الحالات التي ظهرت في الولايات المتحدة كانت ناجمة عن مسافرين قادمين من الخارج (صورة تعبيرية)
الحالات التي ظهرت في الولايات المتحدة كانت ناجمة عن مسافرين قادمين من الخارج (صورة تعبيرية) | Source: Pexels

أثار  اكتشاف 21 حالة من مرض "فيروس أوروبوش" لدى مسافرين أميركيين قادمين من الخارج، الكثير من المخاوف لدى السلطات الصحية في الولايات المتحدة، وفقا لما ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي.

وكانت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، قد أصدرت تنبيها صحيا في 17 أغسطس، لإخطار الأطباء والسلطات الصحية العامة بزيادة في حالات الإصابة بفيروس "أوروبوش" في منطقة الأميركيتين، والذي تسبب في وفاة اثنين منذ بداية هذا العام، حسب ما أفادت وكالة رويترز.

وقالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض، إنه بين الأول من يناير والأول من أغسطس، تم الإبلاغ عن أكثر من 8 آلاف حالة إصابة بالمرض، بما في ذلك وفاتين و5 حالات انتقل فيها الفيروس من الأم إلى الجنين أثناء الحمل.

وأضافت أن الدول التي أبلغت عن حالات، تشمل البرازيل وبوليفيا وبيرو وكولومبيا وكوبا، موضحة أنه تم رصد حالات مرتبطة بالسفر في الولايات المتحدة وأوروبا لدى أشخاص عائدين من كوبا والبرازيل.

وأوصت المراكز بإجراء فحوصات وتقييم للمسافرين الذين كانوا في المناطق المتأثرة بعلامات وأعراض تتوافق مع عدوى أوروبوش.

ما هو ذلك الفيروس؟

يعرف المرض الذي يتسبب به ذلك الفيروس باسم "حمى الكسلان"، وقد جرى اكتشافه لأول مرة في ترينيداد وتوباغو في عام 1955، وهو متوطن في حوض الأمازون، حيث وجده العلماء في البرازيل في حيوان الكسلان بعد 5 سنوات.

ومع ذلك، لا ينتشر عن  ذلك المرض عن طريق  حيوان الكسلان، فهو فيروس ناشئ ينتقل عن طريق حشرات صغيرة تعض وتسمى البراغيش، ويشار إليها أحيانًا باسم "no-see-ums"، وعن طريق بعض البعوض الذي ينشر أيضًا فيروس غرب النيل.

وتتشابه أعراض ذلك الداء مع  أعراض أمراض أخرى تنتشر عن طريق الحشرات، مثل حمى الضنك وفيروس زيكا.

وتشمل هذه الأعراض الحمى والقشعريرة والغثيان والإسهال والقيء والصداع والطفح الجلدي وآلام العضلات والمفاصل.

وعلى الرغم من أن المرض يكون خفيفًا عادةً، فإن بعض الأشخاص قد يعانون من أعراض أكثر حدة، بما في ذلك التهاب السحايا والتهاب الدماغ.

وأوضح موقع "أكسيوس" أن ذلك المرض الذي لا يوجد له  لقاح، لم يتسبب في موت أي مريض أميركي حتى الآن، وأنه لا يوجد دليل على وجود انتقال محلي داخل الولايات المتحدة أو أراضيها، حتى صباح الأربعاء.

وتعافى معظم المرضى في الولايات المتحدة دون الحاجة إلى مزيد من التدخل الطبي، لكن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تشير إلى أن 3 على الأقل عانوا من أعراض متكررة بعد تعافيهم من مرضهم الأولي.

وأشارت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في تقريرها الصادر، الثلاثاء، إلى أن "تكرار ظهور الأعراض يعد أمرا فريدا من نوعه بالنسبة لمرض فيروس أوروبوش حيث لا يتم الإبلاغ عنه عادة في حالات الأمراض الفيروسية المشابهة، مثل حمى الضنك أو مرض فيروس زيكا".

طرق الوقاية 

في هذا الصدد، تنصح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، باستخدام طاردات الحشرات المسجلة لدى وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة (EPA).

كما تنصح مراكز السيطرة بوضع "شبك" على النوافذ الخارجية أو الفتحات الموجودة في الأبواب، لمنع دخول الحشرات.

ومن النصائح الفعالة كذلك، استعمال مراوح كهربائية عند الاستجمام والجلوس في الحدائق المنزلية، لمنع اقتراب الحشرات. 

سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم
سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم

معظمنا سيربط خطر الإصابة بسرطان الرئة بالتدخين أو تلوث الهواء، لكن الباحثين اكتشفوا رابطًا مثيرًا للاهتمام بين هذا المرض وجودة النظام الغذائي.

فقد وجد الباحثون من جامعتي فلوريدا وكنتاكي أن جزيء الغليكوغينglycogen – الذي يخزن السكر البسيط الغلوكوز – قد يعمل كمحرك لبعض أنواع سرطان الرئة.

وقد وُجد أن مستويات الغليكوغين كانت أعلى في عينات الأنسجة البشرية لسرطان الغدة القصبية Lung Adenocarcinoma، وهو النوع المسؤول عن 40 بالمئة من حالات سرطان الرئة حول العالم.

وفي تجارب على الفئران، لاحظ الفريق أن زيادة الغليكوغين ساعدت في نمو السرطان بشكل أسرع، في حين أن تقليل وجوده أدى إلى تباطؤ نمو الأورام.

تعتمد الدراسة الجديدة على تقنية تُعرف باسم التمثيل الغذائي المكاني، والتي تتيح للعلماء تحديد خصائص الجزيئات الصغيرة داخل الأنسجة وفقًا لموقعها.

وفي هذه الحالة، استخدم الفريق منصة مصممة خصيصًا لتحليل الأنسجة.

يقول عالم الأحياء الجزيئية رامون صن من جامعة فلوريدا "وفّرت هذه المنصة عدسة جديدة لرؤية الأمراض، مما مكن الباحثين من اكتشاف أنماط وتفاعلات جزيئية لم تكن معروفة من قبل، وبدقة وعمق ملحوظين في الفهم."

كان الباحثون يدرسون العلاقة بين الغليكوغين وأنواع مختلفة من السرطان منذ فترة، ويبدو أن هذا المصدر من الطاقة يعمل كـ"حلوى" للخلايا السرطانية، يمنحها الوقود اللازم للنمو بسرعة، بما يكفي لتجاوز أنظمة المناعة الطبيعية في أجسامنا.

نعلم أن الغليكوغين يأتي من الكربوهيدرات التي نتناولها، ويُعتبر مصدرًا مهمًا للطاقة يُخزن في العضلات، ويستعين به الجسم أثناء التمارين. في الأساس، هو شكل مُخزن من الغلوكوز غير المستخدم على الفور.

كما يتراكم الغليكوغين بشكل أكبر نتيجة النظام الغذائي الغني بالدهون والكربوهيدرات.

وفي هذه الدراسة، أظهرت الفئران التي تم إطعامها بهذا النوع من النظام الغذائي مستويات أعلى بكثير من نمو سرطان الرئة مقارنة بالفئران التي تناولت أنظمة غذائية غنية بالدهون فقط، أو بالكربوهيدرات فقط، أو حتى نظامًا غذائيًا معتدلًا.

أوضح الفريق أهمية اجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة لدى البشر، لكن يبدو أن هناك نوعًا من الارتباط بالفعل.

ويقول رامون صن "على المدى الطويل، ينبغي أن تعكس استراتيجيتنا في الوقاية من السرطان ما حققته حملات مكافحة التدخين من نجاح، من خلال التركيز بشكل أكبر على التوعية العامة والاستراتيجيات القائمة على السياسات التي تشجع على خيارات غذائية صحية كعنصر أساسي في الوقاية من الأمراض."

من الجدير بالذكر أن مستويات الغليكوغين المرتفعة ظهرت فقط في عينات أنسجة لسرطان الغدة القصبية لدى البشر، ولم تُلاحظ في أنواع أخرى من سرطان الرئة، مثل سرطان الخلايا الحرشفية الرئوي، وهو ما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات.

وفي الوقت الحالي، تعتبر هذه النتائج تذكيرًا بمدى أهمية النظام الغذائي لصحتنا العامة. 

تمامًا كما يُعتقد أن اللحوم الحمراء والمشروبات الكحولية ترفع من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، تقول الدراسة إنه قد نضطر قريبًا إلى إضافة سرطان الرئة إلى قائمة الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.