سفينة إماراتية في البحر الأحمر تم احتجازها
سفينة إماراتية في البحر الأحمر تم احتجازها عام 2022 | Source: Youtube

تقيم دولة الإمارات علاقات مع إسرائيل تجعلها عرضة لانتقادات مستخدمين على مواقع التواصل باللغة العربية ولا سيما أثناء الحرب في غزة.

في هذا السياق، انتشر فيديو ادعى ناشروه أنه لتقرير إخباري يتحدث عن احتجاز اليمن خلال الأيام الماضية سفينة أسلحة إماراتية كانت متوجهة إلى إسرائيل.

إلا أن الادعاء غير صحيح، فالفيديو لا علاقة له بالحرب الدائرة حاليا بل هو في الحقيقة لحادثة حصلت جنوب البحر الأحمر عام 2022.

كُتب على الفيديو المتداول "الإمارات اتهمت اليمن بقرصنة سفينة إماراتية كانت متوجهة بمساعدات طبية إلى غزة إلا أن القوات اليمنية وجدت معدات عسكرية متوجهة إلى إسرائيل".

كُتب على الفيديو المتداول "القوات اليمنية وجدت معدات عسكرية متوجهة إلى إسرائيل"

وبدأ انتشار هذا الفيديو في هذه الصيغة حاصدا آلاف المشاركات على فيسبوك في وقت تدور معارك عنيفة في شمال قطاع غزة بعد أن أكد الجيش الإسرائيلي أنه بات مقسّماً إلى شطرين.

وارتفعت حصيلة القتلى نتيجة القصف المستمر منذ شهر إلى أكثر من عشرة آلاف، معظمهم مدنيون، ونصفهم تقريبا من الأطفال، وفقا للسلطات الصحية في غزة.

وشنت حركة حماس في 7 أكتوبر هجوما مباغتا غير مسبوق على جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 1400 شخص، غالبيتهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، كما خطفت حماس 241 رهينة تحتجزهم في القطاع، بحسب الجيش الإسرائيلي.

وأعربت الإمارات، التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بموجب اتفاقات إبراهيم منذ 2020، عن "قلقها البالغ جراء التصعيد العسكري الإسرائيلي وتفاقم الأزمة الإنسانية والتي تهدد بوقوع المزيد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين".

البحر الأحمر عام 2022

إلا أن الفيديو لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالحرب الدائرة في غزة.

فقد أظهر التفتيش عنه عبر محركات البحث إلى فيديوهات منشورة في وسائل إعلام عدة عام 2022 في سياق خبر عن احتجاز سفينة إماراتية في البحر الأحمر.

وفي الثالث من يناير 2022، صادر المتمردون اليمنيون سفينة ترفع علم الإمارات في جنوب البحر الأحمر مقابل مدينة الحديدة اليمنية قال التحالف بقيادة السعودية إنها تنقل معدات طبية، فيما قال المتمردون إنها تحمل "معدات عسكرية".

وقال المتحدث باسم التحالف، تركي المالكي، آنذاك إن سفينة الشحن "كانت تقوم بمهمة بحرية من جزيرة سقطرى" اليمنية إلى ميناء جازان، في جنوب السعودية، وتحمل على متنها "معدات ميدانية خاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني بالجزيرة بعد انتهاء مهمته وإنشاء مستشفى بالجزيرة".

في المقابل، أفاد المتحدث العسكري باسم المتمردين، يحيى سريع، أنه تم "ضبط سفينة شحن عسكرية إماراتية على متنها معدات عسكرية دخلت المياه اليمنية بدون أي ترخيص وتمارس أعمالا عدائية تستهدف أمن واستقرار الشعب اليمني".

معبد "أوزيريون"
جانب من معبد "أوزيريون" الذي زعم المنشور وجود القبر فيه

تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً في مصر، منشورات تزعم أن أقدم قبر مكتشف في العالم يقع في مصر، وهو قبر أوزيريس. 

وجاء في المنشور الذي حقّق مئات التفاعلات على موقع فيسبوك، أن قبر الإله المصري القديم "أوزيريس"، هو "أقدم قبر في التاريخ".

ووصف المنشور القبر بأنه "مزيّن بكتابات سرية تحمل رسائل عن الحياة والموت"، وأنه يقع في معبد "أوزيريون".

وينفي الأثري أحمد إبراهيم، وهو مفتّش عام منطقة أبيدوس الأثرية بمحافظة سوهاج، التي يقع ضمنها معبد الأوزيريون، صحّة كل ما جاء في المنشور.

"محاولة لاختراع قصص وهمية"

وأكد إبراهيم لوكالة "فرانس برس"، أن "معبد أوزيريون، لا يحوي أي قبر للإله أوزيريس من الأساس، لأنه في الأصل شخصية أسطورية"، لافتا إلى أن اسم المعبد مشتق من اسم هذا الإله.

وأضاف: "ربما لهذا السبب تنتشر خرافات حول وجود قبر له داخل المعبد".

واعتبر إبراهيم أن المنشور "محاولة أخرى لاختراع قصص وهمية عن التاريخ المصري، وصياغتها بطريقة جذابة مع صور ملونة بهدف جمع تفاعلات".

وتابع: "بصفة عامة لا يوجد باحث أو عالم حقيقي يستخدم صيغة أفعل التفضيل، فلا يمكن الجزم بأن اكتشافاً بعينه هو الأقدم تاريخيًا، لأن البحث والاكتشاف عمليّة مستمرّة".

شخصية أسطورية

واتفق الباحث الأثري، محمد درويش، وهو مسؤول الترميم بالمتحف القومي للحضارة (مقرّه القاهرة)، مع ما قاله إبراهيم، واصفا ما جاء في المنشور بأنه "أكاذيب".

وقال لفرانس برس: "لا يوجد قبر مكتشف في مصر لأوزيريس في الأصل، والسبب هو أن هذا الإله شخصية أسطورية لا توجد في الحقيقة، فكيف يكون له قبر؟".

واستطرد: "المنشور يروّج لخرافات باعتبارها حقيقة". فالأسطورة المصرية القديمة تقول إن أوزيريس هو "أول ملك مصريّ حكم في عصور الآلهة، قبل ظهور البشر".

وتضيف الأسطورة أيضاً أن شقيقه حقد عليه وقتله وقطّع جسمه إلى 42 قطعة ووزّعها، لكن زوجته إيزيس أعادت تجميع القطع فأحيته مجدّداً.

وتضيف الأسطورة أن إيزيس وأوزيريس أنجبا بعد ذلك ولدهما حورس، الذي نجح في استرداد عرش أبيه والانتقام من عمّه.

وشرح درويش أن هذه القصة الأسطورية نُشرت بين قدماء المصريين كأسلوب من أساليب صبغ الشرعية على الحكم، لأن الملك كان يحكم عرش مصر بصفته "ابن أوزيريس"، وحين يموت "يتحول إلى أوزيريس في العالم الآخر".