انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه يصور قصف الجيش السوداني لموقع تتمركز فيه قوات من "الدعم السريع".
وتبدو في الفيديو طائرتان حربيتان تقصفان أهدافا. وعلق ناشرو الفيديو بالقول إنه يُظهر الطيران الحربي السوداني يقصف قوات الدعم السريع، حسب خدمة فرانس برس لتقصي الحقائق.
وحصد الفيديو مئات آلاف المشاهدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما تستمر المعارك في الخرطوم وضواحيها يرافقها تحليق الطائرات.
لكن الفيديو المتداول على مواقع التواصل ليس حقيقيا ولا علاقة له بالمعارك الدائرة في الخرطوم، بل هو من لعبة "آرما 3" الإلكترونية التي كثيرا ما تُستخدم مقاطع منها في سياقات مضللة بهدف جذب المشاهدات والتفاعلات، وفق فرانس برس.
ونشر الفيديو قبل نحو شهر على حساب عبر موقع تيك توك مرفقا بتعليق يشير صراحة إلى أنه من اللعبة الإلكترونية "آرما 3".
وأيضا، يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنه يظهر استعدادات "هيئة العمليات" لدخول المواجهات المستمرة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
وحسب خدمة فرانس برس لتقصي الحقائق، يظهر في الفيديو ما يبدو أنها آليات عسكرية رفعت عليها أعلام ويحيط بها مئات العسكريين.
وجاء في التعليق المرافق "بعد نجاح نسور الجو في شلّ وتشتيت المتمردين، الآن جاء دور هيئة العمليات.. تجهيز هيئة العمليات على وجه السرعة والآن تدخل المعركة".
وكانت "هيئة العمليات" التي أسسها مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق صلاح قوش "الجناح العسكري" للمخابرات السودانية. وكان قوش من الشخصيات البارزة في النظام السابق، واستقال من منصبه بعد أيام من الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في العام 2019، حسب فرانس برس.
وفي العام نفسه، وبموجب الاتفاق الذي توصل إليه قادة المجلس العسكري والحركة الاحتجاجية تغير اسم "جهاز الأمن والمخابرات" إلى "جهاز المخابرات العامة "ووضع تحت سلطة المجلس السيادي والسلطات التنفيذية، وتم حل الهيئة المتهمة بقمع المتظاهرين.
وفي العام 2020 نفذت مجموعة من "هيئة العمليات" تمردا أنهاه الجيش وقوات الدعم السريع، على خلفية الاعتراض على قيمة المكافآت المالية التي عرضت عليهم في إطار هيكلة الجهاز وعمليات الدمج والتسريح، وفق الوكالة الفرنسية.
وحظي الفيديو الذي يزعم عودة "هيئة العمليات" بعشرات آلاف المشاهدات في مواقع التواصل الاجتماعي، مع استمرار المعارك الدائرة منذ أيام بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
إلا أن المشاهد المتداولة لا علاقة لها بكل ذلك، وفق خدمة فرانس برس لتقصي الحقائق، فمجرد البحث على موقع يوتيوب باستخدام كلمات "هيئة العمليات/جهاز الأمن السوداني" يرشد إلى الفيديو نفسه منشورا في 28 أبريل 2016، ما ينفي صلته بالمعارك الحالية.
وجاء في التعليق المرافق له آنذاك "لقطات من متحرك أسود النيل الأزرق لدحر فلول عقار ....".
وبحسب صحفيي وكالة فرانس برس في السودان، فإن المقصود بعبارة "فلول عقار" الواردة في شرح الفيديو، هي الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، "التي كانت ضمن قوى التمرد المسلح، قبل أن ينضم رئيسها مالك عقار إلى مجلس السيادة بعد توقيع اتفاق جوبا للسلام في العام 2020".
وفي 28 أبريل من العام 2016، أي في اليوم نفسه الذي نُشر فيه الفيديو على يوتيوب، أرسل جهاز الأمن والاستخبارات السوداني قوات إلى ولاية النيل الأزرق لقتال متمردي الحركة الشعبية - شمال، وفق ما نقلت خدمة فرانس برس لتقصي الحقائق.
ويذكر أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعلن، الاثنين، موافقة طرفي النزاع في السودان على وقف إطلاق النار ثلاثة أيام اعتبارا من الثلاثاء على أثر عشرة أيام من المعارك الدامية.
وقال بلينكن في بيان "عقب مفاوضات مكثفة على مدار الساعات الثماني والأربعين الماضية، وافقت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على تنفيذ وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد ابتداء من منتصف ليل 24 أبريل، ويستمر لمدة 72 ساعة".
وأضاف: "خلال هذه الفترة، تحض الولايات المتحدة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على الالتزام الفوري والكامل بوقف إطلاق النار".