لقطة من الفيديو المتداول
لقطة من الفيديو المتداول

انتشر خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، على مواقع إخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو ادعى ناشروه أنّه يصوّر اشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم.

ويصوّر الفيديو آليات عسكريّة في شارع ليلاً، ويسمع صوت إطلاق نار. وكتب في التعليق المرافق "اشتباكات بالأسلحة الثقيلة وسط شوارع العاصمة السودانية الخرطوم".

إلا أنّ الادعاء خطأ، فالفيديو ملتقط قبل شهرين على أنّه لمداهمة عصابة مخدّرات في ليبيا.

كما جاء الفيديو في منشور آخر مصحوبا بعنوان: "القوات الخاصة السودانية تواصل دك ما تبقى من جيوب للميليشيا الإرهابية بالعاصمة الخرطوم".

المنشور زعم رصد تحركات للقوات الخاصة السودانية

ويأتي انتشار هذا الفيديو في وقت تتواصل فيه المعارك بالأسلحة الثقيلة في الخرطوم لليوم الثالث بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان حميدتي، التي أدت إلى مقتل حوالى مئة مدني، حتى الاثنين.

وتغرق العاصمة منذ السبت في رائحة البارود، وترتفع منها أعمدة دخان أسود كثيف. كما لازم السكان منازلهم، وسط انقطاع التيار الكهربائي والمياه عن المنازل.

وكان التوتر كامناً منذ أسابيع بين البرهان وحميدتي اللذين أطاحا معاً المدنيين عن السلطة خلال انقلاب في أكتوبر 2021، قبل أن يستحيل هذا التصعيد في الخلافات السياسية، إلى مواجهات السبت.

وينتشر مقاتلون باللباس العسكري مدجّجون بالأسلحة في شوارع العاصمة التي تملأها أيضا الآليات العسكرية.

فيديو قديم

إلا أنّ الفيديو المتداول والمنتشر على نطاق واسع لا يمتّ لهذه التطوّرات بصلة.

فقد أظهر البحث عنه، بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، أنّه منشور قبل نحو شهرين في 13 فبراير 2023، على أنّه لاشتباك مع عصابات المخدّرات والخمور في منطقة الوحيشي في ليبيا.

ونشرت آنذاك القوات المسلّحة مقطع فيديو لتفاصيل هذه العمليّة، بحسب "فرانس برس".

أطفال يلعبون وسط الدمار في غزة (أرشيفية)
أطفال يلعبون وسط الدمار في غزة (أرشيفية)

مع استمرار الحرب في قطاع غزة التي تؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى فيها من النساء والأطفال، نشرت صفحات على مواقع التواصل مقطع فيديو قالت إنه لطفلين يبكيان على قبر أمهما التي قضت في قصف إسرائيلي. إلا أن الادعاء خطأ والفيديو المصور قبل أكثر من سنة يظهر طفلين في باكستان بجانب قبر جدتهما.

ويظهر في الفيديو طفلان بجانب قبر. وقال الناشرون إنه مصور في غزة لطفلين يبكيان مقتل أمهما بسبب الحرب.

وحظي الفيديو بعشرات آلاف التفاعلات والمشاركات من صفحات عدة على فيسبوك وإنستغرام مع استمرار القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على قطاع غزة التي تسببت بمقتل ما لا يقل عن 41272 شخصا، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس.

حظي الفيديو بعشرات آلاف التفاعلات والمشاركات من صفحات عدة على فيسبوك وإنستغرام

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر، مع شن حماس هجوما تسبب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة.

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو لا يظهر طفلين فلسطينيين على قبر والدتهما في غزة مثلما ادعى مروجو المنشور المضلل.

فالبحث عن مشاهد ثابتة منه يرشد إليه منشورا على حساب تيك توك بتاريخ 29 يوليو سنة 2023 أي قبل أشهر من اندلاع الحرب هناك.

@muzamalakram0

♬ original sound - Muzamal Akram

وفي هذه النسخة، يُسمع حديث الطفلين بلغة غير عربية. وينشر صاحب الحساب مقاطع يظهر فيها مع الطفلين.

إزاء ذلك، تواصل صحفي من فرانس برس مع صاحب الحساب الذي قال إن الفيديو مصور في بلده باكستان، وإن الطفلين ولداه، وإنهما كانا يزوران قبر جدتهما.