السرطان أزهق أرواح 10 ملايين شخص تقريبا في عام 2020- صورة تعبيرية.
السرطان أزهق أرواح 10 ملايين شخص تقريبا في عام 2020- صورة تعبيرية. | Source: Unsplash

كشف "صندوق أبحاث السرطان العالمي" عن أدلة قوية على أن الأشخاص الأطول قامة معرضون لخطر أكبر للإصابة بمرض السرطان.

ووفق الصندوق فإن طوال القامة أكثر عرضة للإصابة بسرطان البنكرياس، والأمعاء الغليظة، والرحم "بطانة الرحم"، والمبيض، والبروستات، والكلى، والجلد "الورم الميلانيني"، والثدي "قبل وبعد انقطاع الطمث".

والسرطان سبب رئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، وقد أزهق أرواح 10 ملايين شخص تقريبا في عام 2020، أو ما يعادل وفاة واحدة تقريبا من كل 6 وفيات، وفق "منظمة الصحة العالمية".

نمط راسخ

كشفت "دراسة سابقة" في المملكة المتحدة أنه بالنسبة لـ 15 من أصل 17 حالة سرطان قاموا بفحصها، كلما زاد طولك، زادت احتمالية إصابتك بها.

وجدت الدراسة أن كل زيادة في الطول بمقدار عشرة سنتيمترات تزيد من خطر الإصابة بالسرطان بنحو 16 بالمئة.

وقد تم الكشف عن زيادة مماثلة لدى الرجال.

ووجدت "دراسة أخرى" أن 22 من 23 حالة سرطان تحدث بشكل أكثر شيوعا بين الأشخاص الأطول من الأقصر.


ما الأسباب؟

تظهر العلاقة بين الطول وخطر الإصابة بالسرطان عبر مختلف الأعراق ومستويات الدخل، وكذلك في الدراسات التي بحثت في الجينات التي تتنبأ بالطول، وفق ما نشره موقع "Theconversation".

وتشير هذه النتائج إلى وجود سبب بيولوجي للارتباط بين السرطان والطول، حسب موقع "ساينس أليرت".

في حين أنه ليس من الواضح تماما سبب ذلك، فهناك نظريتان قويتان.

الأولى مرتبطة بحقيقة أن الشخص الأطول سيكون لديه المزيد من الخلايا.

ويعتقد العلماء أن السرطان يتطور من خلال تراكم الضرر للجينات التي يمكن أن تحدث في الخلية عندما تنقسم لتكوين خلايا جديدة.

وكلما زاد عدد مرات انقسام الخلية، زادت احتمالية حدوث الضرر الجيني وانتقاله إلى الخلايا الجديدة.

كلما زاد الضرر المتراكم، زادت احتمالية تطور السرطان.

وبالتالي فالشخص الذي لديه المزيد من الخلايا في جسمه سيكون لديه المزيد من الانقسامات الخلوية وبالتالي احتمالية أكبر لتطور السرطان في واحدة منها.

وهناك نظرية أخرى تقول إن هناك عاملا مشتركا يجعل الناس أطول قامة ويزيد من خطر الإصابة بالسرطان، ويتعلق ذلك بهرمون يسمى عامل النمو (IGF-1).

ويساعد هذا الهرمون الأطفال على النمو ثم يستمر في لعب دور مهم في دفع نمو الخلايا وانقسام الخلايا لدى البالغين.

وجدت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم مستويات (IGF-1) أعلى من المتوسط لديهم خطر أعلى للإصابة بسرطان الثدي أو البروستاتا.

ولكن مرة أخرى، لم تكن هذه النتيجة متسقة لجميع أنواع السرطان.

ومن المرجح أن كلا التفسيرين قد يلعبان دورا مشتركا في "زيادة معدلات إصابة طوال القامة بالسرطان".

ماذا يفعل طوال القامة؟

الطول يزيد من خطر الإصابة بالسرطان بمقدار "ضئيل للغاية"، وهناك العديد من الأشياء التي يمكن القيام بها لتقليل خطر الإصابة بالمرض.

فيجب عليك "تناول نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، والحذر من الشمس، والحد من استهلاك الكحول، وعدم التدخين".

ويمكن الوقاية حاليا من نسبة تتراوح بين 30 إلى 50 بالمئة من حالات السرطان عن طريق تلافي عوامل خطر الإصابة بالمرض وتنفيذ الاستراتيجيات القائمة المسندة بالبيّنات للوقاية منه، حسبما تشير "منظمة الصحة العالمية".

ويمكنك أيضا المشاركة في برامج فحص السرطان التي تساعد في اكتشاف سرطان الثدي وعنق الرحم والأمعاء في وقت مبكر حتى يمكن علاجها بنجاح.

وفرص الشفاء من أنواع كثيرة من السرطان تزيد إذا شُخصت مبكرا وعُولجت كما ينبغي.

الصحة العالمية تدعو لتكثيف حملات التلقيح ضد الحصبة
تفشي الحصبة في المغرب يعود إلى انخفاض معدلات التلقيح (صورة تعبيرية)

شهد المغرب في الفترة الأخيرة انتشارا واسعا لداء الحصبة الذي يعرف محليا بـ"بوحمرون"، حيث سجلت البلاد 120 حالة وفاة و25 ألف إصابة منذ سبتمبر 2023، في ارتفاع غير مسبوق مقارنة بالسنوات الماضية.

وتحول هذا المرض إلى وباء في المغرب بعد وضعية انتشار "غير عادية"، وفق تصريحات لمدير مديرية علم الأوبئة بوزارة الصحة، محمد اليوبي، لوسائل إعلام محلية.

وفي ظل تفشي وباء الحصبة بالبلاد، انتقدت فاطمة التامني، النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي (معارض)، مؤخرا، "عدم الاكتراث بصحة المغاربة" في سؤال كتابي وجهته إلى وزير الصحة، منبهة إلى أزمة حادة يعيشها قطاع الصحة إثر الانتشار المتزايد لمرض بوحمرون تزامنا مع نقص حاد في الأطر الصحية والتجهيزات، وقالت إنه "وضع مرشح للتفاقم بسبب استمرار الحركات الاحتجاجية والإضرابات التي تنظمها النقابات الصحية منذ أسابيع".

من جانبها، نبهت نجوى ككوس، النائبة البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة (أغلبي)، وزير الصحة، إلى التحديات التي يواجهها القطاع الصحي في المؤسسات السجنية بعد ارتفاع عدد المصابين بداء الحصبة إلى 83 سجينا منذ ديسمبر 2024، داعية إلى اتخاذ تدابير استعجالية لاحتواء انتشار هذا المرض الشديد العدوى في هذه المؤسسات السجنية المكتظة.

وأثار تفشي الحصبة في الآونة الأخيرة بالمغرب، قلق المواطنين الذين باتوا يتساءلون عن أسباب ارتفاع حالات الإصابة وخطورة الوضع الحالي وسبل مواجهته خاصة مع سرعة انتشار المرض بين الفئات الأكثر هشاشة.

"انخفاض معدلات التلقيح"

وفي تعليقه على الموضوع، يرى الطبيب الأخصائي في طب الأطفال، ورئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، سعيد عفيف، بأن تفشي الحصبة في المغرب يعود أساسا إلى انخفاض معدلات التلقيح، حيث انخفضت التغطية في بعض المناطق إلى 60٪ بدلا من 95٪ المطلوبة لمنع انتشار العدوى، مؤكدا أن الحصبة من أكثر الأمراض المعدية التي يمكن للمصاب بها أن ينقل الفيروس إلى 12 إلى 18 شخصا.

وتابع عفيف حديثه لموقع "الحرة"، أن "خطورة تفشي الحصبة تكمن في غياب علاج محدد للمرض إذ يقتصر التدخل الطبي على معالجة الأعراض مثل الحمى أو العدوى الثانوية"، وأضاف أن الحل الوحيد والفعال للوقاية من الحصبة هو التلقيح بجرعتين، مشددا على أن "اللقاح آمن وناجع ويستخدم عالميا منذ أكثر من أربعين عاما".

وأكد الأخصائي في طب الأطفال أن مواجهة تفشي الحصبة تتطلب تضافر جهود جميع الجهات، مشيرًا إلى الحملات الاستدراكية والتحسيسية التي أطلقتها وزارة الصحة بدعم من وزارات الداخلية والتربية والأوقاف. وأشاد بمبادرات التوعية في المدارس والمساجد، مبرزًا أن التلقيح لا يحمي الفرد فقط بل يساهم في تحقيق حماية جماعية فعالة ضد المرض.

"إعلان حالة طوارئ"

وانتقد رئيس "الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة"، علي لطفي، تعامل السلطات المغربية مع انتشار فيروس الحصبة، مشيرا إلى أن تحذيرات منظمة الصحة العالمية عام 2023 حول إمكانية تفاقم الوضع لم يتم التعامل معها بالجدية المطلوبة. وقال إن "التهاون في اتخاذ تدابير استباقية ساهم في تفاقم الوضع وتسجيل عشرات الوفيات وآلاف الإصابات معظمها في صفوف الأطفال غير الملقحين".

ويضيف لطفي في تصريح لموقع "الحرة"، أن فيروس الحصبة شديد العدوى وينتشر عبر الهواء بسرعة فائقة، مما يجعله خطيرا بشكل خاص في أماكن الاكتظاظ مثل المدارس والسجون، داعيا إلى "إعلان حالة طوارئ صحية على المستوى الوطني لمكافحة انتشار المرض، من خلال تعزيز برامج التلقيح وإطلاق حملات تحسيسية بالتعاون مع وزارتي الداخلية والتعليم، بهدف تطويق المرض والتقليل من تداعياته الوخيمة".

وربط لطفي بين ارتفاع معدلات الوفيات بسبب الحصبة وضعف المناعة لدى الأطفال، الناتج عن سوء التغذية وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، خاصة في المناطق الفقيرة، محذرا من ترويج المعلومات المضللة حول مخاطر اللقاحات والتي ساهمت في إحجام بعض الأسر عن تلقيح أطفالها.

"معلومات مغلوطة"

ومن جانبه، ذكر الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، أن عودة انتشار الحصبة في المغرب مؤخرا يرجع إلى عدة أسباب رئيسية، أبرزها تراجع الإقبال على التلقيح، خاصة بعد جائحة كورونا، وانتشار المعلومات المغلوطة التي تخيف المواطنين من تلقي اللقاحات. مشيرا إلى أن "هذه الإشاعات التي غالبا ما يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تروج لآثار جانبية نادرة وغير دقيقة، مما أدى إلى تراكم أعداد كبيرة من الأطفال غير الملقحين وعدم الالتزام بالجدول الوطني للتلقيح".

وأوضح بايتاس في ندوة صحفية أعقبت اجتماع المجلس الحكومي، الخميس، أن وزارة الصحة اتخذت سلسلة من التدابير العاجلة لمواجهة تفشي المرض، شملت إرساء نظام يقظة وتتبع على مستوى المركز الوطني للعمليات الطارئة للصحة العامة و12 مركزا إقليميا للطوارئ الصحية. كما أطلقت حملة وطنية استدراكية للتلقيح ضد الحصبة، بدأت في 28 أكتوبر 2024 وتم تمديدها لضمان وصولها إلى الفئات المستهدفة.

ودعا بايتاس جميع المواطنين وجمعيات المجتمع المدني ووسائل الإعلام إلى دعم هذه الحملة الوطنية والتصدي للإشاعات المضللة التي تهدد صحة الأطفال، مؤكدا أن حملة التطعيم ضد الحصبة ما زالت جارية في المراكز الصحية.