سقوط طائرة اندونيسية في مطار مشهد- فيديو كاذب
المقطع يتضمن محاكاة رقميّة لتمايل طائرة في الأجواء | Source: Courtesy

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ادعي ناشروه أنه يصوّر لحظة سقوط طائرة إندونيسيّة. 

ويصور الفيديو طائرة وهي تتمايل في الجو على مسافة قريبة من البرّ وترتطم بالأرض، ثم يخرج أشخاص عبر باب الطوارئ.

وعلّق مشاركو الفيديو بالقول "سقوط طائرة اندونيسية في مطار مشهد في إيران.. ونجاة ركابها بأعجوبة".

بيد أن الفيديو ليس له علاقة بما قيل، إذ أنه مركب من جزئين، حيث أراد معدوه مغالطة المتابعين.

الجزء الأول من الفيديو لا يعدو محاكاة رقميّة لتمايل طائرة في الأجواء باستخدام برنامج المحاكاة "X plane 11"، سبق وأن نشر عبر قناة على يوتيوب في مايو 2020.

أما الجزء الثاني فيظهر هبوطاً اضطرارياً في مطار أصفهان في إيران في يناير 2022 لطائرة بوينغ 737-400 قادمة من مشهد وتابعة لشركة طيران إيرانيّة.

وتنتشر على المنصات الاجتماعية العديد من مثل هذه الفيديوهات لإيهام الناس بأن هناك أحداثا غير متوقعة لا تتحدث عنها وسائل الإعلام، قصد جلب المشاركات والمتابعات على تلك الحسابات المشبوهة.
 

في الصورة يظهر بيت ذو قرميد أحمر محاط ببيوت محترقة عن آخرها
في الصورة يظهر بيت ذو قرميد أحمر محاط ببيوت محترقة عن آخرها | Source: social media

أتت الحرائق المشتعلة منذ السابع من يناير الجاري على مساحات واسعة من لوس أنجلوس ثاني كبرى المدن الأميركية وعلى آلاف المباني والمنشآت.

في هذا السياق، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قيل إنها تُظهر بيتا لعائلة مسيحية مؤمنة هو "الوحيد الذي لم يحترق" بين البيوت المجاورة.

يظهر في الصورة، التي تبدو ملتقطة من الجوّ، بيت ذو قرميد أحمر محاط ببيوت محترقة عن آخرها، وهو سليم.

وجاء في التعليقات المرافقة، بلغات عدّة حول العالم، أن البيت يعود لعائلة مسيحية مؤمنة يضم الثوب الأرجواني المغمور بالماس المقدس، ونجا بفضل ذلك، ودون غيره من البيوت المجاورة، من الحرائق.

لكن هذه الصورة ليست حقيقية. فوضع الصورة على محرّك "غوغل لانس" يترافق مع تعليق يشير إلى أنها مولّدة بالذكاء الاصطناعي.

إضافة إلى ذلك، أظهر تحليل الصورة بأداة "Invid" التي ساهمت وكالة فرانس برس في تصميمها، أنها قد تكون مولّدة بالذكاء الاصطناعي بنسبة 76 في المئة.

وقالت مصورة وكالة فرانس برس سيسلسيا سانشيز التي عملت في تغطية حرائق لوس أنجلوس "يبدو لي أن هذه الصورة ليست حقيقية، بل هي مولّدة بالذكاء الاصطناعي".

وقال زميلها في فرانس برس ديفيد سوانسون "لقد طرت في مروحيّة فوق المنطقة المنكوبة في العاشر من يناير، ولم أر هذا المنزل"، مرجحاً هو الآخر أن تكون مولّدة بالذكاء الاصطناعي.

وللمفارقة، فإن هذين المصوّرين سبق أن التقطا بالفعل صوراً لبيت نجا وحده من الحريق في منطقة منكوبة في لوس أنجلوس.

وسبق أن انتشرت في الأيام الماضية صورة قيل إنها تُظهر مركزا إسلاميا نجا من الحرائق في لوس أنجلوس دون غيره من المباني المجاورة.

لكن تبيّن أن الصورة ليست مصوّرة أصلا لا في لوس أنجلوس ولا خلال هذه الكارثة، بل وزعتها وكالة فرانس برس في العام 2023 من هاواي.

وبحسب مصوّري وكالة فرانس برس، تُظهر الصورة الملتقطة من الجوّ منزلا نجا من الحرائق في لاهانيا في جزيرة هاواي.

وآنذاك نقلت وسائل إعلام محليّة عن مالكي المنزل المبنيّ قبل نحو مئة سنة أنه نجا بفضل سقفه الحديدي الذي حال دون اشتعال النار فيه، إضافة لبناء سور حجري حوله ونزع الشجيرات من محيطه، علما أنه مبنيّ من الخشب. 

وحينها، في أغسطس 2023، اندلعت حرائق في بلدة لاهينا في جزيرة ماوي إحدى جزر هاواي، أسفرت عن مقتل 110 أشخاص على الأقل.