اللقطة المتداولة تعود إلى عام 1975
اللقطة المتداولة تعود إلى عام 1975

تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة، يقول ناشروها إنّها لعبور آلاف السودانيين نحو الأراضي المصرية على إثر القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ويظهر في الصورة طريق صحراوي مكتظ بالشاحنات التي امتلأت بالناس، وعلّق الناشرون بالقول "الطريق البري من السودان إلى مصر".

إلا أنّ الصورة في الحقيقة ملتقطة في المغرب وتظهر "المسيرة الخضراء" نحو الصحراء الغربيّة عام 1975.

وجاء تداول هذه الصورة بعدما أعلنت وزارة الخارجية المصريّة الأسبوع الماضي عبور أكثر من 14 ألف سوداني عبر الحدود إلى أراضيها منذ بدء القتال في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ قرابة أسبوعين.

لكن الصورة لا علاقة لها بما يحدث في السودان حالياً، والبحث عنها في موقع تين آي، يرشد إلى رابطٍ محذوف من موقع وكالة ماغنوم، يضمّ اسم المصوّر برونو باربي، وكلمات مفتاحية تشير إلى "المسيرة الخضراء" عام 1975.

لقطة للصورة المتداولة

و"المسيرة الخضراء" حدث يعود تاريخه إلى السادس من نوفمبر 1975 حينما لبّى 350 ألف مغربي نداء الملك الحسن الثاني وساروا باتجاه الصحراء الغربية، التي كانت تحت حكم المستعمر الإسباني، بهدف استعادة السيطرة عليها.

وإثر ذلك أرشد التعمّق بالبحث إلى الصورة نفسها منشورة في مواقع إخبارية مغربية وأجنبية، في السياق نفسه.

وعلى أرشيف الإذاعة السويسرية يمكن معاينة مشاهد مماثلة ضمن تقرير مصوّر يوثّق "المسيرة الخضراء".

الصورة مركبة ولا تظهر رهينة إسرائيلية تقبل رأس مسلح من حماس
حماس أفرجت عن رهينات بموجب اتفاق وقف إطلاق النار

في 19يناير 2025، أفرجت حماس عن ثلاث إسرائيليات كنّ محتجزات في قطاع غزة في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة بعد أكثر من 15 شهراً من حرب مدمّرة. 

وفي هذا السياق، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة زعم ناشروها أنّها لإحدى الرهائن وهي تقبّل رأس مقاتل في كتائب القسّام. إلا أنّ الصورة في الحقيقة مركّبة.

وتبدو في الصورة شابّة وهي تقبّل رأس مقاتل من حركة حماس وسط مجموعة من الأشخاص.

وجاء انتشار الصورة بعد إفراج حماس في 19 يناير 2025 عن ثلاث إسرائيليات كنّ محتجزات في قطاع غزة في اليوم الأول لبدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة.

 وجاء الاتفاق بعد أكثر من 15 شهراً من حرب اندلعت إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على إسرائيل في السابع من  أكتوبر 2023.

وسلّمت حركة حماس الرهينات الثلاث المحتجزات في قطاع غزة منذ يوم الهجوم، إلى الصليب الأحمر في ساحة السرايا في حي الرمال في مدينة غزة، وسط تجمهر حشد من السكان وعناصر كتائب عز الدين القسام بلباسهم العسكري وأسلحتهم.

ونقلت الرهينات من سيارة فان بيضاء إلى سيارة الصليب الأحمر التي أقلعت بهن وسلمتهن في وقت لاحق إلى الجيش الإسرائيلي.

لاحقاً، أورد الجيش أن العائدات الثلاث وصلن إلى إسرائيل والتقين عائلاتهن. ثم نقلن الى مستشفى شيفا في رامات غان بوسط إسرائيل، لإجراء فحوص طبية. وقال المستشفى مساء الأحد إن حالتهن مستقرة.

والرهينات الثلاث إسرائيليات، وهن: إميلي داماري (28 عاماً) التي تحمل أيضاً الجنسية البريطانية، ورومي غونين (25 عاماً)، ودورون شتاينبرخر (31 عاماً) التي تحمل أيضا الجنسية الرومانية.

وأعلنت إسرائيل الإفراج عن 90 معتقلا فلسطينياً بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

إلا أنّ مقاطع الفيديو التي بثّتها وسائل الإعلام للحظة تسليم الرهينات لم تظهر أيّاً منهنّ وهي تقبّل رأس مقاتل من حركة حماس، ما يثير الشكّ في صحّة الصورة المتداولة.

ويعزّز هذه الشكوك تفاوت درجات الألوان بين الشابّة والأشخاص المحيطين فيها.

إثر ذلك، أرشد البحث عن الصورة إلى منشورٍ في صفحة منصّة صدق اليمنيّة المتخصّصة بتفنيد الأخبار المضلّلة على مواقع التواصل، حيث ذكرت أنّ الصورة مقتطعة من فيديو لتسليم القسائم رهائن في إطار اتفاق هدنة سابق مع إسرائيل. 

وبالفعل، وعند مراجعة مشاهد تسليم الرهائن التي نشرتها وسائل الإعلام في نوفمبر 2023 يمكن ملاحظة أنّ صورة الشابّة أضيفت إلى اللقطة المتداولة.

وآنذاك، أتاحت هدنة مؤقتة استمرت سبعة أيام بين 24 نوفمبر والأول من ديسمبر 2023، تبادل العشرات من رهائن تحتجزهم حماس بمعتقلين فلسطينيين في إسرائيل، ودخول شاحنات مساعدات إنسانية من مصر إلى القطاع المدمر.