التجربة أجريت على الفئران وتفتح الباب مستقبلا للتجارب البشرية
باحثة في مختبر علمي (صورة تعبيرية)

كشفت دراسة أسترالية حديثة أن التهاب المهبل البكتيري، الذي يصيب ما يقارب ثلث النساء عالميًا، قد يكون في الواقع عدوى منقولة جنسيًا، مما يستدعي تغييرًا جذريًا في طرق علاجه. 

وحاليًا، يُنظر إلى هذه العدوى على أنها مشكلة صحية تخص المرأة فقط، مما يؤدي إلى عدم علاج الشريك الجنسي، وبالتالي ارتفاع نسبة تكرار الإصابة بعد العلاج.

تقول هانا، إحدى المشاركات في التجربة السريرية التي أُجريت في ملبورن بأستراليا، إنها كانت تعاني من التهاب المهبل البكتيري بشكل متكرر. 

وقالت: "كنت أزور الأطباء وأتلقى المضادات الحيوية، ولكن العدوى كانت تعود دائمًا تقريبًا".

وأضافت: "لم يعد الأمر يستحق حتى زيارة الطبيب، لأن العلاج لم يكن فعالًا على المدى الطويل".

ووفقًا للدراسة، فإن 50بالمئة من النساء المصابات بالتهاب المهبل البكتيري يعانين من تكرار العدوى بعد الانتهاء من العلاج بالمضادات الحيوية، وهو العلاج الطبي الموصى به حاليًا.

وأوضحت الباحثة لينكا فودستريل، المؤلفة الرئيسية للدراسة والباحثة في مركز ملبورن للصحة الجنسية بجامعة موناش، أن البكتيريا المسببة لالتهاب المهبل البكتيري يمكن العثور عليها في جلد القضيب والإحليل لدى الرجال، مما يشير إلى أن العدوى قد تكون منقولة جنسيًا، وهو ما يفسر سبب عودة العدوى بشكل متكرر بعد العلاج.

وعندما تم علاج كلا الشريكين في التجربة السريرية باستخدام المضادات الحيوية الفموية والمراهم الموضعية للرجال، انخفض معدل تكرار العدوى بنسبة 60 بالمئة، مما يدعم فرضية أن الالتهاب ينتقل عبر العلاقة الجنسية.

 مضاعفات خطيرة

يمكن أن يسبب التهاب المهبل البكتيري أعراضًا مثل الحكة، الألم أثناء التبول، إفرازات مهبلية بيضاء رقيقة، ورائحة غير طبيعية. ولكن في بعض الحالات، لا تظهر أي أعراض، مما يجعله "عدوًا صامتًا".

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن تجاهل العلاج قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) والأمراض المنقولة جنسيًا. 

كما يمكن أن يؤدي إلى التهاب الحوض، الذي يؤثر على قناتي فالوب والمبيضين والرحم، مما يرفع من خطر الإصابة بالعقم لاحقًا.

وفي فترة الحمل، يشكل التهاب المهبل البكتيري خطرًا إضافيًا، حيث قد يؤدي إلى الولادة المبكرة، الإجهاض التلقائي، وانخفاض وزن المولود، مما يجعله مشكلة صحية تتطلب اهتمامًا خاصًا.

وأجريت الدراسة على 164 زوجًا في علاقات أحادية في عدة مراكز صحية بأستراليا، حيث تلقى 81 رجلًا مضادات حيوية فموية لمدة أسبوع، إلى جانب مرهم موضعي للقضيب مرتين يوميًا، بينما تلقت 83 امرأة فقط العلاج التقليدي دون إشراك الشريك.

وقد أظهرت النتائج أن علاج كلا الشريكين أدى إلى انخفاض معدل تكرار الإصابة بالعدوى بشكل كبير، مما دفع الباحثين إلى التوصية باعتبار التهاب المهبل البكتيري عدوى منقولة جنسيًا تتطلب علاجًا مزدوجًا.

ورغم أن الدراسة ركزت على العلاقات المغايرة، فإن الباحثين أشاروا إلى أن النساء في العلاقات المثلية قد ينقلن العدوى لبعضهن البعض أيضًا، إذ أظهرت دراسات سابقة أن معدلات الإصابة بين الأزواج المثليين تكون متشابهة، حيث إما أن تكون العدوى موجودة لدى الطرفين أو غير موجودة على الإطلاق، حسب تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية.

وبحسب الدراسة، لم يجد الرجال أي صعوبة في استكمال العلاج، إذ لم يُبلغ عن آثار جانبية ملحوظة تمنعهم من إكمال الجرعة المقررة.

وقالت الباحثة كاترينا برادشو، المؤلفة المشاركة في الدراسة، إن ما يقارب 300 رجل قد خضعوا للعلاج ضمن الأبحاث الجارية، ولم يتم الإبلاغ عن أي آثار جانبية خطيرة.

وأضافت أن مركز ملبورن للصحة الجنسية قد بدأ بالفعل في تغيير بروتوكولاته العلاجية، حيث أصبح يعالج كلا الشريكين عند اكتشاف الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري.

 بحسب الدراسة، الرضع لديهم القدرة على تشفير الذكريات بدءًا من عمر السنة
بحسب الدراسة، الرضع لديهم القدرة على تشفير الذكريات بدءًا من عمر السنة

سنواتنا الأولى هي فترة تعلم سريع، ومع ذلك لا نستطيع تذكر تجارب محددة من تلك الفترة، وهي ظاهرة تُعرف بالنسيان الطفولي.

تحدت دراسة جديدة الافتراضات المتعلقة بذاكرة الأطفال، حيث أظهرت أن العقول الصغيرة تشكل ذكريات بالفعل.

ومع ذلك، يبقى السؤال: لماذا تصبح هذه الذكريات صعبة الاسترجاع لاحقًا في الحياة؟

يصبح الأطفال في السنة الأولى من عمرهم متعلمين استثنائيين، يتعلمون اللغة، والمشي، والتعرف على الأشياء، وفهم الروابط الاجتماعية، وأمور أخرى كثيرة.

ومع ذلك، لا نتذكر أيًا من تلك التجارب، فما يجري هو نوع من التفاوت بين هذه المرونة المدهشة وقدرتنا على التعلم التي نملكها.

افترض سيغموند فرويد، مؤسس التحليل النفسي، أن الذكريات المبكرة يتم قمعها، على الرغم من أن العلم قد تجاهل منذ ذلك الحين فكرة عملية القمع النشطة.

بدلاً من ذلك، تركز النظريات الحديثة على الهيبوكامبوس Hippocampus، وهو جزء من الدماغ حاسم للذاكرة العرضية، والذي لا يتطور بشكل كامل في الطفولة.

لكن فريق الباحثين بقيادة نيك ترك-براون، أستاذ علم النفس في جامعة ييل والمؤلف الرئيسي للدراسة، كان مهتمًا بالأدلة من الأبحاث السلوكية السابقة.

وبما أن الأطفال لا يمكنهم الإبلاغ عن الذكريات شفهيًا قبل اكتساب اللغة، فإن ميلهم إلى التحديق لفترة أطول في الأشياء المألوفة يوفر تلميحات هامة.

أظهرت الدراسات الحديثة على القوارض التي تراقب النشاط الدماغي أيضًا أن أنماط الخلايا التي تخزن الذكريات تتشكل في الهيبوكامبوس عند الأطفال الرضع ولكن تصبح غير قابلة للوصول مع مرور الوقت، رغم أنه يمكن إيقاظها صناعيًا من خلال تقنية تستخدم الضوء لتحفيز الخلايا العصبية.

لكن حتى الآن، كان الجمع بين ملاحظات الأطفال الرضع وتصوير الدماغ بعيد المنال، حيث أن الأطفال معروفون بعدم تعاونهم عندما يتعلق الأمر بالجلوس ثابتين داخل جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي ، الجهاز الذي يتتبع تدفق الدم لـ "رؤية" النشاط الدماغي.

لتجاوز هذا التحدي، استخدم فريق ترك-براون الطرق التي طورها مختبره على مر السنين، بالعمل مع العائلات لإدخال اللهايات، والبطانيات، والدُمى المحشوة؛ وتثبيت الأطفال باستخدام الوسائد؛ واستخدام أنماط خلفية للحفاظ على انتباههم.

اكتشفوا أن الأطفال الذين حققوا أفضل النتائج في مهام الذاكرة أظهروا نشاطًا أكبر في الهيبوكامبوس.

وأوضح الفريق أن ما يمكنهم استنتاجه من الدراسة هو أن الرضع لديهم القدرة على تشفير الذكريات العرضية في الهيبوكامبوس بدءًا من حوالي عمر السنة."

لكن ما يزال غير واضح ما الذي يحدث لتلك الذكريات المبكرة.

ربما لم يتم دمجها بالكامل في التخزين طويل المدى، أو ربما تستمر لكنها تصبح غير قابلة للوصول.

يشتبه ترك-براون في الخيار الثاني وهو الآن يقود دراسة جديدة لاختبار ما إذا كان الأطفال الرضع، والصغار، والأطفال يمكنهم التعرف على مقاطع فيديو تم تسجيلها من منظورهم كرضع.

تشير النتائج المبكرة، والتجريبية، إلى أن هذه الذكريات قد تستمر حتى حوالي سن الثالثة قبل أن تبدأ بالتلاشي.

ويشعر الفريق بقيادة ترك-براون بالفضول بشكل خاص لاحتمالية أن يتم إعادة تنشيط مثل هذه الذكريات في وقت لاحق من الحياة.