الرضع المصابون بشلل العضلات الشوكي الشديد يفتقرون إلى البروتينات الكافية للحفاظ على العصبونات الحركية.
الرضع المصابون بشلل العضلات الشوكي الشديد يفتقرون إلى البروتينات الكافية للحفاظ على العصبونات الحركية.

لأول مرة، تصبح فتاة تبلغ الآن من العمر عامين ونصف العام، أول شخص يعالج من مرض العصبون الحركي منذ أن كانت جنينا في رحم أمها.

ولم تظهر على الطفلة لحد الان أي علامات لهذا الإضطراب الوراثي النادر.

تناولت والدة الطفلة الدواء المستهدف للجينات في مرحلة متأخرة من الحمل، وما زالت الطفلة تتناوله.

تقول ميشيل فارار، أخصائية الأعصاب للأطفال في جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني بأستراليا "لقد تم علاج الطفلة بفعالية، ولا توجد أي مظاهر للمرض".

حملت الأم بطفلتها وهي مصابة بحالة وراثية تُعرف بشلل العضلات الشوكي، التي تؤثر على العصبونات الحركية التي تتحكم في الحركة، مما يؤدي إلى ضعف العضلات التدريجي.

حوالي واحد من كل 10000 مولود يعاني من نوع من هذه الحالة، مما يجعلها من الأسباب الجينية الرئيسية للوفاة في الرضع والأطفال.

في أكثر أشكالها شدة، كما هو الحال مع هذه الطفلة، يفتقر الأفراد إلى كلا النسختين من جين SMN1، ولديهم نسخة أو نسختين فقط من الجين المجاور، SMN2، الذي يعوض جزئيًا عن هذا النقص.

ونتيجة لذلك، لا ينتج الجسم ما يكفي من البروتين المطلوب للحفاظ على العصبونات الحركية في الحبل الشوكي وجذع الدماغ.

هذا البروتين مهم بشكل خاص في الثلثين الثاني والثالث من الحمل، وأول أشهر من الحياة، وعادة لا يعيش الأطفال المصابون بالمرض الشديد بعد العام الثالث.

في العقد الماضي، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) على 3 أدوية لعلاج الأطفال حديثي الولادة المصابين بشلل العضلات الشوكي.

الدواء الفموي المستخدم في هذه الدراسة، والذي يُسمى "ريزدبلام Risdiplam"، وهو جزيء صغير يعمل على تعديل تعبير جين SMN2 بحيث يُنتج المزيد من بروتين SMN

حتى الآن، كانت العلاجات الخاصة بشلل العضلات الشوكي تُعطى بعد الولادة، ولكن حتى نصف الأطفال حديثي الولادة الذين يفتقرون إلى كلا النسختين من جين SMN1 ولديهم فقط نسختين من جين SMN2 يولدون مع بعض الأعراض.

يقول ريتشارد فينكل، عالم الأعصاب السريري في مستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال في ممفيس، تينيسي، الذي قاد الدراسة، إن فكرة إعطاء الدواء في الرحم جاءت من الوالدين.

ويضيف "أرادوا معرفة ما إذا كان هناك خيارات علاج يمكنهم البدء بها قبل الولادة، ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) على هذا الطلب".

أخذت الأم، التي كانت في الأسبوع 32 من حملها، ريزدبلام يوميًا لمدة ستة أسابيع، وبدأت الطفلة أيضا بتناول الدواء عندما كانت في حوالي الأسبوع الأول من عمرها، ومن المحتمل أن تواصل تناوله لبقية حياتها.

تشير اختبارات السائل الأمنيوسي ودم الحبل السري عند الولادة إلى أن الدواء كان يصل إلى الجنين، مقارنة بالأطفال الآخرين المولودين بنفس الحالة، حيث كانت لدى الطفلة مستويات أعلى من بروتين SMN في الدم، وأظهرت مستويات أقل من تلف الأعصاب.

ولم تظهر الطفلة أي علامات لضعف العضلات ولديها تطور عضلي طبيعي، و "هذا بالطبع مريح جدًا"، كما يقول فينكل، الذي يوصي بمراقبة الطفلة مدى الحياة.

على الرغم من أن الدراسة تتعلق بفرد واحد فقط، إلا أنها تسلط الضوء على "مدى أهمية العلاج المبكر"، كما تقول فارار.

والنتيجة الإيجابية تفتح الباب لدراسات أكبر لمعرفة ما إذا كان يمكن تكرار النتائج، كما تقول، كما أنها تثير إمكانية علاج حالات وراثية أخرى في الرحم عندما يكون العلاج بعد الولادة غير كافٍ، كما يقول فينكل.

 بحسب الدراسة، الرضع لديهم القدرة على تشفير الذكريات بدءًا من عمر السنة
بحسب الدراسة، الرضع لديهم القدرة على تشفير الذكريات بدءًا من عمر السنة

سنواتنا الأولى هي فترة تعلم سريع، ومع ذلك لا نستطيع تذكر تجارب محددة من تلك الفترة، وهي ظاهرة تُعرف بالنسيان الطفولي.

تحدت دراسة جديدة الافتراضات المتعلقة بذاكرة الأطفال، حيث أظهرت أن العقول الصغيرة تشكل ذكريات بالفعل.

ومع ذلك، يبقى السؤال: لماذا تصبح هذه الذكريات صعبة الاسترجاع لاحقًا في الحياة؟

يصبح الأطفال في السنة الأولى من عمرهم متعلمين استثنائيين، يتعلمون اللغة، والمشي، والتعرف على الأشياء، وفهم الروابط الاجتماعية، وأمور أخرى كثيرة.

ومع ذلك، لا نتذكر أيًا من تلك التجارب، فما يجري هو نوع من التفاوت بين هذه المرونة المدهشة وقدرتنا على التعلم التي نملكها.

افترض سيغموند فرويد، مؤسس التحليل النفسي، أن الذكريات المبكرة يتم قمعها، على الرغم من أن العلم قد تجاهل منذ ذلك الحين فكرة عملية القمع النشطة.

بدلاً من ذلك، تركز النظريات الحديثة على الهيبوكامبوس Hippocampus، وهو جزء من الدماغ حاسم للذاكرة العرضية، والذي لا يتطور بشكل كامل في الطفولة.

لكن فريق الباحثين بقيادة نيك ترك-براون، أستاذ علم النفس في جامعة ييل والمؤلف الرئيسي للدراسة، كان مهتمًا بالأدلة من الأبحاث السلوكية السابقة.

وبما أن الأطفال لا يمكنهم الإبلاغ عن الذكريات شفهيًا قبل اكتساب اللغة، فإن ميلهم إلى التحديق لفترة أطول في الأشياء المألوفة يوفر تلميحات هامة.

أظهرت الدراسات الحديثة على القوارض التي تراقب النشاط الدماغي أيضًا أن أنماط الخلايا التي تخزن الذكريات تتشكل في الهيبوكامبوس عند الأطفال الرضع ولكن تصبح غير قابلة للوصول مع مرور الوقت، رغم أنه يمكن إيقاظها صناعيًا من خلال تقنية تستخدم الضوء لتحفيز الخلايا العصبية.

لكن حتى الآن، كان الجمع بين ملاحظات الأطفال الرضع وتصوير الدماغ بعيد المنال، حيث أن الأطفال معروفون بعدم تعاونهم عندما يتعلق الأمر بالجلوس ثابتين داخل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي ، الجهاز الذي يتتبع تدفق الدم لـ "رؤية" النشاط الدماغي.

لتجاوز هذا التحدي، استخدم فريق ترك-براون الطرق التي طورها مختبره على مر السنين، بالعمل مع العائلات لإدخال اللهايات، والبطانيات، والدُمى المحشوة؛ وتثبيت الأطفال باستخدام الوسائد؛ واستخدام أنماط خلفية للحفاظ على انتباههم.

اكتشفوا أن الأطفال الذين حققوا أفضل النتائج في مهام الذاكرة أظهروا نشاطًا أكبر في الهيبوكامبوس.

وأوضح الفريق أن ما يمكنهم استنتاجه من الدراسة هو أن الرضع لديهم القدرة على تشفير الذكريات العرضية في الهيبوكامبوس بدءًا من حوالي عمر السنة."

لكن ما يزال غير واضح ما الذي يحدث لتلك الذكريات المبكرة.

ربما لم يتم دمجها بالكامل في التخزين طويل المدى، أو ربما تستمر لكنها تصبح غير قابلة للوصول.

يشتبه ترك-براون في الخيار الثاني وهو الآن يقود دراسة جديدة لاختبار ما إذا كان الأطفال الرضع، والصغار، والأطفال يمكنهم التعرف على مقاطع فيديو تم تسجيلها من منظورهم كرضع.

تشير النتائج المبكرة، والتجريبية، إلى أن هذه الذكريات قد تستمر حتى حوالي سن الثالثة قبل أن تبدأ بالتلاشي.

ويشعر الفريق بقيادة ترك-براون بالفضول بشكل خاص لاحتمالية أن يتم إعادة تنشيط مثل هذه الذكريات في وقت لاحق من الحياة.