فرنسا أنفقت 1.4 مليار يورو لتنظيف نهر السين قبل الألعاب الأولمبية
فرنسا أنفقت 1.4 مليار يورو لتنظيف نهر السين قبل الألعاب الأولمبية

يثير الانسحاب من منافسات التتابع المختلط بدورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 خوفا من المرض، وإلغاء المنظمين تدريبات السباحة بالمياه المفتوحة للمرة الخامسة، تساؤلات حول نوعية المياه في نهر السين وما إذا كانت سببا في إصابة الرياضيين بالعدوى.

وهذا الأسبوع، انسحب فريق الترايثلون البلجيكي من سباق التتابع المختلط بعد مرض اللاعبة، كلير ميشيل، في أعقاب خوضها سباق السباحة في فردي هذه الرياضة بنهر السين، وفقا لما أعلنت اللجنة الأولمبية البلجيكية.

كذلك، أصيب الرياضي السويسري، أدريان بريفود، "بعدوى في الجهاز الهضمي"، بحسب بيان صادر عن الاتحاد السويسري للترايثلون، الذي قال إنه "من غير الممكن القول ما إذا كانت العدوى مرتبطة بجودة مياه نهر السين".

وألغيت تدريبات السباحة في المياه المفتوحة، الثلاثاء، جراء سوء نوعية المياه في نهر السين، وهي المرة الخامسة يتخذ فيها المنظمون هذا القرار من أجل حماية صحة الرياضيين، وفق ما أوردت وكالة فرانس برس، التي تقول إن "نهر السين كان محور الاهتمام خلال الألعاب، حيث فشل باستمرار في اختبارات جودة المياه على الرغم من تحديث أنظمة الصرف الصحي ومعالجة المياه في باريس".

وأنفقت فرنسا نحو 1.4 مليار يورو (1.53 مليار دولار) خلال الفترة التي سبقت الألعاب الأولمبية لتنظيف النهر الذي كان "ملوثا بشدة"، كما اختبر منظمو الألعاب الأولمبية مياه النهر بحثا عن الملوثات البكتيرية قبل المنافسات، وأعلنوا أن جودة المياه مقبولة وفق المعايير العالمية.

وتعتقد السلطات الفرنسية أن نهر السين لا ينبغي أن يكون مسؤولا عن الإصابات، إذ قال نائب عمدة باريس المسؤول عن الألعاب الأولمبية، بيير رابادان، في مؤتمر صحفي، الاثنين، "في الوقت الحالي، لا توجد صلة مباشرة بين نهر السين وأي مرض".

لكن في وقت مبكر الثلاثاء، أصدر المنظمون بيان جاء فيه "بعد تقييم الوضع هذا الصباح بين بلدية باريس واللجنة المنظمة لأولمبياد 2024 والاتحاد الدولي للألعاب المائية، تقرر إلغاء الجلسة التعريفية التي كانت ستعقد اليوم 6 أغسطس 2024"، في وقت أعرب فيه عدد كبير من الرياضيين، وفق فرانس برس، عن إحباطهم بسبب الإلغاءات المتكررة.

وتحدثت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في تقرير لها، الاثنين، مع خبراء في جودة المياه حول المخاطر الصحية التي تشكلها السباحة في نهر السين والمياه المفتوحة بشكل عام على الرياضيين المحترفين والهواة.

وزيرة الرياضة الفرنسية إيميلي أوديا كاستيرا
وزيرة الرياضة الفرنسية تسبح في نهر السين قبل الأولمبياد
‬سبحت وزيرة الرياضة الفرنسية، إيميلي أوديا كاستيرا، في مياه نهر السين، السبت، في إطار دعاية تأمل السلطات من خلالها أن تظهر أن النهر نظيف بما يكفي وجاهز لاستضافة مسابقات السباحة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي تستضيفها باريس.

لماذا يمرض الناس بعد السباحة في المياه المفتوحة؟

وفق "واشنطن بوست"، فإن مصدر القلق الرئيسي هو التعرض لبكتيريا الإشريكية القولونية، وهي مجموعة "كبيرة ومتنوعة" من البكتيريا الموجودة بشكل طبيعي في البيئة وأيضا في أمعاء البشر والحيوانات، إذ تحدث العدوى عندما يبتلع الشخص كمية صغيرة، غالبا ما تكون غير مرئية من براز الحيوانات أو البشر.

ونقلت الصحيفة عن أستاذ علوم الأنهار في كلية نيكولاس للبيئة بجامعة ديوك بالولايات المتحدة، مارتن دويل، قوله: "هناك كل أنواع الأوساخ في الماء".

وغالبا ما تتلوث مياه الأنهار والبحيرات وحتى مياه المحيطات ببكتيريا الإشريكية القولونية وغيرها من البكتيريا بعد هطول الأمطار.

كما يمكن للمياه الزائدة المعروفة باسم "الصرف السطحي للمياه" من مواقف السيارات أو الحدائق والحقول أن تحمل معها الزيت والقطران أو "قطعا من براز الحيوانات"، وهو "عادة ما يكون مصدر القلق الأكبر"، كما أضاف دويل.

من جانبه، قال الباحث البارز بمركز "جونز هوبكنز" للأمن الصحي وطبيب الأمراض المعدية، أميش أداليا، "نحن نعيش على كوكب مغطى بالمواد الميكروبية. وهناك أعداد لا حصر لها من البكتيريا في الماء المحيط".

وأضاف أن الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في الماء "ستتلامس مع الجسم"، ولكن في "الغالبية العظمى" لن تسبب مشكلة.

ومع ذلك، إذا كان لدى الشخص جرح مفتوح أو خدش، فقد يصاب جرحه بالعدوى، كما الحال إذا ابتلع الماء، أو إذا دخل في عيون السباح، فهناك احتمال للإصابة بالعدوى، وفقا لما أشار إليه أداليا.

وتعتمد المخاطر على كمية البكتيريا الموجودة في الماء، حيث قال أداليا: "لا يتعلق الأمر كثيرا بما يوجد بداخل الماء، بل يتعلق بكمية ما يوجد بداخله".

لماذا ترتفع وتنخفض مستويات البكتيريا في المياه المفتوحة؟

بحسب "واشنطن بوست"، تتأثر جودة المياه، وخاصة في المناطق الحضرية أو في المناطق الواقعة أسفل مجرى المزارع، بالطقس، إذ تؤدي الأمطار إلى جريان مياه ملوثة تزيد من مستويات البكتيريا في الأنهار والبحيرات، في المقابل يؤدي قضاء فترة طويلة من الأيام المشمسة إلى تقليل المخاطر لأن الأشعة فوق البنفسجية للشمس تقتل البكتيريا.

ويؤدي ارتفاع منسوب مياه الأمطار، أو غيرها من العواصف إلى تأثر نظام الصرف الصحي، حيث لا يقتصر الأمر على أن مياه الجريان السطحي تحمل ملوثات محتملة إلى الأنهار، بل قد تضطر البلديات إلى تجاوز أنظمة الصرف الصحي بسبب الفيضان، كما قال دويل.

وأضاف: "لقد استثمرت المدن في الولايات المتحدة مبالغ هائلة من المال لبناء خزانات تحت الأرض لتخزين هذه المياه الزائدة حتى تتمكن أنظمة الصرف الصحي من معالجة المياه".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ومعظم الدول الصناعية حققت "إنجازا مذهلا في تنظيف الأنهار الحضرية".

ما هي أعراض الإصابة بالبكتيريا الإشريكية القولونية؟

وتتراوح فترة حضانة المرض من 3 إلى 4 أيام، لكنها قد تكون قصيرة عند يوم واحد أو طويلة لمدة 10 أيام، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، حيث تشمل الأعراض الإسهال والقيء المفرط والجفاف.

وتسبب بعض سلالات الإشريكية القولونية تقلصات في المعدة وبراز دموي، كما يتم الإبلاغ عن الحمى، وفي بعض الأحيان يمكن أن تكون الحالات الشديدة مميتة، وفق الصحيفة.

هل يمكن لأي شخص أن يسبح بأمان في النهر أو البحيرة؟

ويحذر دويل أن الرياضيين الأولمبيين الذين يسبحون في نهر السين يفعلون شيئا "لا ينصح به لعامة الناس. ومن الأفضل تجنب السباحة في الأنهار الحضرية".

وينصح أغلب الخبراء، وفق "واشنطن بوست"، بالانتظار لمدة 48 ساعة على الأقل بعد هطول الأمطار قبل السباحة في بحيرة أو نهر.

وقال أداليا: "عندما تكون في مسطح مائي، عليك أن تدرك أنك لست وحدك، حيث توجد فضلات هناك أيضا".

وأضاف: "ما يحدث في نهر السين لا يختلف عما يحدث عندما تذهب إلى البحيرة المحلية، فقد تحمل البحيرة لافتة تقول إن المياه ليست للسباحة، على سبيل المثال".

يشار إلى أنه من المقرر أن يقام الحدث التالي ضمن منافسات الألعاب الأولمبية في نهر السين، الخميس، وهو سباق السباحة الماراثونية 10 كيلومترات للسيدات، يليه سباق السباحة الماراثونية 10 كيلومترات للرجال، الجمعة.

 بحسب الدراسة، الرضع لديهم القدرة على تشفير الذكريات بدءًا من عمر السنة
بحسب الدراسة، الرضع لديهم القدرة على تشفير الذكريات بدءًا من عمر السنة

سنواتنا الأولى هي فترة تعلم سريع، ومع ذلك لا نستطيع تذكر تجارب محددة من تلك الفترة، وهي ظاهرة تُعرف بالنسيان الطفولي.

تحدت دراسة جديدة الافتراضات المتعلقة بذاكرة الأطفال، حيث أظهرت أن العقول الصغيرة تشكل ذكريات بالفعل.

ومع ذلك، يبقى السؤال: لماذا تصبح هذه الذكريات صعبة الاسترجاع لاحقًا في الحياة؟

يصبح الأطفال في السنة الأولى من عمرهم متعلمين استثنائيين، يتعلمون اللغة، والمشي، والتعرف على الأشياء، وفهم الروابط الاجتماعية، وأمور أخرى كثيرة.

ومع ذلك، لا نتذكر أيًا من تلك التجارب، فما يجري هو نوع من التفاوت بين هذه المرونة المدهشة وقدرتنا على التعلم التي نملكها.

افترض سيغموند فرويد، مؤسس التحليل النفسي، أن الذكريات المبكرة يتم قمعها، على الرغم من أن العلم قد تجاهل منذ ذلك الحين فكرة عملية القمع النشطة.

بدلاً من ذلك، تركز النظريات الحديثة على الهيبوكامبوس Hippocampus، وهو جزء من الدماغ حاسم للذاكرة العرضية، والذي لا يتطور بشكل كامل في الطفولة.

لكن فريق الباحثين بقيادة نيك ترك-براون، أستاذ علم النفس في جامعة ييل والمؤلف الرئيسي للدراسة، كان مهتمًا بالأدلة من الأبحاث السلوكية السابقة.

وبما أن الأطفال لا يمكنهم الإبلاغ عن الذكريات شفهيًا قبل اكتساب اللغة، فإن ميلهم إلى التحديق لفترة أطول في الأشياء المألوفة يوفر تلميحات هامة.

أظهرت الدراسات الحديثة على القوارض التي تراقب النشاط الدماغي أيضًا أن أنماط الخلايا التي تخزن الذكريات تتشكل في الهيبوكامبوس عند الأطفال الرضع ولكن تصبح غير قابلة للوصول مع مرور الوقت، رغم أنه يمكن إيقاظها صناعيًا من خلال تقنية تستخدم الضوء لتحفيز الخلايا العصبية.

لكن حتى الآن، كان الجمع بين ملاحظات الأطفال الرضع وتصوير الدماغ بعيد المنال، حيث أن الأطفال معروفون بعدم تعاونهم عندما يتعلق الأمر بالجلوس ثابتين داخل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي ، الجهاز الذي يتتبع تدفق الدم لـ "رؤية" النشاط الدماغي.

لتجاوز هذا التحدي، استخدم فريق ترك-براون الطرق التي طورها مختبره على مر السنين، بالعمل مع العائلات لإدخال اللهايات، والبطانيات، والدُمى المحشوة؛ وتثبيت الأطفال باستخدام الوسائد؛ واستخدام أنماط خلفية للحفاظ على انتباههم.

اكتشفوا أن الأطفال الذين حققوا أفضل النتائج في مهام الذاكرة أظهروا نشاطًا أكبر في الهيبوكامبوس.

وأوضح الفريق أن ما يمكنهم استنتاجه من الدراسة هو أن الرضع لديهم القدرة على تشفير الذكريات العرضية في الهيبوكامبوس بدءًا من حوالي عمر السنة."

لكن ما يزال غير واضح ما الذي يحدث لتلك الذكريات المبكرة.

ربما لم يتم دمجها بالكامل في التخزين طويل المدى، أو ربما تستمر لكنها تصبح غير قابلة للوصول.

يشتبه ترك-براون في الخيار الثاني وهو الآن يقود دراسة جديدة لاختبار ما إذا كان الأطفال الرضع، والصغار، والأطفال يمكنهم التعرف على مقاطع فيديو تم تسجيلها من منظورهم كرضع.

تشير النتائج المبكرة، والتجريبية، إلى أن هذه الذكريات قد تستمر حتى حوالي سن الثالثة قبل أن تبدأ بالتلاشي.

ويشعر الفريق بقيادة ترك-براون بالفضول بشكل خاص لاحتمالية أن يتم إعادة تنشيط مثل هذه الذكريات في وقت لاحق من الحياة.