الصورة حصدت عشرات المشاركات وآلاف التفاعلات على مواقع التواصل باللغة العربية من فيسبوك وتويتر
الصورة حصدت عشرات المشاركات وآلاف التفاعلات على مواقع التواصل باللغة العربية من فيسبوك وتويتر | Source: social media

بعد وقت قصير على إعلان فوز الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بولاية رئاسية جديدة، الاثنين، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية صورة قيل إنها تُظهره ساجدا بعد فوزه.

ويظهر في الصورة الرئيس التركي ساجدا في مسجد. وجاء في التعليقات المرافقة أن الصورة تُظهر "سجدة شكر للرئيس التركي بعد إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية".

وحصدت الصورة عشرات المشاركات وآلاف التفاعلات على مواقع التواصل باللغة العربية من فيسبوك وتويتر. ونشرتها أيضا وسائل إعلام ومواقع إخبارية.

وبدأ انتشار الصورة بهذا السياق بعد ساعات على إعلان فوز إردوغان بولاية رئاسية جديدة، بعد منافسة حادة مع زعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو.

وفاز إردوغان بفارق أربع نقاط مئوية (52,2 في المئة مقابل 47,8) في أول انتخابات إعادة رئاسية في تاريخ تركيا.

في هذا السياق، انتشرت هذه الصورة على مواقع التواصل وخصوصا في الحسابات والصفحات المؤيدة لسياسة إردوغان في المنطقة.

حقيقة الصورة

لكن هذه الصورة في الحقيقة منشورة قبيل إعلان نتائج الانتخابات.

فقد أظهر التفتيش عنها على محركات البحث أولا أنها منشورة على حسابات على مواقع التواصل في السابع والعشرين من مايو، أي قبل يوم على إعلان نتائج الانتخابات التركيّة، ما يدحض ما قيل عنها في المنشورات المتداولة.

ثم تبين وجود نسخ من الصورة نفسها منشورة في 26 مايو.

وأظهر التفتيش أيضا أن منصات ومؤسسات إعلامية عربية معنية بالرد على الأخبار المضللة، نشرت تقارير حول حقيقة هذه الصورة، مثل منصة "التقنية من أجل السلام" العراقية، وقسم تقصي الحقائق في صحيفة "النهار" اللبنانية.

ومكّن التعمق بالبحث من العثور على الصورة منشورة على مواقع إخبارية تركية، مرفقة بخبر عن "اختتام إردوغان برنامجه الانتخابي بزيارة لمسجد".
 

لقطة من الفيديو المنتشر
لقطة من الفيديو المنتشر | Source: Social media

يُعاني المستهلكون في مصر من ارتفاع حادّ في أسعار المواد الغذائيّة والسّلع والخدمات الأساسيّة في ظلّ تضخّم قياسيّ وأزمة اقتصاديّة خانقة. 

وفي هذا السياق، تداول مستخدمون لمواقع التواصل في مصر فيديو قيل إنّه يُظهر مواطناً يُضرم النار في نفسه احتجاجاً على هذا الواقع المعيشي. لكن هذا الفيديو في الحقيقة مصوّر قبل سنوات.

يظهر في الفيديو المصوّر نهاراً في مكان عام، رجل يصرخ ويهاجم السلطات بلهجة مصريّة. ومما يقوله "مصر أفضل بلد في العالم، لكن المتحكّمين بها لصوص". قبل أن يضرم النار بنفسه.

وجاء في التعليقات المرافقة ما يوحي أو يقول صراحة إن الفيديو حديث.

ويأتي انتشار هذا الفيديو وسط ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائيّة في مصر، في ظلّ تضخّم سنويّ وصل إلى 39.7 في المئة في شهر أغسطس، بحسب ما أظهرت أرقام جديدة.

وأفاد الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عن ارتفاع سنوي بنسبة 71.9 في المئة في أسعار المواد الغذائية، و15.2 في المئة في أسعار النقل، و23.6 في المئة في أسعار الملابس.

وشهدت مصر في الأشهر الأخيرة ارتفاعاً في التضخّم وانخفاضاً في قيمة الجنيه بنسبة 50 في المئة تقريباً.

وترزح هذه الدولة العربيّة الأكبر من حيث عدد السكّان (105 ملايين نسمة)، وهي أكبر مستورد للقمح في العالم، تحت وطأة الحرب بين أوكرانيا وروسيا، الموردَين الرئيسيَين لها في مجال الحبوب.

وتضخّمت ديونها في ظل المشروعات الضخمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، ودعم الدولة للعديد من المنتجات والسياسة النقدية لدعم الجنيه المصري.

وفي هذا السياق، ظهر هذا الفيديو الذي قيل إنّه يُظهر مواطناً مصريّاً يُضرم النار في نفسه خلال الأيام الماضية.

الفيديو منشور في نوفمبر 2020

حقيقة الفيديو

لكن هذا الادّعاء غير صحيح، والفيديو قديم.

فالتفتيش على محرّكات البحث باستخدام كلمات مثل "مصري- يحرق نفسه - يضرم النار" يُظهر مباشرة أن الفيديو نفسه منشور قبل سنوات، مما ينفي أن يكون حديثاً مثلما ادّعت المنشورات.

ونُشر الفيديو آنذاك على مواقع إخباريّة وأيضاً على مواقع التواصل الاجتماعي في نوفمبر 2020.

وآنذاك، حاول مصري إضرام النار في نفسه قبل أن يجري إنقاذه في ميدان التحرير بالقاهرة، في احتجاج شخصيّ، بحسب ما افاد مصدر أمني وكالة فرانس برس في القاهرة.

وأقدم الرجل، واسمه محمد حسني، على صبّ البنزين على نفسه، فيما قام رجل آخر برفقته، بتصوير المشهد الذي ينتقد فيه الحكومة المصرية في ميدان التحرير مركز الثورة التي أطاحت الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في 2011.

لكن بعد فترة وجيزة من محاولته إشعال النار في نفسه، تدخّل مواطنون وعناصر أمن وأطفأوا ألسنة اللهب.

وأصيب الرجل بحروق طفيفة، ونقل إلى أحد مستشفيات القاهرة.