من زيارة الوزيرة الإسرائيلية إلى المغرب
من زيارة الوزيرة الإسرائيلية إلى المغرب

مع دخول الحرب بين إسرائيل وحركة حماس شهرها الثاني، رغم الدعوات المتكررة لهدنة إنسانيّة في غزّة، ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لإرسال المغرب آلاف الممرضين للعمل في المستشفيات الإسرائيليّة.

إلا أن الفيديو في الحقيقة يعود لزيارة قامت بها وزيرة الداخلية الإسرائيليّة إلى المغرب عام 2022، بحثت خلالها استقدام يد عاملة مغربيّة في المجال الصحّي إلى إسرائيل.

ويظهر الفيديو ما يبدو أنّه تقرير تلفزيوني لزيارة رسمية لمسؤولة إسرائيلية إلى المغرب، وجاء في التعليق المرافق "المغرب يرسل آلاف الممرضات والممرضين للعمل في المستشفيات الإسرائيليّة".

المغرب وإسرائيل

ويأتي انتشار هذا الفيديو في إطار الانتقادات الموجّهة على مواقع التواصل الاجتماعي للسلطات المغربيّة بعد تطبيع علاقاتها الدبلوماسيّة مع إسرائيل في ديسمبر 2020 في إطار اتفاقيات أبراهام التي رعتها الولايات المتحدة.

لقطة للمنشورات المتداولة

ورغم التقارب بين البلدين، تؤكد المملكة بانتظام التزامها بالقضية الفلسطينية تحت قيادة الملك محمد السادس الذي يرأس "لجنة القدس" المسؤولة عن الحفاظ على الطابع العربي الإسلامي للمدينة.

وقد أعرب المغرب الخميس عن أسفه إزاء "تقاعس المجتمع الدولي" في مواجهة "تفاقم الأوضاع الإنسانية" في قطاع غزة. ودعت الخارجية المغربية إلى "وقف لإطلاق النار وفتح ممرّات إنسانية".

ومنذ بداية الحرب، يتظاهر المغاربة بأعداد كبيرة بشكل شبه يومي تضامناً مع الشعب الفلسطيني وضدّ التطبيع مع إسرائيل، مردّدين "فلسطين أمانة والتطبيع خيانة".

فيديو قديم

إلا أنّ الفيديو المتداول ليس حديث العهد.

فأوّل ما يثير الشكّ في أن يكون حديثاً هو ارتداء الأشخاص كمّامات طبيّة، ما يؤشّر إلى أنّه قد يكون مصوّراً خلال اعتماد إجراءات الوقاية من كوفيد-19 في السنوات الماضية.

وبالفعل يرشد البحث عن مشاهد من الفيديو إلى النسخة الأصليّة منه، وهي عبارة عن تقريرٍ لقناة فرانس 24 نشر عام 2022.

ويتحدّث هذا التقرير عن زيارة وزيرة الداخلية الإسرائيليّة إيليت شاكيد إلى المغرب، وأفادت وزارة الداخلية الإسرائيلية آنذاك أنّ تل أبيب والرباط تعتزمان إبرام اتفاق تعاون، لاستقدام مغاربة إلى إسرائيل، للعمل في قطاعي البناء والتمريض.

وقالت الوزارة في بيان إن شاكيد "اتفقت، خلال لقائها مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، على توقيع اتفاقية ثنائية لجلب عمّال البناء والتمريض إلى إسرائيل".

معبد "أوزيريون"
جانب من معبد "أوزيريون" الذي زعم المنشور وجود القبر فيه

تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً في مصر، منشورات تزعم أن أقدم قبر مكتشف في العالم يقع في مصر، وهو قبر أوزيريس. 

وجاء في المنشور الذي حقّق مئات التفاعلات على موقع فيسبوك، أن قبر الإله المصري القديم "أوزيريس"، هو "أقدم قبر في التاريخ".

ووصف المنشور القبر بأنه "مزيّن بكتابات سرية تحمل رسائل عن الحياة والموت"، وأنه يقع في معبد "أوزيريون".

وينفي الأثري أحمد إبراهيم، وهو مفتّش عام منطقة أبيدوس الأثرية بمحافظة سوهاج، التي يقع ضمنها معبد الأوزيريون، صحّة كل ما جاء في المنشور.

"محاولة لاختراع قصص وهمية"

وأكد إبراهيم لوكالة "فرانس برس"، أن "معبد أوزيريون، لا يحوي أي قبر للإله أوزيريس من الأساس، لأنه في الأصل شخصية أسطورية"، لافتا إلى أن اسم المعبد مشتق من اسم هذا الإله.

وأضاف: "ربما لهذا السبب تنتشر خرافات حول وجود قبر له داخل المعبد".

واعتبر إبراهيم أن المنشور "محاولة أخرى لاختراع قصص وهمية عن التاريخ المصري، وصياغتها بطريقة جذابة مع صور ملونة بهدف جمع تفاعلات".

وتابع: "بصفة عامة لا يوجد باحث أو عالم حقيقي يستخدم صيغة أفعل التفضيل، فلا يمكن الجزم بأن اكتشافاً بعينه هو الأقدم تاريخيًا، لأن البحث والاكتشاف عمليّة مستمرّة".

شخصية أسطورية

واتفق الباحث الأثري، محمد درويش، وهو مسؤول الترميم بالمتحف القومي للحضارة (مقرّه القاهرة)، مع ما قاله إبراهيم، واصفا ما جاء في المنشور بأنه "أكاذيب".

وقال لفرانس برس: "لا يوجد قبر مكتشف في مصر لأوزيريس في الأصل، والسبب هو أن هذا الإله شخصية أسطورية لا توجد في الحقيقة، فكيف يكون له قبر؟".

واستطرد: "المنشور يروّج لخرافات باعتبارها حقيقة". فالأسطورة المصرية القديمة تقول إن أوزيريس هو "أول ملك مصريّ حكم في عصور الآلهة، قبل ظهور البشر".

وتضيف الأسطورة أيضاً أن شقيقه حقد عليه وقتله وقطّع جسمه إلى 42 قطعة ووزّعها، لكن زوجته إيزيس أعادت تجميع القطع فأحيته مجدّداً.

وتضيف الأسطورة أن إيزيس وأوزيريس أنجبا بعد ذلك ولدهما حورس، الذي نجح في استرداد عرش أبيه والانتقام من عمّه.

وشرح درويش أن هذه القصة الأسطورية نُشرت بين قدماء المصريين كأسلوب من أساليب صبغ الشرعية على الحكم، لأن الملك كان يحكم عرش مصر بصفته "ابن أوزيريس"، وحين يموت "يتحول إلى أوزيريس في العالم الآخر".