حقيقة فيديو احتفال مصريين بزيادة رواتبهم التقاعدية في العراق
حقيقة فيديو احتفال مصريين بزيادة رواتبهم التقاعدية في العراق

آلاف المشاركات حصدها فيديو زعم ناشروه أنه يظهر احتفال مصريين بزيادة رواتبهم التقاعدية في العراق.

إلا أن السلطات العراقية لم تقر حتى الساعة زيادة على رواتب المتقاعدين، أما الفيديو فيعود في الحقيقة لاحتفالات الجماهير المصرية خلال بطولة كأس العرب لكرة القدم في قطر عام 2021.

وتظهر في الفيديو مجموعة من الأشخاص يحملون أعلاما مصرية ويرددون أغنية "بشرة خير" في ساحة كبيرة. 

وجاء في التعليق المرافق "المتقاعدون المصريون الذين كانوا يعملون في العراق يحتفلون بمناسبة زيادة مرتباتهم التقاعدية بعد إقرار الموازنة إلى ٧٥٠ ألف دينار عراقي".

ويأتي تداول هذا المقطع بعد إعلان التقاعد الوطنية العراقية، منتصف الشهر الماضي، أن "الدراسة بشأن زيادة رواتب المتقاعدين أنجزت ورفعت إلى الجهات المختصة لاتخاذ القرار بشأنها"، مشيرة إلى وجود مناقشات جادة مع البرلمان حولها.

ولم يأت هذا الاقتراح على ذكر العمال الأجانب.

وبحسب صحفيي وكالة فرانس برس في بغداد لم تقر الزيادة حتى إعداد هذا التقرير.

صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 26 يونيو 2023 عن موقع فيسبوك

لكن ما علاقة المصريين بكل ذلك؟

خلال فترة حكم صدام حسين، خصوصا في الثمانينيات، شهد العراق توافد مئات الآلاف من العمال المصريين، منهم من عمل في الدوائر الحكومية الرسمية.

وأواخر الشهر الماضي بحث الوفد العراقي المشارك في مؤتمر العربي في القاهرة مع السلطات المصرية سبل حل ملف "المعاشات التقاعدية".

وقد وقع الجانبان اتفاقا يقضي بـ"تسهيل إجراءات حصول المصريين أصحاب المعاشات التقاعدية، الذين سبق لهم العمل بالعراق، أو ورثتهم على مستحقاتهم المتأخرة، وكذلك صرف معاشاتهم بشكل منتظم".

احتفالات كروية

إلا أن الفيديو المتداول لا يمت بصلة لمسألة الرواتب التقاعدية في العراق.

فقد أشار عدد من المعلقين على الفيديو خصوصا في موقع تيك توك حيث بدأ بالانتشار، أنه مصور في قطر. 

إثر ذلك أرشد البحث باستخدام كلمات مفتاح مثل "مصريون، يحتفلون، قطر، بشرة خير" إلى مقال نشرته صحيفة مصرية

يتضمن نسخة من الفيديو نشرت في موقع إنستغرام في السابع من ديسمبر 2021.

وجاء في النص المرافق أن المشاهد تصور احتفال الجماهير المصرية بعد مباراة لمنتخب بلادهم بمواجهة المنتخب الجزائري ضمن البطولة العربية في قطر.

ويومذاك انتزعت مصر على " استاد الجنوب"، الذي يظهر في خلفية الفيديو المتداول، تعادلا ثمينا من نظيرتها الجزائر 1-1 وتصدرت المجموعة الرابعة.

وقد سبق لمنصة "التقنية من أجل السلام" العراقية أن فندت المقطع المتداول في هذا التقرير.

الفيديو الأصلي لحالة نادرة لدموع من دم بسبب عدوى بكتيرية
الفيديو الأصلي لحالة نادرة لدموع من دم بسبب عدوى بكتيرية

تداول مستخدمون لشبكات التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا لطفل يبكي وهو يذرف الدموع ملمحين إلى أنه لأحد أطفال غزة.

ويصور الفيديو طفلا لم يتعد عمره الأشهر، وهو يبكي دموعا كأنها من دم. وكتب ناشرو الفيديو "أطفال غزة تبكي دم" ما يوحي أن الفيديو مصور أخيرا خلال الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

ويأتي انتشار هذا المقطع في ظل فقدان 1200 طفل في غزة، بعضهم على الأرجح لا يزال تحت الأنقاض التي خلفها القصف، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف".

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسيف، كاثرين راسل، أمام مجلس الأمن الدولي، في 22 نوفمبر، بعد زيارتها جنوب قطاع غزة إن "أكثر من 5300 طفل قتلوا في 46 يوما فقط، أي 115 طفلا يوميا خلال أسابيع وأسابيع".

حقيقة الفيديو 

إلا أن الادعاء بأن الفيديو يصور طفلا يبكي دما في غزة لا صحة له.

فالتفتيش عن الفيديو يرشد إليه منشورا على صفحة طبيب جزائري، في مطلع نوفمبر الماضي. وعلق الطبيب على الفيديو بالقول: "حالة نادرة لدموع من دم بسبب عدوى بكتيرية".

وشرح الطبيب الجزائري، وليد بيروك، لوكالة فرانس برس أن هذه الحالة التي تعرف بالهيمولاكريا أو دموع الدم، أصابت رضيعا حديث الولادة لم يتعدّ عمره العشرة أيام وقد صورها في عيادته.

وأضاف أن هذه الحالات نادرة جدا وهي الحالة الثالثة التي يعاينها خلال السنوات العشر الماضية.

ما هي الهيمولاكريا؟

بحسب الطبيبة اللبنانية هلا رامي، وهي اختصاصية في طب وجراحة العين، فإن الهيمولاكريا أو الدموع الدموية هي اضطراب نادر، حالاته المعروفة قليلة جدا، ويصيب البالغين والصغار كما يمكن ملاحظته في الفيديو الذي يصور كما يبدو إحدى هذه الحالات.

وتعدد الطبيبة مسببات عدة لهذه الحالة من بينها التهاب في العين أو القنوات الدمعية، ورم خبيث أو حميد في العين أو القنوات الدمعية، ضربة قوية على الوجه، اضطراب نفسي عاطفي، اضطرابات في الدم. وتضيف أن الأسباب قد تكون غير معروفة في بعض الأحيان.

وتقول إن هذه الحالات قد تكون "خطيرة في حال كان سببها مرض سرطان أو اضطرابات دم مثلا" ولكن "في كثير من الأحيان تختفي الدموع الدموية وحدها إذ لا يكون سببها خطيرا".