البرهان وحميدتي يشغلان أعلى منصبين في مجلس السيادة الحاكم الذي كان يشرف على عملية الانتقال السياسي بعد انقلاب 2021
البرهان وحميدتي يشغلان أعلى منصبين في مجلس السيادة الحاكم الذي كان يشرف على عملية الانتقال السياسي بعد انقلاب 2021

في ظلّ حرب الشائعات المستعرة على صفحات مواقع التواصل السودانيّة، بالتزامن مع المعارك العنيفة بين الجيش وقوّات الدعم السريع هناك، تداولت صفحات وحسابات على موقعي فيسبوك وتويتر، قبل أيام، منشوراً يدّعي مقتل قائد قوات الدّعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي".

لكن الخبر غير صحيح، فقد عاد حميدتي وأدلى بتصريحات لوسائل إعلام عربيّة وعالميّة، بعد ذلك التاريخ.

وتحمل المنشورات صوراً لقائد قوّات الدعم السريع شبه النظاميّة، حميدتي، مرفقة بعبارات تدّعي أنه قُتل في المعارك بين قوّاته وبين الجيش السوداني، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

وحصدت هذه المنشورات انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل، فيما عيون العالم متّجهة إلى السودان منذ اندلاع المواجهات الطاحنة هناك منتصف أبريل الجاري.

صورة للمنشور المتداول

ويأتي ظهور هذه المنشورات فيما تضجّ مواقع التواصل الاجتماعي في السودان، وفي الدول المجاورة، وحول العالم، بسيل من الأخبار المضلّلة، التي زاد من حدّة انتشارها انتحال حسابات على مواقع التواصل صفة حسابات رسميّة تابعة لأحد الطرفين، ومنها حسابات على موقع تويتر تحمل العلامة الزرقاء.

وما زاد من خطر التضليل في المعركة الإلكترونية، تزامنها مع قيام إدارة "تويتر" بتجريد الحسابات من علامات التوثيق الزرقاء المجانية، ومنها تلك العائدة رسمياً للبرهان وقوات الدعم.

وظهرت تبعات هذا الإجراء سريعاً، إذ انتقلت شائعة مقتل حميدتي إلى حساب ينتحل صفة الحساب الرسمي لقوّات الدعم، ويحمل علامة التوثيق، التي باتت متوافرة عبر خدمة الدفع.

لكن الخبر المتداول، في العشرين وفي الحادي العشرين من أبريل، عن مقتل حميدتي غير صحيح.

فعدا أن خبراً من هذا النوع من شأنه أن يثير ضجّة إعلاميّة واسعة على مستوى العالم، بالتناسب مع الاهتمام العالمي بالأزمة السودانية، أدلى حميدتي بتصريحات لوسائل إعلام عربيّة وعالميّة عدّة بعد ذلك التاريخ، منها تصريح مباشر على الهواء مع قناة الحدث في 22 أبريل، أي بعد ظهور الشائعة بيومين، تلتها مقابلة مباشرة مع قناة سكاي نيوز في اليوم التالي.

..والبرهان

وفي السياق ذاته، تداولت صفحات وحسابات على موقعي فيسبوك وتويتر منذ 18 أبريل الجاري منشوراً يدّعي وقوع البرهان في قبضة قوّات الدعم السريع.

لكن الخبر أيضا غير صحيح، فقد أدلى البرهان بتصريحات لوسائل إعلام عربيّة وعالميّة بعد ذلك التاريخ.

اعتقال البرهان.. نموذج آخر للمنشورات غير الصحيحة

وتحمل المنشورات صوراً أو مقاطع مصوّرة يظهر فيها البرهان، مرفقة بعبارات تدّعي أنّه وقع في الأسر لدى قوّات الدّعم السريع.

وخبر من هذا النوع أيضا من شأنه أن يثير ضجّة إعلاميّة واسعة على مستوى العالم،

ومع الاهتمام العالمي بالأزمة السودانية، أدلى البرهان بتصريحات لوسائل إعلام عربيّة وعالميّة عدّة بعد ذلك التاريخ، منها تصريح مباشر على الهواء مع قناة "العربيّة" في 22 أبريل، أي بعد ظهور الشائعة بأياّم.

لقطة من الفيديو المتداول للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعناصر بجيش بلاده
لقطة من الفيديو المتداول للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعناصر بجيش بلاده (youtube)

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، فيديو ادعى ناشروه أنه لـ"زيارة حديثة" قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي "إلى معبر رفح".

وجاء في التعليقات المرافقة: "السيسي يزور الحدود المصرية"، في إشارة إلى أن الزيارة أتت تزامناً مع "خروج تظاهرات عند رفح لرفض مقترح نقل الفلسطينيين لمصر والأردن".

ويأتي انتشار هذا الفيديو، الذي حصد مئات المشاركات على فيسبوك، بالتزامن مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الداعية إلى إعادة توطين الغزيين في دول أخرى، مثل مصر والأردن.

وقال الرئيس المصري، الأسبوع الماضي، إن "ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني هو ظلم لا يمكن أن نشارك فيه". وحذّر مراراً من أن مثل هذه الخطوة "خط أحمر من شأنها أن تهدد الأمن القومي المصري".

حقيقة الفيديو


إلا أن الفيديو المتداول لـ"الزيارة" المزعومة للسيسي إلى معبر رفح، قديم ولا علاقة له بكل هذا، وفق وكالة فرانس برس.

فالتفتيش عن الفيديو عبر محركات البحث، يرشد إلى نسخة أطول منشورة في صفحة الرئاسة المصرية على موقع يوتيوب، في الأول من أبريل 2023.

ويصوّر الفيديو موكباً كبيراً من السيارات قبل أن يظهر الرئيس المصري برفقة من يبدو أنهم جنود.

وآنذاك، تفقد الرئيس المصري عناصر القوات المصرية المسلحة في شرق قناة السويس، وذلك "بمناسبة ذكرى انتصارات العاشر من رمضان (حرب السادس من أكتوبر)".