الحوامل يختبرن الوحام وهو الرغبة الشديدة بتناول أطعمة أو أشياء معينة أو النفور منها
صورة تعبيرية لسيدة حامل | Source: pexels

يعتبر "الوحام" حالة شائعة لدى العديد من الحوامل، حيث يتجلى في رغبة شديدة أو نفور من أنواع معينة من الأطعمة، وقد يظهر في الثلث الأول من الحمل ويزداد خلال الثلث الثاني، بينما يخف تدريجيًا في الثلث الأخير. 

ويرتبط الوحام بالتغيرات الهرمونية التي تؤثر على حاستي الشم والذوق لدى الحامل، بالإضافة إلى عوامل نفسية واجتماعية تلعب دورًا في هذه الرغبات الغذائية.

وأوضح خبراء تغذية وأخصائيون لصحيفة "غارديان" البريطانية، أن رغبة المرأة الحامل في تناول بعض الأشياء التي قد تبدو غريبة، قد ترتبط بحالات صحية معينة.

وفي هذا الصدد، تقول أخصائية التغذية لما قبل الولادة، ميلاني ماكغرايس، إن الرغبة الشديدة الشائعة أثناء الحمل هي الأطعمة المالحة، والتي قد تكون علامة على أن النساء لا يشربن ما يكفي من الماء.

وأوضحت أن المرأة "أثناء الحمل، تزداد متطلباتها من السوائل بنحو 150بالمئة، مشيرة إلى أن الحجم الإجمالي للدم في الجسم يزيد بنسبة 45 بالمئة أثناء الحمل".

ونبهت إلى أنه عندما نتناول المزيد من الأطعمة المالحة، يحتفظ الجسم بمزيد من الماء، لكن ماكغرايس تقول إن هذا ليس بالأمر الجيد، موضحة: "الحل المثالي هو القيام بالعكس، وشرب المزيد من الماء".

كما أشارت إلى رغبة شديدة شائعة أخرى، هي تناول الأطعمة الباردة والحلوة مثل الآيس كريم والميلك شيك (مخفوق الحليب)، أو التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات. 

ويمكن أن يكون هذا استجابة لتقلب مستويات السكر في الدم، الذي يحدث حتى عند النساء غير المصابات بالسكري.

وأوضحت أخصائية التغذية في مجال الخصوبة والحمل، لورا عطية، أن الحمل يعزز القدرة على امتصاص الكالسيوم من الطعام، لذا فإن الحوامل لا يحتجن بالضرورة إلى تناول كميات أكبر، لكنهن يحتجن إلى تناول كميات صحية - حوالي 1300 ملغم يوميًا للنساء اللواتي تبلغ أعمارهن 18 عامًا أو أقل، و1000 ملغم يوميًا لمن تتراوح أعمارهن بين 19 و50 عامًا.

وفي نفس السياق، أوضحت ماكغرايس أنه يمكن استبدال هذه الأطعمة بكوب من الحليب، الذي يشكل خيارًا أفضل لتعزيز الكالسيوم.

وتعد اللحوم الحمراء أيضا واحدة من تلك الرغبات التي تنتاب الحوامل، وفق ماكغرايس، مشددة على أن ذلك يمكن أن يكون إشارة من الجسم إلى الحاجة إلى عنصر الحديد. 

"متلازمة بيكا"

وقد يؤدي نقص الحديد في بعض الأحيان إلى الرغبة الشديدة في تناول أشياء غير مألوفة، مثل الطباشير أو الثلج أو التراب، فيما يعرف باسم متلازمة "بيكا".

وتقدر بعض الأبحاث أن ما يصل إلى 4 بالمئة من النساء أثناء الحمل يرغبن في تناول  مواد ليس لها قيمة غذائية.

وأوضحت باحثة التوليد في جامعة نيوكاسل البريطانية، أليسون كومينز، أن أقلام الرصاص والطباشير والجص والتراب والثلج هي أكثر العناصر التي يأكلها النساء المصابات بمتلازمة بيكا.

وفي حين أنه من الجيد الاستسلام لرغبات الوحام الشديدة باعتدال، تحذر كومينز من عقلية "الأكل لشخصين"، مضيفة أن  الاستسلام للرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الغنية بالسكر والدهون والكربوهيدرات، لا يزيد من خطر زيادة الوزن والإصابة بمرض السكري الحملي فحسب، بل قد يزيد أيضًا من وزن الطفل ويخلف آثارًا طويلة المدى على عملية التمثيل الغذائي لديه.

وتؤكد عطية أن تناول نظام غذائي صحي أثناء الحمل أمر مهم للأم والطفل، لكنها تعترف بأن ذلك أمر شاق، خاصة بسبب الرغبة الشديدة في تناول أطعمة معينة والنفور من أغذية أخرى.

وحسب تقرير نشره موقع "نورث ويسترن ميديسن" الطبي، تنصح المرأة الحامل بتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية لتلبية احتياجات جسمها وجنينها. 

وتشمل الأطعمة الصحية التي يجب التركيز عليها:

  • اللحوم الخالية من الدهون: مصدر جيد للبروتين الضروري لنمو الجنين.
  • المكسرات: غنية بالدهون الصحية والبروتين والألياف.
  • منتجات الألبان قليلة أو خالية الدسم: مثل الحليب والزبادي، للحصول على الكالسيوم والبروتين.
  • الفواكه والخضروات: مصدر أساسي للفيتامينات والمعادن الضرورية، وكذلك الألياف التي تساعد على الهضم.
  • الخبز والحبوب الكاملة: غنية بالألياف والمعادن مثل الحديد.
  • الماء والعصائر الطبيعية: شرب حوالي 12 كوبًا من الماء يوميًا للحفاظ على الترطيب.

ووفقا لموقع "مايو كلينك" الطبي، فإنه للحفاظ على سلامة المرأة الحامل وجنينها، فعليها تجنب تناول الأسماك النيئة أو غير المطهية جيدًا مثل السوشي والمحار. 

وينصح الموقع المرأة الحامل بطهي المأكولات البحرية واللحوم إلى درجات حرارة آمنة، وتجنب البيض النيء أو غير المطبوخ بالكامل.

كما ينبغي عليها تجنب الأطعمة غير المبسترة مثل الأجبان الطرية والعصائر غير المبسترة، بالإضافة إلى غسل الفواكه والخضروات جيدًا.

ويوصي الخبراء أيضا بالتقليل من تناول الكافيين إلى أقل من 200 ملغ يوميًا، والابتعاد عن تناول شاي الأعشاب دون استشارة طبية. 

وأخيرًا، يجب الامتناع التام عن الكحول لتجنب حدوث مخاطر صحية على الجنين.

متوسط بقاء المصابين بهذا المرض بعد تشخيصهم يتراوح بين 12 و15 شهرا فقط/ صورة تعبيرية
متوسط بقاء المصابين بهذا المرض بعد تشخيصهم يتراوح بين 12 و15 شهرا فقط/ صورة تعبيرية

كشفت دراسة حديثة عن تطورات واعدة في مجال علاج الورم الدبقي الأرومي "الجليوبلاستوما"، الذي يعد أخطر أنواع سرطان الدماغ وأكثرها انتشارا، وذلك من خلال العلاج المناحي الذي من شأنه أن يمثل نقطة تحول محتملة في مكافحة هذا المرض القاتل.

وتشير إحصائيات إلى أن متوسط بقاء المصابين بهذا المرض بعد تشخيصهم يتراوح بين 12 و15 شهرا فقط، إذ لا تتجاوز نسبة النجاة منه 6.9 بالمئة بعد خمس سنوات من التشخيص، ويصنف من قبل منظمة الصحة العالمية، كورم من الدرجة الرابعة، وهو من أكثر أشكال السرطان عدوانية، وفقا لموقع "ساينس ألرت".

وتسجل المراكز الطبية حول العالم نحو 150 ألف حالة جديدة سنويا بهذا المرض الذي يعاني من أعراض شديدة تشمل الصداع والنوبات والتغيرات المعرفية والشخصية، إضافة إلى الضعف العصبي، مما يؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية وقدرتهم على ممارسة أنشطتهم المعتادة.

وأوضح باحثون أن العلاجات التقليدية المتمثلة في الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي لم تعد كافية، نظرا لقدرة الورم على مقاومتها وصعوبة وصول الأدوية إلى الدماغ بسبب الحاجز الدموي الدماغي.

وفي تطور جديد، نجح علماء في إيصال العلاج المناعي بأمان إلى الدماغ عبر حقنه في السائل النخاعي، في خطوة تعتبر الأولى من نوعها في علاج هذا النوع من السرطان. ويعمل العلاج المناعي على تحفيز جهاز المناعة الطبيعي في الجسم لمهاجمة الخلايا السرطانية.

وأكد الدكتور ماثيو كليمنت، زميل الأبحاث في كلية الطب بجامعة كارديف: "رغم التحديات التي نواجهها في تطوير علاج فعال للورم الدبقي الأرومي، إلا أن النتائج الأولية للعلاج المناعي تبعث على التفاؤل".

وأضاف كليمنت، الذي يمتلك خبرة 20 عاما في دراسة التفاعلات المناعية: "نعمل حاليا على تطوير طرق أكثر فعالية لإيصال العلاج إلى الورم مع الحرص على تجنب الآثار الجانبية المحتملة".

جدير بالذكر أن العلاج المناعي أثبت فعاليته بالفعل في علاج أنواع أخرى من السرطان مثل سرطان الجلد "الميلانوما" وسرطاني الثدي والرئة، مما يعزز الآمال في نجاحه مع سرطان الدماغ.