غلاف الكتاب "تناول طعامًا أفضل، ونم بشكل أفضل"
غلاف الكتاب "تناول طعامًا أفضل، ونم بشكل أفضل"

تناول الطعام الدهني يمكن أن يبقيك مستيقظًا في الليل، ولكن هل يساعد الطعام الجيد في النوم؟ الإجابة هي نعم، وفقًا لماري-بيير سانت-أونج، مديرة مركز كولومبيا للتميز في أبحاث النوم والساعة البيولوجية.

تقول إن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا عالي الألياف يذكرون أنهم ينامون بشكل أفضل. المكسرات، والبذور، وبعض الحبوب تحتوي على الميلاتونين، والمركبات الموجودة في الفواكه والخضروات ذات الألوان الزاهية تدعم الراحة العميقة.

كتابها الجديد "تناول طعامًا أفضل، ونم بشكل أفضل" يحتوي على خطة وجبات لمدة 28 يومًا يمكن أن تساعدك على تحقيق هذا الهدف.

سانت-أونج شاركت في تأليف الكتاب مع كات كرادوك، رئيسة تحرير مجلة الطعام "Saveur". كما أن الوصفات مصممة لتعريف الناس بمكونات وأطباق جديدة، لذلك لا تحتاج إلى تناول ذات الطعام كل يوم لتحصل على راحة جيدة.

أظهرت بيانات من دراسات سكانية واسعة النطاق أن تناول الكثير من الدهون المشبعة والكربوهيدرات البسيطة جعل من الصعب الحصول على نوم عميق ومريح.

وكانت الحقيقة العكسية صحيحة أيضًا، فالأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم، على سبيل المثال، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسمنة.

وقالت سانت-أونج: "إنها دورة من النوم السيئ الذي يؤدي إلى اختيارات غذائية سيئة، ومن ثم تدني جودة النظام الغذائي الذي يعزز المزيد من النوم السيئ".

إذا كان الطعام السيئ يمكن أن يجعلك مستيقظًا، تساءلت، فهل يمكن للطعام الجيد أن يساعدك على النوم؟

الإجابة هي نعم، اذ تعكس وصفات الكتاب نتائج أبحاثها التي أظهرت أن الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية غنية بالألياف ينامون بشكل أفضل، وتعتمد الأطباق بشكل كبير على ما أسمته المكونات التي تدعم النوم.

المكسرات والبذور والحبوب الكاملة مثل الشعير والحنطة السوداء والكاشا ) نوع من الحبوب المصنوعة من الحنطة السوداء) تحتوي على الميلاتونين، وهو مركب ينتجه الجسم طبيعيًا لتنظيم الساعة البيولوجية.

وتشير الأبحاث إلى أن الخصائص المضادة للالتهابات للزنجبيل والكركم تحسن جودة النوم، كما يفعل الفيتوكيميكالز في الفواكه والخضروات ذات الألوان الزاهية مثل القرع والكرز والموز والطماطم الكبيرة.

بالإضافة إلى خصائص المكونات الخاصة، فإن الجمع بين بعض الأطعمة هو المفتاح لتحفيز الجسم على إنتاج الهرمونات التي يحتاجها للنوم والبقاء نائمًا.

فالتربتوفان، على سبيل المثال، هو حمض أميني أساسي يوجد فقط في الطعام، لكنه يحتاج إلى مغذيات مثل المغنيسيوم والزنك وفيتامينات B لتحويله إلى ميلاتونين وسيروتونين.

وأشارت سانت-أونج إلى أن الناس لا ينبغي أن يتوقعوا أن يغرقوا في النوم مباشرة بعد تناول بعض المكونات في العشاء. اذ يجب أن يتم معالجة الطعام أولاً، حيث تتحول المغذيات بمرور الوقت إلى مركبات كيميائية قبل امتصاصها.

وقالت: "الأمر يتعلق بالتأكد من أن لديك نظامًا غذائيًا صحيًا طوال اليوم لتكون المغذيات جاهزة".

تم تطوير الوصفات لكل وجبة من اليوم، بالإضافة إلى الوجبات الخفيفة والحلويات، كما قال المؤلفان. ثم قاما بتنظيمها في خطة وجبات لمدة 28 يومًا مصممة لتحسين نومك.

قالت كرادوك إن تطوير الوصفات جاء بشكل طبيعي لأن الأبحاث أكدت استخدام مجموعة متنوعة من الأطعمة التي تحب الطهي بها على أي حال. وكان التحدي في التأكد من أن الوصفات تتوافق مع المتطلبات الغذائية.

مع العديد من المخططات والأبحاث العلمية، يعد الكتاب دليلًا عمليًا لتحسين نظامك الغذائي بشكل عام. لكن كرادوك قالت إنه يقدم أيضًا للناس مكونات وأطباق دولية ليفكروا بما يتجاوز ما يأكلونه يوميًا.

وقالت: "إذا حفرتم أعمق قليلًا ونظرتم بعيدًا قليلاً، ستجدون مكونات صحية ولذيذة ومثيرة من العديد من الثقافات قد تكون موجودة في حديقة منزلنا".

 بحسب الدراسة، الرضع لديهم القدرة على تشفير الذكريات بدءًا من عمر السنة
بحسب الدراسة، الرضع لديهم القدرة على تشفير الذكريات بدءًا من عمر السنة

سنواتنا الأولى هي فترة تعلم سريع، ومع ذلك لا نستطيع تذكر تجارب محددة من تلك الفترة، وهي ظاهرة تُعرف بالنسيان الطفولي.

تحدت دراسة جديدة الافتراضات المتعلقة بذاكرة الأطفال، حيث أظهرت أن العقول الصغيرة تشكل ذكريات بالفعل.

ومع ذلك، يبقى السؤال: لماذا تصبح هذه الذكريات صعبة الاسترجاع لاحقًا في الحياة؟

يصبح الأطفال في السنة الأولى من عمرهم متعلمين استثنائيين، يتعلمون اللغة، والمشي، والتعرف على الأشياء، وفهم الروابط الاجتماعية، وأمور أخرى كثيرة.

ومع ذلك، لا نتذكر أيًا من تلك التجارب، فما يجري هو نوع من التفاوت بين هذه المرونة المدهشة وقدرتنا على التعلم التي نملكها.

افترض سيغموند فرويد، مؤسس التحليل النفسي، أن الذكريات المبكرة يتم قمعها، على الرغم من أن العلم قد تجاهل منذ ذلك الحين فكرة عملية القمع النشطة.

بدلاً من ذلك، تركز النظريات الحديثة على الهيبوكامبوس Hippocampus، وهو جزء من الدماغ حاسم للذاكرة العرضية، والذي لا يتطور بشكل كامل في الطفولة.

لكن فريق الباحثين بقيادة نيك ترك-براون، أستاذ علم النفس في جامعة ييل والمؤلف الرئيسي للدراسة، كان مهتمًا بالأدلة من الأبحاث السلوكية السابقة.

وبما أن الأطفال لا يمكنهم الإبلاغ عن الذكريات شفهيًا قبل اكتساب اللغة، فإن ميلهم إلى التحديق لفترة أطول في الأشياء المألوفة يوفر تلميحات هامة.

أظهرت الدراسات الحديثة على القوارض التي تراقب النشاط الدماغي أيضًا أن أنماط الخلايا التي تخزن الذكريات تتشكل في الهيبوكامبوس عند الأطفال الرضع ولكن تصبح غير قابلة للوصول مع مرور الوقت، رغم أنه يمكن إيقاظها صناعيًا من خلال تقنية تستخدم الضوء لتحفيز الخلايا العصبية.

لكن حتى الآن، كان الجمع بين ملاحظات الأطفال الرضع وتصوير الدماغ بعيد المنال، حيث أن الأطفال معروفون بعدم تعاونهم عندما يتعلق الأمر بالجلوس ثابتين داخل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي ، الجهاز الذي يتتبع تدفق الدم لـ "رؤية" النشاط الدماغي.

لتجاوز هذا التحدي، استخدم فريق ترك-براون الطرق التي طورها مختبره على مر السنين، بالعمل مع العائلات لإدخال اللهايات، والبطانيات، والدُمى المحشوة؛ وتثبيت الأطفال باستخدام الوسائد؛ واستخدام أنماط خلفية للحفاظ على انتباههم.

اكتشفوا أن الأطفال الذين حققوا أفضل النتائج في مهام الذاكرة أظهروا نشاطًا أكبر في الهيبوكامبوس.

وأوضح الفريق أن ما يمكنهم استنتاجه من الدراسة هو أن الرضع لديهم القدرة على تشفير الذكريات العرضية في الهيبوكامبوس بدءًا من حوالي عمر السنة."

لكن ما يزال غير واضح ما الذي يحدث لتلك الذكريات المبكرة.

ربما لم يتم دمجها بالكامل في التخزين طويل المدى، أو ربما تستمر لكنها تصبح غير قابلة للوصول.

يشتبه ترك-براون في الخيار الثاني وهو الآن يقود دراسة جديدة لاختبار ما إذا كان الأطفال الرضع، والصغار، والأطفال يمكنهم التعرف على مقاطع فيديو تم تسجيلها من منظورهم كرضع.

تشير النتائج المبكرة، والتجريبية، إلى أن هذه الذكريات قد تستمر حتى حوالي سن الثالثة قبل أن تبدأ بالتلاشي.

ويشعر الفريق بقيادة ترك-براون بالفضول بشكل خاص لاحتمالية أن يتم إعادة تنشيط مثل هذه الذكريات في وقت لاحق من الحياة.