دراسة جديدة تحلل العلاقة بين الأطعمة المعالجة والأرق المزمن- صورة تعبيرية.
صورة تعبيرية | Source: pexels

كم مرة قلت لنفسك اليوم: "أنا متعب"؟ أو سمعت أحدهم يكرر هذه الجملة..  الإرهاق بات جزءًا من الحياة اليومية للكثيرين، لكن هل هو مجرد إجهاد عادي أم علامة على مشكلة صحية أعمق وأخطر؟..

فوفقًا لخبراء صحة وأطباء، فإن هناك ثمة فرق بين النعاس والتعب، ففي الحالة الأولى يعني أنك تستطيع النوم بسهولة بمجرد الاسترخاء.

 بينما التعب يشير إلى نقص الطاقة والشعور بالإرهاق حتى بعد النوم، مما يجعل من الصعب إنجاز المهام اليومية، وقد يكون ذلك التعب نتيجة للإجهاد المزمن، نقص التغذية، أو حتى اضطراب صحي غير مُشخّص.

وحسب د. جينيفر موندت، الأخصائية النفسية السريرية في مركز النوم والاستيقاظ بجامعة يوتا وأستاذة مساعدة في قسم الطب الأسري والوقائي، فإن الأشخاص الذين يعانون من النعاس المفرط قد يكون لديهم اضطراب في النوم.

وأضافت في حديثها إلى شبكة "سي إن إن" الإخبارية،  أن أولئك الذين يعانون من التعب قد يكونون يعانون من اضطراب في النوم أو مشكلة صحية أخرى.

متى يجب طلب المساعدة؟

الدكتورة، تينا آن طومسون، طبيبة الرعاية الأولية في مركز إيموري للرعاية الصحية وأستاذة مساعدة في قسم الطب الأسري والوقائي بكلية الطب في جامعة إيموري في أتلانتا، تشير إلى أن أفضل مؤشر على ضرورة طلب المساعدة الطبية هو ملاحظة تغير ملحوظ في مستويات الطاقة لديك، خاصة إذا كان التعب يؤثر على قدرتك على إكمال المهام اليومية أو الاعتناء بنفسك أو عائلتك أو الذهاب إلى العمل أو ممارسة الرياضة لأكثر من أسبوعين.

وعندما يبلغ المرضى عن التعب المزمن، يطرح الأطباء عادة سلسلة من الأسئلة لفهم السبب الكامن وراء هذا التعب وتحديد أفضل خطة علاجية. 

وسيحاول الطبيب معرفة متى بدأ التعب وما إذا كانت هناك أحداث وتحديات كبيرة، مثل وظيفة جديدة أو فقدان شخص عزيز أو ضغوط أخرى، قد تكون السبب.

أسباب وعوامل

من الأسباب الشائعة للتعب فقر الدم، وهي حالة تتميز بانخفاض عدد خلايا الدم الحمراء، والتي يمكن أن تنتج عن النزيف أو نقص الحديد أو عدم قدرة الجسم على امتصاص الحديد بشكل صحيح. يمكن لفحص الدم الروتيني أن يساعد في تحديد ما إذا كان فقر الدم هو السبب.

على الرغم من أن أمراض القلب ليست السبب الأكثر شيوعًا للتعب المزمن، إلا أن الدكتورة طومسون تؤكد على أهمية فحصها، خاصة وأنها السبب الرئيسي للوفاة بين النساء في الولايات المتحدة.

النساء في سن الحيض قد يعانين أيضًا من التعب بسبب التقلبات الهرمونية خلال الدورة الشهرية، ولكن التعب يمكن أن يصبح أكثر وضوحًا خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث. توصي طومسون بزيارة أخصائي لمعالجة المشكلات الهرمونية في هذه المرحلة من الحياة.

اضطرابات النوم

إذا استبعدت المشكلات الصحية مع طبيبك أو كنت تشك في وجود اضطراب في النوم، تنصح موندت بزيارة عيادة النوم لإجراء تقييم إضافي. 

وتستخدم عيادات النوم دراسات النوم لتحديد الاضطرابات مثل توقف التنفس أثناء النوم أو الحركات اللاإرادية للأطراف أو السلوكيات الأخرى التي تؤثر على جودة نومك.

من أكثر أسباب النعاس أو التعب شيوعًا قلة النوم، والأرق، وانقطاع النفس النومي. 

ولكن هناك أيضًا اضطرابات أقل شيوعًا مثل النوم القهري أو المشي أثناء النوم التي قد تساهم في الشعور بالنعاس.

نصائح لتحسين جودة النوم

إذا كنت لا تعاني من اضطراب نوم محدد، فهناك العديد من العوامل الحياتية التي قد تساهم في سوء النوم وتخلق حلقة من الإرهاق خلال النهار. بينما يُنصح البالغون عمومًا بالنوم من سبع إلى تسع ساعات كل ليلة، تلاحظ الدكتورة موندت أن الاحتياجات تختلف من شخص لآخر، لذا من المهم الاستماع إلى جسدك.

من النصائح الرئيسية التي تقدمها موندت هي الحفاظ على انتظام مواعيد النوم والاستيقاظ. كما تنصح بتحسين بيئة النوم، مثل تجنب النوم مع تشغيل التلفزيون أو السماح للحيوانات الأليفة بالدخول والخروج من الغرفة، حيث يمكن أن تؤثر هذه العوامل على جودة النوم.

وأخيرًا، تؤكد موندت على أهمية التعرض لضوء النهار الطبيعي، خاصة في الصباح، لتنظيم دورة النوم والاستيقاظ. في المساء، يُفضل استخدام الإضاءة الخافتة لإرسال إشارات للجسم بالاستعداد للنوم.

وختاما، فإن من يشعر بالإرهاق المستمر، فينبغي ألا يتردد في طلب المساعدة الطبية، فقد يكون التعب مجرد إرهاق يومي، ولكن في بعض الأحيان، قد يكون مؤشرًا على مشكلة صحية تحتاج إلى علاج.

 بحسب الدراسة، الرضع لديهم القدرة على تشفير الذكريات بدءًا من عمر السنة
بحسب الدراسة، الرضع لديهم القدرة على تشفير الذكريات بدءًا من عمر السنة

سنواتنا الأولى هي فترة تعلم سريع، ومع ذلك لا نستطيع تذكر تجارب محددة من تلك الفترة، وهي ظاهرة تُعرف بالنسيان الطفولي.

تحدت دراسة جديدة الافتراضات المتعلقة بذاكرة الأطفال، حيث أظهرت أن العقول الصغيرة تشكل ذكريات بالفعل.

ومع ذلك، يبقى السؤال: لماذا تصبح هذه الذكريات صعبة الاسترجاع لاحقًا في الحياة؟

يصبح الأطفال في السنة الأولى من عمرهم متعلمين استثنائيين، يتعلمون اللغة، والمشي، والتعرف على الأشياء، وفهم الروابط الاجتماعية، وأمور أخرى كثيرة.

ومع ذلك، لا نتذكر أيًا من تلك التجارب، فما يجري هو نوع من التفاوت بين هذه المرونة المدهشة وقدرتنا على التعلم التي نملكها.

افترض سيغموند فرويد، مؤسس التحليل النفسي، أن الذكريات المبكرة يتم قمعها، على الرغم من أن العلم قد تجاهل منذ ذلك الحين فكرة عملية القمع النشطة.

بدلاً من ذلك، تركز النظريات الحديثة على الهيبوكامبوس Hippocampus، وهو جزء من الدماغ حاسم للذاكرة العرضية، والذي لا يتطور بشكل كامل في الطفولة.

لكن فريق الباحثين بقيادة نيك ترك-براون، أستاذ علم النفس في جامعة ييل والمؤلف الرئيسي للدراسة، كان مهتمًا بالأدلة من الأبحاث السلوكية السابقة.

وبما أن الأطفال لا يمكنهم الإبلاغ عن الذكريات شفهيًا قبل اكتساب اللغة، فإن ميلهم إلى التحديق لفترة أطول في الأشياء المألوفة يوفر تلميحات هامة.

أظهرت الدراسات الحديثة على القوارض التي تراقب النشاط الدماغي أيضًا أن أنماط الخلايا التي تخزن الذكريات تتشكل في الهيبوكامبوس عند الأطفال الرضع ولكن تصبح غير قابلة للوصول مع مرور الوقت، رغم أنه يمكن إيقاظها صناعيًا من خلال تقنية تستخدم الضوء لتحفيز الخلايا العصبية.

لكن حتى الآن، كان الجمع بين ملاحظات الأطفال الرضع وتصوير الدماغ بعيد المنال، حيث أن الأطفال معروفون بعدم تعاونهم عندما يتعلق الأمر بالجلوس ثابتين داخل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي ، الجهاز الذي يتتبع تدفق الدم لـ "رؤية" النشاط الدماغي.

لتجاوز هذا التحدي، استخدم فريق ترك-براون الطرق التي طورها مختبره على مر السنين، بالعمل مع العائلات لإدخال اللهايات، والبطانيات، والدُمى المحشوة؛ وتثبيت الأطفال باستخدام الوسائد؛ واستخدام أنماط خلفية للحفاظ على انتباههم.

اكتشفوا أن الأطفال الذين حققوا أفضل النتائج في مهام الذاكرة أظهروا نشاطًا أكبر في الهيبوكامبوس.

وأوضح الفريق أن ما يمكنهم استنتاجه من الدراسة هو أن الرضع لديهم القدرة على تشفير الذكريات العرضية في الهيبوكامبوس بدءًا من حوالي عمر السنة."

لكن ما يزال غير واضح ما الذي يحدث لتلك الذكريات المبكرة.

ربما لم يتم دمجها بالكامل في التخزين طويل المدى، أو ربما تستمر لكنها تصبح غير قابلة للوصول.

يشتبه ترك-براون في الخيار الثاني وهو الآن يقود دراسة جديدة لاختبار ما إذا كان الأطفال الرضع، والصغار، والأطفال يمكنهم التعرف على مقاطع فيديو تم تسجيلها من منظورهم كرضع.

تشير النتائج المبكرة، والتجريبية، إلى أن هذه الذكريات قد تستمر حتى حوالي سن الثالثة قبل أن تبدأ بالتلاشي.

ويشعر الفريق بقيادة ترك-براون بالفضول بشكل خاص لاحتمالية أن يتم إعادة تنشيط مثل هذه الذكريات في وقت لاحق من الحياة.