناك العديد من أنواع الأمراض المناعية الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، التي تلعب فيها الأجسام المضادة الذاتية دورًا حاسمًا في تطور المرض، ويمكن أن تكون العلاجات المعتمدة على الستيرويد فعّالة.

ولكن هذه العلاجات لن تنجح في علاج مرض الزهايمر.

يساعد البيتا-أميلويد في حماية وتعزيز جهاز المناعة، ولكن للأسف، يلعب أيضًا دورًا مركزيًا في العملية المناعية الذاتية التي، قد تؤدي إلى تطور مرض الزهايمر.

وعلى الرغم من أن الأدوية المستخدمة تقليديًا في علاج الأمراض المناعية الذاتية قد لا تعمل ضد مرض الزهايمر، لكن استهداف مسارات تنظيم المناعة الأخرى في الدماغ سيقود إلى أساليب علاجية جديدة وفعّالة لهذا المرض.

نظريات أخرى عن المرض

بالإضافة إلى هذه النظرية المناعية الذاتية لمرض الزهايمر، تبدأ العديد من النظريات الجديدة والمتنوعة في الظهور.

على سبيل المثال، يعتقد بعض العلماء أن مرض الزهايمر هو مرض يتعلق بالهياكل الخلوية الصغيرة المسماة الميتوكوندريا أو "مصانع الطاقة في كل خلية دماغية".

تقوم الميتوكوندريا بتحويل الأوكسجين من الهواء الذي نتنفسه والغلوكوز من الطعام الذي نأكله إلى الطاقة اللازمة للذاكرة والتفكير.

يرى البعض أن المرض هو النتيجة النهائية لعدوى دماغية معينة، حيث يتم اقتراح البكتيريا من الفم كسبب محتمل.

بينما يعتقد آخرون أن المرض قد ينشأ من معالجة غير طبيعية للمعادن في الدماغ، ربما الزنك أو النحاس أو الحديد.

يؤثر الخرف حاليًا على أكثر من 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، مع تشخيص جديد يُسجل كل 3 ثوانٍ.

غالبًا ما يكون الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر غير قادرين على التعرف على أطفالهم أو حتى على زوجاتهم بعد أكثر من 50 عامًا من الزواج.

ويؤكد الباحثون أن مرض الزهايمر يعتبر أزمة صحية عامة بحاجة إلى أفكار مبتكرة وطرق جديدة للتعامل معه.

في الختام .. يقول دونالد ويفر، أستاذ الكيمياء ومدير معهد كريمل للأبحاث، بجامعة تورونتو ..

من أجل رفاهية الأفراد والعائلات الذين يعيشون مع الخرف، ومن أجل التأثير الاجتماعي والاقتصادي على نظام الرعاية الصحية الذي يعاني بالفعل من الضغوط الناجمة عن التكاليف والطلب المتزايدين على علاج الخرف ... "نحن بحاجة إلى فهم أفضل لمرض الزهايمر، وأسبابه، وما يمكننا فعله لعلاجه ولمساعدة الأشخاص والعائلات الذين يعيشون معه."