الفيديو حصد آلاف المشاهدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي
الفيديو حصد آلاف المشاهدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي | Source: social media

ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قيل إنه يصور لحظة العثور على حقيبة بها مبالغ ماليّة بالدولار وهواتف نقّالة في مدينة درنة المنكوبة.

ويظهر في الفيديو أشخاص وهم يفتحون حقيبة عليها أوحال ليجدوا داخلها أوراقاً نقديّةً وهواتف نقّالة من نوع أيفون.

وقال الناشرون إن الحقيبة عُثر عليها في درنة، إلاّ أن الادعاء خطأ والفيديو منشور قبل أشهر.

وحصد الفيديو آلاف المشاهدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد أيام على الفيضانات الناجمة عن انهيار سدّين في درنة شرق ليبيا تحت ضغط الأمطار الغزيرة التي حملتها العاصفة دانيال في 10 سبتمبر.

وأظهر التفتيش عن الفيديو باستخدام كلمات مفتاحيّة باللغة الإنكليزيّة مثل "وجد + دولار+ أيفون" أنّه منشور عبر قناة يوتيوب في شهر أبريل الماضي مما ينفي صلته بالفيضانات الأخيرة في ليبيا.

ونشرت الفيديو قناة تُدار من سنغافورة، وكثيراً ما تنشر مقاطع مشابهة تدّعي العثور على أشياء ثمينة وسط النفايات.

وأدت الفيضانات إلى وفاة ما يقرب من 3338 شخصاً، وفقاً لآخر حصيلة رسمية مؤقتة.

وكان المهندس والأكاديمي الليبي، عبد الونيس عاشور، حذر في دراسة نشرت في نوفمبر 2022 من "كارثة" ستحل بمدينة درنة، إذا لم تبادر السلطات إلى صيانة سدّيها، سد "أبو منصور" بسعة 22.5 مليون متر مكعب، وسد "البلد" بسعة 1.5 مليون متر مكعب من المياه.

لقطة من الفيديو المنتشر
لقطة من الفيديو المنتشر | Source: Social media

يُعاني المستهلكون في مصر من ارتفاع حادّ في أسعار المواد الغذائيّة والسّلع والخدمات الأساسيّة في ظلّ تضخّم قياسيّ وأزمة اقتصاديّة خانقة. 

وفي هذا السياق، تداول مستخدمون لمواقع التواصل في مصر فيديو قيل إنّه يُظهر مواطناً يُضرم النار في نفسه احتجاجاً على هذا الواقع المعيشي. لكن هذا الفيديو في الحقيقة مصوّر قبل سنوات.

يظهر في الفيديو المصوّر نهاراً في مكان عام، رجل يصرخ ويهاجم السلطات بلهجة مصريّة. ومما يقوله "مصر أفضل بلد في العالم، لكن المتحكّمين بها لصوص". قبل أن يضرم النار بنفسه.

وجاء في التعليقات المرافقة ما يوحي أو يقول صراحة إن الفيديو حديث.

ويأتي انتشار هذا الفيديو وسط ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائيّة في مصر، في ظلّ تضخّم سنويّ وصل إلى 39.7 في المئة في شهر أغسطس، بحسب ما أظهرت أرقام جديدة.

وأفاد الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عن ارتفاع سنوي بنسبة 71.9 في المئة في أسعار المواد الغذائية، و15.2 في المئة في أسعار النقل، و23.6 في المئة في أسعار الملابس.

وشهدت مصر في الأشهر الأخيرة ارتفاعاً في التضخّم وانخفاضاً في قيمة الجنيه بنسبة 50 في المئة تقريباً.

وترزح هذه الدولة العربيّة الأكبر من حيث عدد السكّان (105 ملايين نسمة)، وهي أكبر مستورد للقمح في العالم، تحت وطأة الحرب بين أوكرانيا وروسيا، الموردَين الرئيسيَين لها في مجال الحبوب.

وتضخّمت ديونها في ظل المشروعات الضخمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، ودعم الدولة للعديد من المنتجات والسياسة النقدية لدعم الجنيه المصري.

وفي هذا السياق، ظهر هذا الفيديو الذي قيل إنّه يُظهر مواطناً مصريّاً يُضرم النار في نفسه خلال الأيام الماضية.

الفيديو منشور في نوفمبر 2020

حقيقة الفيديو

لكن هذا الادّعاء غير صحيح، والفيديو قديم.

فالتفتيش على محرّكات البحث باستخدام كلمات مثل "مصري- يحرق نفسه - يضرم النار" يُظهر مباشرة أن الفيديو نفسه منشور قبل سنوات، مما ينفي أن يكون حديثاً مثلما ادّعت المنشورات.

ونُشر الفيديو آنذاك على مواقع إخباريّة وأيضاً على مواقع التواصل الاجتماعي في نوفمبر 2020.

وآنذاك، حاول مصري إضرام النار في نفسه قبل أن يجري إنقاذه في ميدان التحرير بالقاهرة، في احتجاج شخصيّ، بحسب ما افاد مصدر أمني وكالة فرانس برس في القاهرة.

وأقدم الرجل، واسمه محمد حسني، على صبّ البنزين على نفسه، فيما قام رجل آخر برفقته، بتصوير المشهد الذي ينتقد فيه الحكومة المصرية في ميدان التحرير مركز الثورة التي أطاحت الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في 2011.

لكن بعد فترة وجيزة من محاولته إشعال النار في نفسه، تدخّل مواطنون وعناصر أمن وأطفأوا ألسنة اللهب.

وأصيب الرجل بحروق طفيفة، ونقل إلى أحد مستشفيات القاهرة.