صورة تعبيرية عن الإرهاق خلال يوم عمل
بعض مكملات المغنيسيوم تساهم في علاج الإرهاق (صورة تعبيرية)

يعد المغنيسيوم أحد أكثر المعادن أهمية لصحة الإنسان، لكنه أيضًا من أكثرها غموضًا، إذ أن دوره لا يقتصر على تعزيز صحة العظام فحسب، بل يمتد إلى تنظيم وظائف القلب، ودعم النوم، وتحسين المزاج. 

والمغنيسيوم هو رابع أكثر المعادن وفرة في الجسم، وهو ضروري لأكثر من 300 تفاعل إنزيمي تشمل إنتاج الطاقة، وتنظيم وظائف الأعصاب، والحفاظ على استقرار معدل ضربات القلب. 

ورغم أهميته، فإن نقص المغنيسيوم شائع جدًا، ويرجع ذلك إلى النظام الغذائي المعتمد على الأطعمة المصنعة، والتي تفتقر إلى هذا المعدن الحيوي.

وتظهر الدراسات أن نقص المغنيسيوم قد يؤدي إلى مشاكل مثل الأرق، والقلق، وارتفاع ضغط الدم، والتشنجات العضلية، وحتى ضعف الذاكرة. 

هذا النوع من "المكملات" يباع في محطات الوقود
يُروج له كمكمل غذائي.. تحذيرات من "هيروين محطات الوقود"
شددت إدارة "الغذاء والدواء الأميركية" تحذيراتها للمستهلكين لتجنب شراء أو استهلاك مادة "تيانيبتين" المعروفة باسم "هيروين محطة الوقود"، وهو دواء اصطناعي يُباع عادة في شكل أقراص أو مسحوق ومتاح للشراء عبر الإنترنت وكذلك في المتاجر الصغيرة، ومحطات الوقود ومحلات الدخان. 

لكن مع توفر العديد من مكملات المغنيسيوم في السوق، قد يكون من الصعب معرفة أي منها هو الأنسب لكل شخص، ففي حين يؤكد خبراء صحة أن "مغنيسيوم غلايسينات" هو الحل الأمثل لاضطرابات النوم، يرى آخرون أن مغنيسيوم تورات هو الخيار الأفضل للحفاظ على ضغط الدم. فما الفرق بين هذه الأنواع؟.

للنوم والقلق.. غلايسينات

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم أو القلق المزمن، فإن مغنيسيوم غلايسينات هو الخيار المثالي. 

وهذا النوع من المغنيسيوم مرتبط بحمض الغلايسين، وهو حمض أميني له تأثير مهدئ على الجهاز العصبي، حيث أظهرت الدراسات أن تناوله قبل النوم يمكن أن يساعد في تحسين نوعية النوم وتقليل الأرق، وبالتالي يُعتبر مفيدا بشكل كبير لمن يعانون قلة النوم أو القلق المتكرر.

 لصحة القلب وضغط الدم.. التورات

فيما يتعلق بصحة القلب، يعتبر مغنيسيوم تورات الأفضل،  هذا النوع مرتبط بحمض التورين، وهو مركب مهم لوظائف القلب والأوعية الدموية. 

وتشير الأبحاث إلى أن مكملات المغنيسيوم تورات تساعد في خفض ضغط الدم المرتفع، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.

للطاقة والإرهاق المزمن.. الماليات

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من التعب المزمن، فإن مغنيسيوم ماليات يُعتبر الحل الأمثل. 

وهذا الشكل من المغنيسيوم مرتبط بحمض الماليك، وهو مركب يلعب دورًا رئيسيًا في إنتاج الطاقة داخل الخلايا.

وأظهرت الدراسات أن مغنيسيوم ماليات قد يكون مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من متلازمة التعب المزمن أو الألم العضلي الليفي.

 لصحة الجهاز الهضمي.. السيترات

لأولئك الذين يعانون من الإمساك أو مشاكل الجهاز الهضمي، فإن مغنيسيوم سيترات هو الحل. 

ويعمل هذا النوع كمُلين خفيف، مما يساعد على تحسين حركة الأمعاء، لكن يجب الحذر من الجرعة، حيث أن تناول كمية زائدة منه قد يسبب الإسهال.

للدماغ والذاكرة.. الثريونات

إذا كان الهدف تحسين الذاكرة والتركيز، فإن مغنيسيوم ثريونات هو الخيار الأفضل.

ويتميز هذا النوع بقدرته على عبور الحاجز الدموي الدماغي، مما يجعله فعالًا في دعم وظائف الدماغ.

وأظهرت الأبحاث أن هذا النوع من المغنيسيوم قد يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي، مثل الزهايمر.

سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم
سرطان الرئة هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم

معظمنا سيربط خطر الإصابة بسرطان الرئة بالتدخين أو تلوث الهواء، لكن الباحثين اكتشفوا رابطًا مثيرًا للاهتمام بين هذا المرض وجودة النظام الغذائي.

فقد وجد الباحثون من جامعتي فلوريدا وكنتاكي أن جزيء الغليكوغينglycogen – الذي يخزن السكر البسيط الغلوكوز – قد يعمل كمحرك لبعض أنواع سرطان الرئة.

وقد وُجد أن مستويات الغليكوغين كانت أعلى في عينات الأنسجة البشرية لسرطان الغدة القصبية Lung Adenocarcinoma، وهو النوع المسؤول عن 40 بالمئة من حالات سرطان الرئة حول العالم.

وفي تجارب على الفئران، لاحظ الفريق أن زيادة الغليكوغين ساعدت في نمو السرطان بشكل أسرع، في حين أن تقليل وجوده أدى إلى تباطؤ نمو الأورام.

تعتمد الدراسة الجديدة على تقنية تُعرف باسم التمثيل الغذائي المكاني، والتي تتيح للعلماء تحديد خصائص الجزيئات الصغيرة داخل الأنسجة وفقًا لموقعها.

وفي هذه الحالة، استخدم الفريق منصة مصممة خصيصًا لتحليل الأنسجة.

يقول عالم الأحياء الجزيئية رامون صن من جامعة فلوريدا "وفّرت هذه المنصة عدسة جديدة لرؤية الأمراض، مما مكن الباحثين من اكتشاف أنماط وتفاعلات جزيئية لم تكن معروفة من قبل، وبدقة وعمق ملحوظين في الفهم."

كان الباحثون يدرسون العلاقة بين الغليكوغين وأنواع مختلفة من السرطان منذ فترة، ويبدو أن هذا المصدر من الطاقة يعمل كـ"حلوى" للخلايا السرطانية، يمنحها الوقود اللازم للنمو بسرعة، بما يكفي لتجاوز أنظمة المناعة الطبيعية في أجسامنا.

نعلم أن الغليكوغين يأتي من الكربوهيدرات التي نتناولها، ويُعتبر مصدرًا مهمًا للطاقة يُخزن في العضلات، ويستعين به الجسم أثناء التمارين. في الأساس، هو شكل مُخزن من الغلوكوز غير المستخدم على الفور.

كما يتراكم الغليكوغين بشكل أكبر نتيجة النظام الغذائي الغني بالدهون والكربوهيدرات.

وفي هذه الدراسة، أظهرت الفئران التي تم إطعامها بهذا النوع من النظام الغذائي مستويات أعلى بكثير من نمو سرطان الرئة مقارنة بالفئران التي تناولت أنظمة غذائية غنية بالدهون فقط، أو بالكربوهيدرات فقط، أو حتى نظامًا غذائيًا معتدلًا.

أوضح الفريق أهمية اجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الرئة لدى البشر، لكن يبدو أن هناك نوعًا من الارتباط بالفعل.

ويقول رامون صن "على المدى الطويل، ينبغي أن تعكس استراتيجيتنا في الوقاية من السرطان ما حققته حملات مكافحة التدخين من نجاح، من خلال التركيز بشكل أكبر على التوعية العامة والاستراتيجيات القائمة على السياسات التي تشجع على خيارات غذائية صحية كعنصر أساسي في الوقاية من الأمراض."

من الجدير بالذكر أن مستويات الغليكوغين المرتفعة ظهرت فقط في عينات أنسجة لسرطان الغدة القصبية لدى البشر، ولم تُلاحظ في أنواع أخرى من سرطان الرئة، مثل سرطان الخلايا الحرشفية الرئوي، وهو ما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات.

وفي الوقت الحالي، تعتبر هذه النتائج تذكيرًا بمدى أهمية النظام الغذائي لصحتنا العامة. 

تمامًا كما يُعتقد أن اللحوم الحمراء والمشروبات الكحولية ترفع من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، تقول الدراسة إنه قد نضطر قريبًا إلى إضافة سرطان الرئة إلى قائمة الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.