انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخرا، مقطع فيديو قيل إنّه يُظهر رجل دين سعودي يُعلن "الاعتراف بالمذهب الشيعي"، وذلك في غمرة التقارب بين السعودية وإيران بعد سنوات من القطيعة.
وجاء في التعليقات المرافقة "السعودية تعترف بالمذهب الشيعي"، أو "أخيرا المملكة العربية السعودية اعترفت رسميا بالمذهب الشيعي".
لكن المقطع مجتزأ من فيديو قديم يهاجم ما يعتبرها مطالب للشيعة في السعودية.
ويظهر في من يبدو أنه رجل دين يقرأ نصا أمامه معددا "الإقرار بالمذهب الشيعي، والإعلان عنه رسميا في أجهزة الدولة، ووضع منهج دين موحد…"، بما يوحي وكأنه يتلو مقررات.
ويشكل الشيعة، الذي يشكون التهميش منذ فترة طويلة، بين 10 إلى 15 بالمئة من سكان السعودية البالغ عددهم 33 مليون شخص.
ويقول العديد منهم إنهم ضحية التنافس بين السعودية وإيران، لكن وبينما وقعت الرياض وطهران اتفاقا لاستئناف العلاقات الدبلوماسيّة يتيح إعادة فتح سفارتي البلدين بحلول منتصف مايو وتنفيذ اتفاقيات التعاون الاقتصادي والأمني الموقعة منذ أكثر من 20 عاما، ظهرت هذه المنشورات التي تتحدّث عن "اعتراف سعودي بالمذهب الشيعي".
الحقيقة
في الواقع، المقطع منشور قبل سنوات طويلة، ولا شأن له بالمستجدات الأخيرة بين الرياض وطهران، عدا عن أنه مجتزأ من فيديو أطول، سياقُه مختلف تماما.
فالفيديو الأصلي المتوفر على موقع يوتيوب منذ ثماني سنوات، والمنشور على قناة الشيخ إبراهيم الزبيدي، يحمل عنوان "المخطط الشيعي في بلاد الحرمين".
ولدى الاطلاع على مضمون كلام الشيخ فيه، يمكن ملاحظة أنه عدد هذه النقاط على أنها "مطالب شيعية يريدون تحقيقها في بلدنا (..) مثلما حققوها في بلاد مجاورة".
ويمكن ملاحظة أنه وضع هذه النقاط وغيرها ضمن ما يراه "مؤامرة" يحذر منها، بخلاف ما يفهم من كلامه المجتزأ في المقطع المتداول.