هذا النوع من السحب يعرف باسم "السحابة العدسية"
هذا النوع من السحب يعرف باسم "السحابة العدسية"

عقب الزالزل المدمر الذي ضرب مناطق واسعة من تركيا وسوريا ونجم عنه وفاة وإصابة عشرات آلاف الضحايا، انتشرت مقاطع فيديو وصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي لغيوم وسحب بأشكال فنية حصدت الكثير من الإعجابات والتعليقات.

ومن بين تلك المواد المصورة، انتشر فيديو قال ناشروه إنه  لظهور غيمة بيضاء في سماء حلب، شمالي سوريا، على شكل كفّين مضمومتين تبتهلان بالدعاء.

ويصوّر الفيديو جمعا من الناس يشخصون بأبصارهم نحو السماء التي تظهر فيها صورة لكفّين مضمومين، فيما تعلو أصوات الذهول.

وجاء في التعليقات المرافقة أن هذه المشاهد مصوّرة في حلب، وأضافت منشورات أخرى "السماء تتوسّل لربّ العالمين".

ورغم أن هناك الكثير ممن صدقوا محتوى الفيديو، بيد أن هذا المقطع غير صحيح وجرى تركيبه وإعداده، إذ التفتيش عنه عبر محركات البحث إلى النسخة الأصليّة منه، والمنشورة في حساب على منصة "تيك توك" ويعود لصانع محتوى يعرّف عن نفسه أنه فسلطيني من غزّة، وفقا لما ذكرته فرانس برس.

الفيديو غير صحيح

وعمد ناشرو الفيديو إلى إزالة الجزء السفلي منه في محاولة لإخفاء المصدر الأساسي.

إلى ذلك، نشر صاحب الحساب مقاطع فيديو عدة مستخدما صورة اليدين ذاتها، ما يؤكد أن الفيديوهات مركّبة ولا تمت للحقيقة بصلة.

من جهة أخرى، حاول صحافيو خدمة تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس  التواصل مع صاحب الحساب، من دون أن يتلقوا أي رد.

"السحابة الوردية"

وفي سياق متصل، تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي لصور ومقاطع مرئية لسحابة وردية قيل إنها نجمت جراء الغبار الكثيف الناجم عن الأنقاض والغبار الذي أثار ته قوة الزالزل المدمر.

وأعرب الكثير منهم من إعجابهم بتلك "اللوحة الفنية" رغم أنها نجمت عن واقعة مأساوية، وحصدت آلاف الإعجابات والمشاركات والتعليقات.

هذا النوع من السحب يعرف باسم "السحابة العدسية"

ولكن تلك الصور والمقاطع ليست حديثة، ولم يتسبب بها الزلزال، بل هي صورة لسحابة تشكلت ضمن ظاهرة تعرف بـ"السحابة العدسية".

وكانت تلك السحابة قد تشكلت في سماء مدينة بورصة خلال الشهر الماضي، قبل حدوث الزلزال بأيام كثيرة.

ويعرف هذا النوع من السحب باسم "السحابة العدسية"، وهي تتشكل عندما يكون الهواء مستقرا وتهب الرياح عبر التلال والجبال من نفس الاتجاه أو ما شابه على ارتفاعات مختلفة عبر طبقة التروبوسفير. 

واشتق اسم الغيوم العدسية من الكلمة اللاتينية "Altocumulus lenticularis" ، والتي تُترجم إلى "شبه العدسة".
وتمتاز هذه السحابة بمظهرها المنحني الذي يشبه الصحن الطائر، وعادة ما توجد على ارتفاعات تتراوح بين 6400 و 16500 قدم.
 

مشهد عام لمدينة تل أبيب - صورة تعبيرية. أرشيف
مشهد عام لمدينة تل أبيب - صورة تعبيرية. أرشيف

بعد الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران، مساء الثلاثاء، على إسرائيل، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي، فيديو زعموا أنه لـ"احتراق ناطحة سحاب في تل أبيب بفعل الصواريخ الإيرانية"، فما حقيقة الفيديو المتداول؟.

ويظهر الفيديو ناطحة سحاب تخرج منها ألسنة نيران ودخان أسود كثيف. وجاء في التعليق المرافق: "ما لم تروه في الإعلام.. تل أبيب تحترق".

جاء في التعليق المرافق "ما لم تروه في الإعلام… تل أبيب تحترق"

هجوم إيراني على إسرائيل

وقال الحرس الثوري الإيراني، إن الهجوم الأخير يأتي "ردا" على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران في ضربة نسبت إلى إسرائيل، أواخر يوليو، والأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة الماضي، وكان معه يومها قائد فيلق القدس الإيراني في لبنان، عباس نيلفوروشان.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن إيران ارتكبت "خطأ جسيما" بقصفها إسرائيل، متوعدا إياها بأنها "ستدفع ثمن" هذا القصف.

وللمرة الأولى، استخدمت إيران صواريخ فرط صوتية خلال هذا الهجوم الذي أطلق عليه اسم "الوعد الصادق 2"، حسب وسائل إعلام إيرانية.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الصاروخي "ستكون له عواقب"، وأن إسرائيل سترد على إيران في الوقت والزمان اللذين تقررهما.

وقالت واشنطن التي ساعدت حليفتها في اعتراض الصواريخ، إن إيران ينبغي أن تتحمل "عواقب" هجومها، مشددة على أنها ستنسق مع المسؤولين الإسرائيليين الرد.

حقيقة الفيديو

بالعودة إلى الفيديو المتداول، فإنه لا يمت إلى هذا الهجوم بصلة.

فبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، يمكن العثور على نسخ عدة عنه ولقطات منشورة قبل سنوات. وجاء في التعليقات المرافقة أنه يظهر حريقا في مقر شركة اتصالات صينية.

كما يمكن العثور على مقاطع مشابهة للحريق نفسه نشرتها وسائل إعلام في سبتمبر 2022، مشيرة إلى أن الحريق وقع في مقر شركة الهاتف "تشاينا تليكوم".

ويمكن العثور على المبنى الظاهر في المقاطع على خدمة خرائط بايدو الصينية.

وفي 16 سبتمبر 2022، شب حريق كبير في ناطحة سحاب في مدينة تشانغشا بوسط الصين، ولم يخلف ضحايا.

وطال الحريق مقر شركة الهاتف "تشاينا تليكوم" في تشانغشا، التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة وهي عاصمة مقاطعة خونان.

وأظهرت صور بثتها محطة "سي سي تي في" العامة، ألسنة لهب ضخمة وقوية تجتاح جانبا كاملا من المبنى المكون من 42 طابقا ويرتفع 218 مترا.

وقال جهاز الإطفاء في المقاطعة على شبكة "ويبو" الاجتماعية حينها، إنه "وفقا لتحقيق أولي" بدأ الحريق "في جدار خارجي للمبنى".