الفيديو منشور في منتصف أكتوبر 2023 على أنه لجنود روس أسرتهم قوات أوكرانية
الفيديو منشور في منتصف أكتوبر 2023 على أنه لجنود روس أسرتهم قوات أوكرانية | Source: Twitter

تدور معارك برية عنيفة في شمال قطاع غزة منذ 27 أكتوبر بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي بعد أسابيع من القصف المركز، وانتشر في هذا الإطار مقطع فيديو زعم ناشروه أنه لجنود من قوات المارينز الأميركية احتجزتهم حركة حماس خلال المعارك البرية الدائرة حاليا في القطاع المحاصر.

إلا أن الفيديو منشور في منتصف أكتوبر 2023 على أنه لجنود روس أسرتهم قوات أوكرانية.

ويصور الفيديو عددا من الجنود المحتجزين في ما يبدو أنه نفق.

وعلق ناشرو الفيديو بالقول "أسرى اليوم 1/11/2023 من المارينز الأميركيين".

علق ناشرو الفيديو بالقول "أسرى اليوم 1/11/2023 من المارينز الأميركيين"

وحصد الفيديو عشرات آلاف المشاركات عبر مواقع التواصل الاجتماعي في وقت تدور فيه معارك عنيفة في شمال قطاع غزة بعد أن أكد الجيش الإسرائيلي أن القطاع بات مقسما إلى شطرين.

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، أدى إلى مقتل 1400 شخص غالبيتهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، سقطوا بمعظمهم في اليوم الأول للهجوم، وتم اختطاف أكثر من 240 شخصا، بحسب السلطات الإسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية لا تزال متواصلة. وبلغت حصيلة القتلى في غزة 10328 شخصا، غالبيتهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، الثلاثاء.

وترفض إسرائيل الاستجابة للنداءات المتزايدة لإقرار هدنة إنسانية.

وعقب هجوم حماس على إسرائيل أعلنت الولايات المتحدة إرسال حاملتي الطائرات "جيرالد فورد" و"يو أس أس أيزنهاور" ومجموعة السفن الحربية التابعة لها وغواصة نووية إلى الشرق الأوسط.

وتعهد الرئيس الأميركي، جو بايدن، مرارا تقديم دعم قوي لإسرائيل، حليفة الولايات المتحدة الوثيقة، في ردها على هجوم حماس.

حقيقة الفيديو

إلا أن الفيديو لا علاقة له بغزة، والتفتيش عنه يرشد إليه منشورا في 14 أكتوبر 2023 أي قبل بدء العملية البرية في قطاع غزة، على حساب في موقع أكس.

وأرفق الفيديو بتعليق يشير إلى أنه يصور أسرى من الجنود الروس بعد استسلامهم للجيش الأوكراني.

ونشر الفيديو أيضا على قناة عبر تيليغرام مرفقا بما يبدو أنها أسماء هؤلاء الجنود والكتيبة التي ينتمون إليها.

معبد "أوزيريون"
جانب من معبد "أوزيريون" الذي زعم المنشور وجود القبر فيه

تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً في مصر، منشورات تزعم أن أقدم قبر مكتشف في العالم يقع في مصر، وهو قبر أوزيريس. 

وجاء في المنشور الذي حقّق مئات التفاعلات على موقع فيسبوك، أن قبر الإله المصري القديم "أوزيريس"، هو "أقدم قبر في التاريخ".

ووصف المنشور القبر بأنه "مزيّن بكتابات سرية تحمل رسائل عن الحياة والموت"، وأنه يقع في معبد "أوزيريون".

وينفي الأثري أحمد إبراهيم، وهو مفتّش عام منطقة أبيدوس الأثرية بمحافظة سوهاج، التي يقع ضمنها معبد الأوزيريون، صحّة كل ما جاء في المنشور.

"محاولة لاختراع قصص وهمية"

وأكد إبراهيم لوكالة "فرانس برس"، أن "معبد أوزيريون، لا يحوي أي قبر للإله أوزيريس من الأساس، لأنه في الأصل شخصية أسطورية"، لافتا إلى أن اسم المعبد مشتق من اسم هذا الإله.

وأضاف: "ربما لهذا السبب تنتشر خرافات حول وجود قبر له داخل المعبد".

واعتبر إبراهيم أن المنشور "محاولة أخرى لاختراع قصص وهمية عن التاريخ المصري، وصياغتها بطريقة جذابة مع صور ملونة بهدف جمع تفاعلات".

وتابع: "بصفة عامة لا يوجد باحث أو عالم حقيقي يستخدم صيغة أفعل التفضيل، فلا يمكن الجزم بأن اكتشافاً بعينه هو الأقدم تاريخيًا، لأن البحث والاكتشاف عمليّة مستمرّة".

شخصية أسطورية

واتفق الباحث الأثري، محمد درويش، وهو مسؤول الترميم بالمتحف القومي للحضارة (مقرّه القاهرة)، مع ما قاله إبراهيم، واصفا ما جاء في المنشور بأنه "أكاذيب".

وقال لفرانس برس: "لا يوجد قبر مكتشف في مصر لأوزيريس في الأصل، والسبب هو أن هذا الإله شخصية أسطورية لا توجد في الحقيقة، فكيف يكون له قبر؟".

واستطرد: "المنشور يروّج لخرافات باعتبارها حقيقة". فالأسطورة المصرية القديمة تقول إن أوزيريس هو "أول ملك مصريّ حكم في عصور الآلهة، قبل ظهور البشر".

وتضيف الأسطورة أيضاً أن شقيقه حقد عليه وقتله وقطّع جسمه إلى 42 قطعة ووزّعها، لكن زوجته إيزيس أعادت تجميع القطع فأحيته مجدّداً.

وتضيف الأسطورة أن إيزيس وأوزيريس أنجبا بعد ذلك ولدهما حورس، الذي نجح في استرداد عرش أبيه والانتقام من عمّه.

وشرح درويش أن هذه القصة الأسطورية نُشرت بين قدماء المصريين كأسلوب من أساليب صبغ الشرعية على الحكم، لأن الملك كان يحكم عرش مصر بصفته "ابن أوزيريس"، وحين يموت "يتحول إلى أوزيريس في العالم الآخر".