بحسب الدراسة، فأن الأشخاص الأكثر نشاطًا اجتماعيًا كانوا أقل احتمالًا بنسبة 38% للإصابة بالخرف
بحسب الدراسة، فأن الأشخاص الأكثر نشاطًا اجتماعيًا كانوا أقل احتمالًا بنسبة 38% للإصابة بالخرف

أظهرت دراسة جديدة أن تعزيز الحياة الاجتماعية النشطة والالتقاء بالآخرين بانتظام يؤجل ظهور الخرف لمدة تصل إلى خمس سنوات ويقلل خطر الإصابة به.

وقام فريق البحث من جامعة راش Rush الأميركية بمتابعة 1923 شخصًا مسنًا على مدى ما يقرب من 7 سنوات في المتوسط، حيث تم مقارنة حالات الخرف وأوقات تشخيصها مع عادات التواصل الاجتماعي.

وأكتشف الباحثون وجود فجوة تبلغ حوالي 5 سنوات في متوسط عمر تشخيص الخرف بين المشاركين الأكثر نشاطًا اجتماعيًا والأقل نشاطًا.

وقد تكون هذه الطريقة وسيلة رخيصة وسهلة ومتاحة لحماية الدماغ من التدهور المعرفي.

يقول الخبير في علوم الوباء بجامعة راش، برايان جيمس: "تعتبر هذه الدراسة متابعة لأبحاث سابقة من مجموعتنا تظهر أن النشاط الاجتماعي مرتبط بتقليل التدهور المعرفي لدى كبار السن."

وأضاف "في هذه الدراسة، نوضح أن النشاط الاجتماعي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف وضعف الإدراك المعتدل."

وسأل الباحثون المشاركين عن مدى تكرار مشاركتهم في الأنشطة الاجتماعية المختلفة، وشملت القائمة الخروج لتناول الطعام، وحضور الفعاليات الرياضية، ولعب البنغو، والقيام برحلات قصيرة أو ليلية، وزيارة الأقارب والأصدقاء، وأداء الأعمال التطوعية.

بالإضافة إلى تتبع حالات الخرف، قاس البحث أيضًا المهارات المعرفية مع مرور الوقت من خلال 21 اختبارًا مختلفًا.

وتم أخذ بعض العوامل الرئيسية التي قد تؤثر على النتائج عند تحليل البيانات، مثل العمر والصحة البدنية.

بجانب تأجيل الإصابة بالخرف، اكتشف الفريق أن الأشخاص الأكثر نشاطًا اجتماعيًا كانوا أقل احتمالًا بنسبة 38% للإصابة بالخرف وأقل احتمالًا بنسبة 21% للإصابة بضعف الإدراك المعتدل خلال فترة الدراسة مقارنةً بأشخاص أقل نشاطًا اجتماعيًا.

يضيف جيمس أن "النشاط الاجتماعي يتحدى كبار السن للمشاركة في تفاعلات اجتماعية معقدة، مما قد يعزز أو يحافظ على الشبكات العصبية الفعالة في حالة 'استخدمه أو افقده'."

لكن البيانات ليست كافية لإظهار السبب والنتيجة بشكل مباشر، ومن المحتمل أن هناك عوامل أخرى أيضًا مثل: الأشخاص الذين يزورون الأصدقاء والعائلة بشكل متكرر من المحتمل أن يكونوا أكثر نشاطًا بدنيًا أيضًا.

ومع ذلك، هناك ارتباط قوي هنا، وهو يتماشى مع ما نعرفه بالفعل عن تأثير العزلة الاجتماعية وزيادة خطر الإصابة بالخرف، بل حتى وجود الحيوانات الأليفة له تأثير إيجابي.

ووفقًا للباحثين، فإن تبسيط التغييرات في نمط الحياة وخطر الإصابة بالخرف، مثل تأجيل الخرف لمدة خمس سنوات للأشخاص النشطين اجتماعيًا، يمكن أن يساعد في زيادة الوعي بهذه الحالات وكيفية الوقاية منها.

وكتب الباحثون في ورقتهم المنشورة: "تقديراتنا للمدى الذي يرتبط فيه النشاط الاجتماعي بعمر بداية الخرف تقدم عدسة فريدة لفهم أهمية النشاط الاجتماعي في الصحة العامة."

وأضافوا: "بالنظر إلى التأثيرات السلبية المحتملة لجائحة كورونا على التفاعل الاجتماعي، أصبح من المهم الآن تطوير واختبار المبادرات المستهدفة لتعزيز النشاط الاجتماعي بين كبار السن."

ويستخدم مصطلح "الخَرف" لوصف مجموعة من الأعراض التي تصيب قدرات الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية.

وبحسب مايو كلينك، قد تؤثر أعراض الخَرَف على الحياة اليومية للأشخاص المصابين به، ويُشار إلى أن الإصابة بالخَرَف لا تحدث بسبب مرض واحد بعينه، بل نتيجة للإصابة بعدة أمراض.

ويكون فقدان الذاكرة من أعراض الخَرَف عادةً. وهو في الغالب أحد الأعراض المبكرة للإصابة بهذا المرض. ولكن فقدان الذاكرة وحده لا يعني أنك مصاب بالخَرَف، إذ قد تختلف الأسباب التي تؤدي إلى فقدان الذاكرة.

ويُعد داء الزهايمر السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالخَرَف لدى كبار السن، إلا أنه توجد أسباب أخرى للإصابة بالخَرَف. وهناك بعض أعراض الخَرَف التي يمكن علاجها، وذلك يعتمد على سبب الإصابة به.

ويحدث الخرف بسبب تلف الخلايا العصبية وروابطها في الدماغ أو فقدانها، وتتوقف الأعراض على المنطقة المصابة من الدماغ، وتتباين الآثار من مريض لآخر.

تصنَّف أنواع الخرف غالبا وفقا للخصائص المشتركة بينها، فقد يُعد هذا التصنيف بناء على ترسبات البروتين أو البروتينات في الدماغ في جزء منه. 

كما يُشار إلى أنه تتشابه أعراض الخرف مع عدد من الأمراض الأخرى، وقد يسبب تناول أنواع معينة من الأدوية حدوث تفاعل تصاحبه أعراض مماثلة لأعراض الخَرَف. 

وقد تظهر أعراض الخرف أيضًا إذا لم يتضمن النظام الغذائي قدرًا كافيًا من فيتامينات أو معادن معينة. وفي هذه الحالات، قد يساعد العلاج في تحسُّن الأعراض .

 بحسب الدراسة، الرضع لديهم القدرة على تشفير الذكريات بدءًا من عمر السنة
بحسب الدراسة، الرضع لديهم القدرة على تشفير الذكريات بدءًا من عمر السنة

سنواتنا الأولى هي فترة تعلم سريع، ومع ذلك لا نستطيع تذكر تجارب محددة من تلك الفترة، وهي ظاهرة تُعرف بالنسيان الطفولي.

تحدت دراسة جديدة الافتراضات المتعلقة بذاكرة الأطفال، حيث أظهرت أن العقول الصغيرة تشكل ذكريات بالفعل.

ومع ذلك، يبقى السؤال: لماذا تصبح هذه الذكريات صعبة الاسترجاع لاحقًا في الحياة؟

يصبح الأطفال في السنة الأولى من عمرهم متعلمين استثنائيين، يتعلمون اللغة، والمشي، والتعرف على الأشياء، وفهم الروابط الاجتماعية، وأمور أخرى كثيرة.

ومع ذلك، لا نتذكر أيًا من تلك التجارب، فما يجري هو نوع من التفاوت بين هذه المرونة المدهشة وقدرتنا على التعلم التي نملكها.

افترض سيغموند فرويد، مؤسس التحليل النفسي، أن الذكريات المبكرة يتم قمعها، على الرغم من أن العلم قد تجاهل منذ ذلك الحين فكرة عملية القمع النشطة.

بدلاً من ذلك، تركز النظريات الحديثة على الهيبوكامبوس Hippocampus، وهو جزء من الدماغ حاسم للذاكرة العرضية، والذي لا يتطور بشكل كامل في الطفولة.

لكن فريق الباحثين بقيادة نيك ترك-براون، أستاذ علم النفس في جامعة ييل والمؤلف الرئيسي للدراسة، كان مهتمًا بالأدلة من الأبحاث السلوكية السابقة.

وبما أن الأطفال لا يمكنهم الإبلاغ عن الذكريات شفهيًا قبل اكتساب اللغة، فإن ميلهم إلى التحديق لفترة أطول في الأشياء المألوفة يوفر تلميحات هامة.

أظهرت الدراسات الحديثة على القوارض التي تراقب النشاط الدماغي أيضًا أن أنماط الخلايا التي تخزن الذكريات تتشكل في الهيبوكامبوس عند الأطفال الرضع ولكن تصبح غير قابلة للوصول مع مرور الوقت، رغم أنه يمكن إيقاظها صناعيًا من خلال تقنية تستخدم الضوء لتحفيز الخلايا العصبية.

لكن حتى الآن، كان الجمع بين ملاحظات الأطفال الرضع وتصوير الدماغ بعيد المنال، حيث أن الأطفال معروفون بعدم تعاونهم عندما يتعلق الأمر بالجلوس ثابتين داخل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي ، الجهاز الذي يتتبع تدفق الدم لـ "رؤية" النشاط الدماغي.

لتجاوز هذا التحدي، استخدم فريق ترك-براون الطرق التي طورها مختبره على مر السنين، بالعمل مع العائلات لإدخال اللهايات، والبطانيات، والدُمى المحشوة؛ وتثبيت الأطفال باستخدام الوسائد؛ واستخدام أنماط خلفية للحفاظ على انتباههم.

اكتشفوا أن الأطفال الذين حققوا أفضل النتائج في مهام الذاكرة أظهروا نشاطًا أكبر في الهيبوكامبوس.

وأوضح الفريق أن ما يمكنهم استنتاجه من الدراسة هو أن الرضع لديهم القدرة على تشفير الذكريات العرضية في الهيبوكامبوس بدءًا من حوالي عمر السنة."

لكن ما يزال غير واضح ما الذي يحدث لتلك الذكريات المبكرة.

ربما لم يتم دمجها بالكامل في التخزين طويل المدى، أو ربما تستمر لكنها تصبح غير قابلة للوصول.

يشتبه ترك-براون في الخيار الثاني وهو الآن يقود دراسة جديدة لاختبار ما إذا كان الأطفال الرضع، والصغار، والأطفال يمكنهم التعرف على مقاطع فيديو تم تسجيلها من منظورهم كرضع.

تشير النتائج المبكرة، والتجريبية، إلى أن هذه الذكريات قد تستمر حتى حوالي سن الثالثة قبل أن تبدأ بالتلاشي.

ويشعر الفريق بقيادة ترك-براون بالفضول بشكل خاص لاحتمالية أن يتم إعادة تنشيط مثل هذه الذكريات في وقت لاحق من الحياة.