لقطة من الفيديو المتداول (مواقع التواصل)
لقطة من الفيديو المتداول (مواقع التواصل) | Source: social media

في ظل العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وسط شح في المواد الغذائية والماء والوقود إثر الحصار المفروض على القطاع، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه لـ"طفل فلسطيني يأكل العشب ليسد جوعه". 

ويصور الفيديو طفلاً جالساً في ما يشبه الحقل، وهو يتناول العشب، في حين علق ناشرو ذلك المقطع المصور بالقول: "انظروا هذا الطفل الفلسطيني يأكل أعشاب الأرض من كثرة الجوع".

وحصد الفيديو عشرات آلاف المشاركات من صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ بدء انتشاره في 12 نوفمبر 2023.

تحذير من مجاعة في قطاع غزة

ويأتي انتشار الفيديو في ظل "الحصار المطبق" الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ بدء الحرب، حيث عشرات الآلاف من دون مأوى، وتوجد أزمة إنسانية كبيرة ونقص فادح في المواد الغذائية وانقطاع في مياه الشرب.

وحذّر برنامج الأغذية العالمي، الخميس، من أن السكان يواجهون "احتمالاً مباشراً للموت جوعاً" في قطاع غزة، حيث أصبحت "إمدادات الغذاء والمياه معدومة عملياً".

وتحدّثت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، في بيان عن "اقتراب فصل الشتاء"، منوهة بأن "الملاجئ غير آمنة ومكتظّة وهناك نقص بالمياه النظيفة".

وقالت: "لا توجد طريقة لتلبية احتياجات الجوع الحالية من خلال معبر حدودي واحد قيد التشغيل"، في إشارة إلى المساعدات المحدودة التي دخلت عبر معبر رفح مع مصر.

وفي القطاع، تعرض أحد آخر مخازن القمح لأضرار كبيرة جراء القصف الإسرائيلي، ليصبح من الصعب أكثر فأكثر الحصول على الخبز، وهو غذاء أساسي للسكان.

وتفرض إسرائيل منذ التاسع من أكتوبر "حصاراً مطبقاً" على قطاع غزة، وقطعت عنه الماء والكهرباء وإمدادات الوقود والمواد الغذائية، ردا على هجوم حماس في السابع من أكتوبر.

واندلعت شرارة الحرب في 7 أكتوبر، عندما شنت حركة حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال. كما اختطفت الحركة حوالي 240 رهينة، بينهم أجانب، ونقلتهم إلى القطاع.

في المقابل، ترد إسرائيل منذ ذلك التاريخ بقصف متواصل وتوغل بري، أسفر عن مقتل أكثر من 12 ألف شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الصحية في القطاع الفلسطيني الذي تسيطر عليه حماس منذ عام 2007.

فيديو قديم

ورغن الظروف الصعبة في قطاع غزة، فإن المقطع المصور الذي قيل إنه لـ"لطفل فلسطيني"، قديم ولا شأن له بالقطاع.

وبالتفتيش عن ذلك الفيديو، تم العثور عليه منشوراً في فبراير من عام 2022، أي قبل أكثر من عام.

وأرفق الفيديو آنذاك بوسوم مثل (تركيا_اسطنبول_العراق_سوريا_مصر)  من دون أن يأتي على ذكر الفلسطينيين.

ولم يتسن لوكالة فرانس برس التثبت من مكان التقاط الفيديو، بيد أن نشره قبل أكثر من عام، مما ينفي أية علاقة له بالحرب الدائرة في قطاع غزة.

منازل مدمرة بمدينة غزة في 26 نوفمبر 2023
منازل مدمرة بمدينة غزة في 26 نوفمبر 2023

مئات المشاركات والتعليقات حصدها فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ادعى ناشروه أنه لكلبٍ يدفن صغاره بعد مقتلهم جراء القصف الإسرائيلي في غزة.

إلا أن الادعاء غير صحيح، فالفيديو لا علاقة له بغزة وهو في الحقيقة. ويظهر في الفيديو كلب ينبش الأرض ويبدو وكأنّه يدفن جرواً في التراب.

صورة مأخوذة من مقطع الفيديو المتداول.

وجاء في التعليقات المرافقة "في غزة، حتى الحيوان يدفن صغاره من جراء القصف الإسرائيلي"، حاصداً مئات المشاركات على إنستغرام.

إلا أن الادعاء بأن الفيديو مصوّر في غزة حديثاً غير صحيح.

@amerelboukla

سبحان الله كلبة تدفن في ابنها الميت

♬ son original - Amere Lboukla

فقد أظهر التفتيش عنه عبر محركات البحث إلى النسخة الأصلية منه منشورة على حساب في تيك توك في الثاني من كانون الأول/ديسمبر 2022، ما ينفي أن يكون حديثاً مثلما ادّعت المنشورات.
وجاء في التعليق المرافق "سبحان الله، كلبة تدفن ابنها".

وتظهر في الفيديو على ملابس أحد العمّال علامة GTP العائدة لشركة Entreprise Nationale de Grands Travaux Pétroliers أي "المؤسسة الوطنية للأشغال البترولية الكبرى الجزائرية". ويبدو الشعار نفسه في تظاهرة لعمّال الشركة.

ويبدو أنّ صاحب الحساب يعمل كسائق جرّافة في الجزائر وعادة ما ينشر مقاطع مصوّرة لعمله على غرار هذا الفيديو الذي تظهر فيه شاحنة تابعة لشركة تيرصام الجزائرية للمركبات الصناعية.