تورين يقل مع التقدم في العمر
| Source: pexels.com

قد يُعتقد أن تقدم الإنسان في العمر هو تسلسل تدريجي من التغيرات البيولوجية من البيضة إلى القبر. 

لكن هل استيقظت في صباح أحد الأيام، نظرت إلى المرآة، وتساءلت متى كبرت فجأة بهذا الشكل؟.

وفقًا لموقع ساينس أليرت، فإن البشر يمرون بفترتين حادتين من التقدم في العمر، الأولى في منتصف الأربعينات، والثانية في أوائل الستينات.

يعد التقدم في العمر أمرًا معقدًا، ويرتبط بزيادة مخاطر الأمراض من جميع الأنواع.

وبحث عالم الوراثة مايكل سنايدر من جامعة ستانفورد، وزملاؤه في بيولوجيا الشيخوخة لفهم التغيرات التي تحدث وكيفية حدوثها بشكل أفضل، بهدف التخفيف من هذه الأمراض ومعالجتها.

ولتحقيق هذا الهدف، قام الفريق بتتبع مجموعة من 108 أشخاص من البالغين الذين كانوا يتبرعون بعينات بيولوجية كل بضعة أشهر على مدار عدة سنوات.

لاحظ الفريق أنه في بعض الحالات مثل مرض الزهايمر وأمراض القلب والأوعية الدموية، لا يرتفع الخطر بشكل تدريجي مع مرور الوقت، بل يتصاعد بسرعة بعد سن معين. لذلك أرادوا أن يلقوا نظرة فاحصة على المؤشرات البيولوجية للشيخوخة ليروا ما إذا كانوا يستطيعون تحديد التغيرات ذات الصلة.

باستخدام العينات، تتبع الباحثون أنواعًا مختلفة من الجزيئات البيولوجية. وتشمل الجزيئات لتي تم دراستها الحمض النووي الريبوزي (RNA)، البروتينات، الدهون، وكذلك الميكروبيوم في الأمعاء، الجلد، الأنف، والفم، بإجمالي 135239 خاصية بيولوجية.

قدّم كل مشارك 47 عينة على مدار 626 يومًا، وكان أطول المشاركين في الدراسة قد قدّم 367 عينة. لاحظ الفريق أن هناك تغييرًا واضحًا جدًا في أكثر من 80 بالمئة من الجزيئات المختلفة في جسم الإنسان في مرحلتين متميزتين. اذ بلغت التغيرات ذروتها في منتصف الأربعينات، ومرة أخرى في أوائل الستينات، مع بعض الاختلافات في الأنماط.

أشارت ذروة منتصف الأربعينات إلى تغييرات في الجزيئات المتعلقة بتمثيل الدهون، والكافيين، والكحول، فضلاً عن أمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات في الجلد والعضلات.

أما ذروة أوائل الستينات فكانت مرتبطة بتمثيل الكربوهيدرات والكافيين، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والجلد والعضلات، وتنظيم المناعة، ووظيفة الكلى.

أطعمة صحية
حمية إذا اتبعتها في سن الأربعين قد تؤثر على مدى صحتك في السبعين
قالت دراسة جديدة  إن اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، والدهون غير المشبعة في منتصف العمر يمكن أن يعزز الصحة العقلية والجسدية والإدراكية للإنسان في العقود اللاحقة من عمره، حسب شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية.

الذروة الأولى، في منتصف الأربعينات، هي عادة عندما تبدأ النساء في الخضوع لمرحلة انقطاع الطمث أو ما قبل انقطاع الطمث، لكن الباحثين استبعدوا هذا كعامل رئيسي، حيث أن الرجال أيضًا شهدوا تغيرات جزيئية كبيرة في ذات السن.

أوضح عالم الأيض وكاتب البحث الأول، شياوتاو شين، من جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة "هذا يشير إلى أنه بينما قد تساهم مرحلة انقطاع الطمث أو ما قبل انقطاع الطمث في التغيرات التي لوحظت في النساء في منتصف الأربعينات، من المحتمل أن هناك عوامل أخرى أكثر أهمية تؤثر في هذه التغيرات في كل من الرجال والنساء."

يشير الباحثون إلى أن حجم عينتهم صغير نسبياً، وأنهم اختبروا عينات بيولوجية محدودة من أشخاص تتراوح أعمارهم بين 25 و 70 عامًا.

وتقول الدراسة أنه يمكن أن تساعد الأبحاث المستقبلية في التعمق أكثر في هذا الظاهرة، ودراستها بتفصيل أكبر عبر مجموعة أكبر من الأفراد، لفهم أفضل لكيفية تغير الجسم البشري مع مرور الوقت.

 بحسب الدراسة، الرضع لديهم القدرة على تشفير الذكريات بدءًا من عمر السنة
بحسب الدراسة، الرضع لديهم القدرة على تشفير الذكريات بدءًا من عمر السنة

سنواتنا الأولى هي فترة تعلم سريع، ومع ذلك لا نستطيع تذكر تجارب محددة من تلك الفترة، وهي ظاهرة تُعرف بالنسيان الطفولي.

تحدت دراسة جديدة الافتراضات المتعلقة بذاكرة الأطفال، حيث أظهرت أن العقول الصغيرة تشكل ذكريات بالفعل.

ومع ذلك، يبقى السؤال: لماذا تصبح هذه الذكريات صعبة الاسترجاع لاحقًا في الحياة؟

يصبح الأطفال في السنة الأولى من عمرهم متعلمين استثنائيين، يتعلمون اللغة، والمشي، والتعرف على الأشياء، وفهم الروابط الاجتماعية، وأمور أخرى كثيرة.

ومع ذلك، لا نتذكر أيًا من تلك التجارب، فما يجري هو نوع من التفاوت بين هذه المرونة المدهشة وقدرتنا على التعلم التي نملكها.

افترض سيغموند فرويد، مؤسس التحليل النفسي، أن الذكريات المبكرة يتم قمعها، على الرغم من أن العلم قد تجاهل منذ ذلك الحين فكرة عملية القمع النشطة.

بدلاً من ذلك، تركز النظريات الحديثة على الهيبوكامبوس Hippocampus، وهو جزء من الدماغ حاسم للذاكرة العرضية، والذي لا يتطور بشكل كامل في الطفولة.

لكن فريق الباحثين بقيادة نيك ترك-براون، أستاذ علم النفس في جامعة ييل والمؤلف الرئيسي للدراسة، كان مهتمًا بالأدلة من الأبحاث السلوكية السابقة.

وبما أن الأطفال لا يمكنهم الإبلاغ عن الذكريات شفهيًا قبل اكتساب اللغة، فإن ميلهم إلى التحديق لفترة أطول في الأشياء المألوفة يوفر تلميحات هامة.

أظهرت الدراسات الحديثة على القوارض التي تراقب النشاط الدماغي أيضًا أن أنماط الخلايا التي تخزن الذكريات تتشكل في الهيبوكامبوس عند الأطفال الرضع ولكن تصبح غير قابلة للوصول مع مرور الوقت، رغم أنه يمكن إيقاظها صناعيًا من خلال تقنية تستخدم الضوء لتحفيز الخلايا العصبية.

لكن حتى الآن، كان الجمع بين ملاحظات الأطفال الرضع وتصوير الدماغ بعيد المنال، حيث أن الأطفال معروفون بعدم تعاونهم عندما يتعلق الأمر بالجلوس ثابتين داخل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي ، الجهاز الذي يتتبع تدفق الدم لـ "رؤية" النشاط الدماغي.

لتجاوز هذا التحدي، استخدم فريق ترك-براون الطرق التي طورها مختبره على مر السنين، بالعمل مع العائلات لإدخال اللهايات، والبطانيات، والدُمى المحشوة؛ وتثبيت الأطفال باستخدام الوسائد؛ واستخدام أنماط خلفية للحفاظ على انتباههم.

اكتشفوا أن الأطفال الذين حققوا أفضل النتائج في مهام الذاكرة أظهروا نشاطًا أكبر في الهيبوكامبوس.

وأوضح الفريق أن ما يمكنهم استنتاجه من الدراسة هو أن الرضع لديهم القدرة على تشفير الذكريات العرضية في الهيبوكامبوس بدءًا من حوالي عمر السنة."

لكن ما يزال غير واضح ما الذي يحدث لتلك الذكريات المبكرة.

ربما لم يتم دمجها بالكامل في التخزين طويل المدى، أو ربما تستمر لكنها تصبح غير قابلة للوصول.

يشتبه ترك-براون في الخيار الثاني وهو الآن يقود دراسة جديدة لاختبار ما إذا كان الأطفال الرضع، والصغار، والأطفال يمكنهم التعرف على مقاطع فيديو تم تسجيلها من منظورهم كرضع.

تشير النتائج المبكرة، والتجريبية، إلى أن هذه الذكريات قد تستمر حتى حوالي سن الثالثة قبل أن تبدأ بالتلاشي.

ويشعر الفريق بقيادة ترك-براون بالفضول بشكل خاص لاحتمالية أن يتم إعادة تنشيط مثل هذه الذكريات في وقت لاحق من الحياة.