اقتحم الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات قطاع غزة، حيث لا يزال أكثر من ألفي شخص عالقين، بعد معارك عنيفة في محيط المنشأة التي تتهم إسرائيل حماس باستخدامها لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.
وفي هذا السياق، انتشر فيديو على مواقع التواصل ادعى ناشروه أنه يصور إطلاق نار في المستشفى. إلا أن الادعاء غير صحيح، فالفيديو قديم من العام 2013 وهو مصور في الحقيقة في مصر.
ويظهر في الفيديو ما يبدو أنه مستشفى في حالة خراب ويسمع إطلاق نار في الخلفية.
وجاء في التعليقات المرافقة "انقطع الاتصال بكامل الطواقم الطبية داخل مجمع الشفاء الطبي بغزة. وإطلاق نار كثيف داخل المستشفى من قبل الصهاينة على المتواجدين في المستشفى".
جاء في التعليقات المرافقة "انقطع الاتصال بكامل الطواقم الطبية وإطلاق نار كثيف داخل المستشفى"
وبدأ انتشار هذا الفيديو على فيسبوك وأكس، غداة إعلان الجيش الإسرائيلي فجر الأربعاء اقتحام مجمع الشفاء الطبي.
مصر عام 2013
إلا أن الفيديو قديم ولا علاقة له بكل هذا، وأظهر التفتيش عنه عبر محركات البحث أنه منشور منذ أكثر من عشر سنوات في 16 أغسطس 2013 على صفحة "شبكة رصد" الإخبارية المصرية في موقع يوتيوب، ما ينفي أن يكون له علاقة باقتحام مستشفى الشفاء في غزة.
وجاء في التعليق المرافق "إطلاق نار كثيف على المحتجزين بمستشفى رابعة يوم المجزرة".
وفي 14 أغسطس 2013، قامت قوات الأمن المصرية بفض اعتصامين لأنصار الرئيس الراحل، محمد مرسي، في ميداني النهضة ورابعة العدوية، ما أسفر عن مئات القتلى، وفقا لفرانس برس.
انتشرت دعوات لمقاطعة منتجات وشركات عالميّة كبرى تصور على أنها داعمة لإسرائيل بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، واكتسبت الحملة زخماً كبيراً في العالم العربي منذ اندلاع الحرب في غزّة.
وفي هذا السياق، تداول مستخدمون لمواقع التواصل صورة قيل إنها لبيان صادر عن سلسلة مطاعم "ماكدونالدز" تعلن فيه نيتها الخروج من السوق المصريّة.
وتضمّنت المنشورات صورة لبيان باللغة العربية أرفق بشعار العلامة التجارية لسلسلة مطاعم ماكدونالدز.
إلا أن البيان متداول على مواقع التواصل منذ سنوات، وهو لم يصدر عن ماكدونالدز مصر بحسب ما أكد مسؤول في الشركة لوكالة فرانس برس.
وجاء البيان تحت عنوان "ماكدونالدز تُهدّد بالخروج من السوق المصريّة"، مرفقاً بتعليق "الحريّة لفلسطين".
لقطة للمنشور المتداول
حملة لمقاطعة المنتجات الغربية
حصد المنشور أكثر من خمسة آلاف مشاركة من صفحة واحدة فقط على فيسبوك وعلى منصة أكس، في سياق انتشار دعوات بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة المنتجات الغربية في الدول العربية.
واكتسبت الحملة زخماً كبيراً في العالم العربي منذ اندلاع الحرب في غزّة في السابع من أكتوبر، إثر هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس داخل الأراضي الإسرائيلية أسفر - وفق السلطات الإسرائيلية - عن مقتل 1200 شخص معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول للهجوم.
ومذاك تشنّ إسرائيل قصفًا مدمّراً ومتواصلاً على قطاع غزّة المحاصر، مما أدى - وفق وزارة الصحة التابعة لحماس - إلى مقتل 15899 شخصاً، 70 بالمئة منهم نساء وأطفال ومراهقون، وفقاً لآخر حصيلة أصدرتها وزارة الصحّة في غزّة مساء الاثنين.
وتنديدًا بالقصف الإسرائيلي، ترافقت حملة المقاطعة مع دعوات للدول العربية لقطع علاقاتها بإسرائيل، في حين تشهد دول عدة في الشرق الأوسط تظاهرات أسبوعية تضامناً مع الفلسطينيين.
ووجدت سلسلة مطاعم "ماكدونالدز" نفسها هدفًا رئيسيًا لحملات المقاطعة، بعد إعلان "ماكدونالدز" فرع إسرائيل في أكتوبر أنه قدّم آلاف الوجبات المجانية للجيش الإسرائيلي، مما أثار استياء الرأي العام العربي.
ما قصة البيان المتداول؟
إلا أنّ البيان الذي يدّعي ناشروه أنّه لتهديد الشركة بالانسحاب من السوق المصريّة غير صحيح.
فبحسب ما وقع عليه صحفيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، ظهر هذا البيان المزعوم على صفحات مواقع التواصل المصرية لاوّل مرّة في 29 ديسمبر 2022.
وجاء انتشاره آنذاك فيما تحدّثت وسائل إعلام مصريّة عن صعوبات واجهتها شركة مانفودز المالكة للعلامة التجارية ماكدونالدز، بسبب عدم فتح اعتمادات مصرفية.
وعلى هذا، فإن الحديث عن أن هذا البيان صدر حديثاً في ظلّ الحرب على غزّة حالياً غير صحيح.
هل أصدرت ماكدونالدز هذا البيان؟
نفى مسؤول رسمي في شركة ماكدونالدز مصر الأخبار أن تكون الشركة أصدرت هذا البيان، لا في الوقت الحالي ولا في السابق.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه في اتصّال مع صحفيي خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس إن "الشركة لا يمكن أن تخسر سوقاً مهمّاً مثل السوق المصري".
وأضاف أن وسائل إعلام نشرت هذا البيان المزعوم العام الماضي في ظلّ أزمة الدولار من دون التحقّق أو الرجوع للشركة للتأكّد من صحّتها.
بيانات ماكدونالدز مصر
بعد أيام من إعلان حركة حماس شنّ هجوم على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023، أعلنت شركة مانفودز-ماكدونالدز مصر في بيان نشرته على حسابها في منصة أكس أنها شركة مصرية مئة بالمئة يمتلكها رجل أعمال مصري، وأنّها تُعدّ من أكبر الكيانات الاقتصادية في مصر.
وأوضح البيان أن دور شركة ماكدونالدز العالمية هو السماح لهم باستخدام العلامة التجارية محليّاً وامدادهم بالخبرة والمعرفة.
وبعدها بيومين، أعلنت الشركة في منشور آخر عن تبرعها بمبلغ 20 مليون جنيه مصري للمشاركة في مبادرات الإغاثة للعائلات الفلسطينية المتضررة من الحرب.
كما نشرت فروع أخرى لماكدونالدز في عدد من الدول العربية بيانًا صادرًا عن مجموعة "ماكدونالدز العالمية"، تؤكد فيه أن لا علاقة لها بـ"التصرف الفردي" من قبل الوكيل في إسرائيل، وأنها "لا تموّل أو تدعم بأي شكل من الأشكال أي حكومات أو جهات داخلة في هذا الصراع".