أدى طرح مشروع الإصلاح القضائي مطلع يناير 2023 إلى واحدة من أكبر حركات الاحتجاج في إسرائيل على الإطلاق، وهدد ما لا يقل عن 1142 من جنود الاحتياط في القوات الجوية، بينهم طيارون مقاتلون، بتعليق خدمتهم التطوعية إذا أقر القانون.
هذا الخبر الذي نقلته وسائل إعلام إسرائيلية في يوليو، عاد للانتشار في الأيام الماضية في سياق مضلل على أنه يعود لانسحاب ضباط إسرائيليين خلال معارك يخوضها الجيش في غزة.
وتتضمن المنشورات فيديو لما يبدو أنه برنامج إخباري على القناة 13 الإسرائيلية، أرفق بترجمة تتحدث عن قيام مئات العناصر من الجيش الإسرائيلي بتعليق تطوعهم من بينهم 200 في سلاح الجو، أربعة منهم عمداء تولوا مناصب رفيعة.
ضربات كثيفة على قطاع غزة
وحظي الفيديو بمئات آلاف المشاهدات من صفحات عدة في مواقع التواصل وربط المستخدمون بينه وبين الحرب الدائرة حاليا بين إسرائيل وغزة.
وشنت حركة حماس في السابع من أكتوبر هجوما على إسرائيل قتل فيه أكثر من 1400 شخص، معظمهم مدنيون، حسب السلطات الإسرائيلية.
وفي قطاع غزة، قتل 5791 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نحو 2000 طفل جراء القصف الإسرائيلي، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وتكثفت الضربات في الأيام الأخيرة على القطاع الذي تبلغ مساحته 362 كيلومترا مربعا ويعيش فيه 2,4 مليون فلسطيني يخضعون لحصار تفرضه إسرائيل ويحرمهم من الغذاء والماء والكهرباء والدواء منذ التاسع من أكتوبر.
ضباط يحتجون على الإصلاح القضائي قبل أشهر
إلا أن الفيديو لا علاقة له بما يحدث حاليا، وبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إليه منشورا في موقع القناة 13 الإسرائيلية قبل أشهر في 19 يوليو 2023.
ويتحدث التقرير المرافق له عن تعليق جنود وضباط كبار لخدمتهم التطوعية في الجيش الإسرائيلي احتجاجا على مشروع الإصلاح القضائي.
وبالفعل وقّع آنذاك عشرات من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي وثيقة في تل أبيب يؤكدون فيها "رفضهم الخدمة على أساس طوعي" احتجاجا على القانون، وهدد ما لا يقل عن 1142 من جنود الاحتياط في القوات الجوية، بينهم طيارون مقاتلون، بتعليق خدمتهم التطوعية إذا أقر البرلمان مشروع القانون.
وأدى طرح مشروع الإصلاح القضائي مطلع يناير 2023 إلى واحدة من أكبر حركات الاحتجاج في إسرائيل على الإطلاق، نَظم خلالها عشرات الآلاف من المتظاهرين مسيرات أسبوعية في جميع أنحاء إسرائيل.