العمليات البرية الإسرائيلية مستمرة في شمال قطاع غزة
العمليات البرية الإسرائيلية مستمرة في شمال قطاع غزة

في وقت تحصد فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة حياة آلاف الفلسطينيين منذ الهجوم المباغت الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، ترتفع أصوات في الغرب تشكك في الحصيلة التي تقدمها وزارة الصحة التابعة لحماس عن حجم الخسائر البشرية بين سكان القطاع.

وفي هذا السياق، تنتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها حسابات لمسؤولين إسرائيليين، مقاطع فيديو وصور يدعي ناشروها أنها لفلسطينيين يمثلون مشاهد القتل والموت، على غرار فيديو قيل إنه يظهر فلسطينيين يتظاهرون بإصابة طفلة في غزة.

لكن هذا المشهد لم يصوره فلسطينيون للتضليل مثلما ادعت المنشورات، بل هو في الحقيقة من تصوير فيلم لبناني قصير عن حياة الفلسطينيين.

ويظهر في الفيديو طفلة جالسة على سرير متحرك خاص بعمليات الإنقاذ وشخصان يضعان لها مستحضرات لتبدو أنها مصابة.

وجاء في التعليقات المرافقة "نفضح الأكاذيب الفلسطينية: الغزيون يحاولون تضليل الرأي العام العالمي والعربي ووسائل الإعلام من خلال فبركة إصابات في صفوف الأطفال والمدنيين بغزة".

وحظي هذا الفيديو بآلاف المشاركات والتعليقات على صفحات مسؤولين إسرائيليين في مواقع التواصل، ومنهم أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للعالم العربي، وعلى صفحات بلغات أخرى حول العالم منها الإنكليزية والفرنسية والتايلاندية والإسبانية، في وقت تسبب فيه القصف الإسرائيلي بمقتل وإصابة عشرات الآلاف ودمار واسع النطاق في القطاع المحاصر.

حظي هذا الفيديو بآلاف المشاركات والتعليقات على صفحات مسؤولين إسرائيليين ومنهم أوفير جندلمان

وبدأت العمليات الإسرائيلية عقب هجوم مباغت شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر أسفر عن 1200 قتيل، وفقا للسلطات الإسرائيلية التي خفضت، الجمعة، حصيلة الضحايا، من 1400 إلى 1200، قائلة إن "هذه الحصيلة ليست نهائية".

في المقابل، تقول الحصيلة الأخيرة التي أصدرتها، الجمعة، وزارة الصحّة التابعة لحماس في غزة إن عدد القتلى في القطاع وصل إلى 11078 من بينهم أكثر من 4506 أطفال.

لكن أصواتا غربية تشكك في الحصيلة التي تقدمها وزارة الصحة في غزة، على غرار الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي قال أثناء زيارة تضامنية لإسرائيل في 18 أكتوبر إنه "لا يثق" بالحصيلة الفلسطينية.

وقال للصحفيين في البيت الأبيض "ليست لدي أدنى فكرة (عما إن كان) الفلسطينيون يقولون الحقيقة بشأن عدد الأشخاص الذين يقتلون. أنا أكيد بأن أبرياء فقدوا أرواحهم، لكن هذا هو ثمن خوض الحرب"، متابعا "لكنني لا أثق بالعدد الذي يستخدمه الفلسطينيون".

لكن تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" نقل عن مسؤولين أميركيين قولهم إن ثقة أجهزة الاستخبارات الأميركية في التقارير الخاصة بعدد القتلى التي تعلن عنها السلطات الصحية في غزة، تزداد.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن هذا الاعتماد على البيانات الفلسطينية هو تحول جزئي من قبل إدارة الرئيس (الأميركي)، التي وصفت في وقت سابق من الحرب الأرقام الواردة من غزة بأنها غير جديرة بالثقة. 

في هذا السياق، ظهرت مقاطع فيديو وصور يدعي ناشروها أنها لفلسطينيين يمثلون مشاهد القتل والموت، على غرار هذا الفيديو للطفلة على السرير المتحرك.

لكن هذا الادعاء غير صحيح، وأظهر التفتيش عن الفيديو عبر محركات البحث أنه منشور على موقع إنستغرام في 28 أكتوبر 2023 على صفحة مخرج.

وفي حديث لصحفيي خدمة تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس، قال المخرج الفلسطيني المقيم في لبنان، محمود رمزي، إنه صور هذه المشاهد في 27 أكتوبر في المدينة الصناعية في صيدا جنوب لبنان.

وأطلق رمزي على فيلمه القصير اسم "الحقيقة"، والهدف منه "تسليط الضوء على الحقيقة التي يتجاهلها العالم"، كما يقول.

وأعرب المخرج الفلسطيني الذي يحمل دبلوم دراسات عليا في الإخراج عن استيائه من تداول مقاطع من فيلمه القصير في سياق مضلّل يُشكك بمعاناة الفلسطينيين، بعكس ما كان الهدف منه.

وقال إنه يستعد لتصوير فيلم جديد لمواصلة إلقاء الضوء على ما يجري في قطاع غزة.

ويقيم في لبنان 250 ألف لاجئ فلسطيني بحسب تقديرات الأمم المتحدة، معظمهم موزعون على 12 مخيما.

وأقيمت مخيمات اللاجئين في لبنان إثر نكبة الفلسطينيين في العام 1948 مع قيام دولة إسرائيل.

الفيديو الأصلي للتنقيب عن الأوبال في أستراليا. أرشيفية
الفيديو الأصلي للتنقيب عن الأوبال في أستراليا. أرشيفية | Source: Social media

تداول مستخدمون عبر شبكات التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا قيل إنه لآلة تستخدمها حركة حماس لحفر شبكة الأنفاق التي تستخدم لأغراض عسكرية في غزة.

ويظهر في الفيديو شخص وهو يستخدم آلة ضخمة للحفر في الجدران وقال الناشرون إنها آلة مستعملة لحفر الأنفاق في غزة التي تستعملها حركة حماس خلال عملياتها العسكرية.

وحصد الفيديو كما هائلا من التفاعلات تزامنا مع دخول الهدنة بين إسرائيل وحماس يومها السابع والتي أدت إلى إطلاق سراح عشرات الرهائن الذين اقتادتهم حركة حماس إبان هجومها المباغت الذي شنته على بلدات إسرائيلية حدودية مع قطاع غزة في السابع من أكتوبر.

وبالمقابل، أفرجت إسرائيل عن أكثر من 200 معتقل فلسطيني كانوا يقبعون في سجونها.

لكن الفيديو لا شأن له بالأنفاق في غزة.

فالتفتيش عنه عبر محركات البحث بعد تقطيعه لمشاهد ثابتة يرشد إليه منشورا على قناة في موقع يوتيوب سنة 2019، وفق فرانس برس.

وجاء في التعليق المرافق أن الفيديو مصور في كوبر بيدي شمال أستراليا خلال عملية حفرٍ لاستخراج الأوبال وهو من الأحجار الكريمة التي تشتهر بها البلاد.

ونشر نفس الحساب مجموعة من المقاطع الأخرى التي تظهر عمليات حفر أخرى في المنطقة ذاته واستخراج الأحجار.