بعد ساعات على إعلان الحوثيين في اليمن "استهداف سفينة أميركية" في خليج عدن، الاثنين، ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنه لاحتراق هذه السفينة.
إلا أن الفيديو في الحقيقة يعود لاحتراق سفينة حاويات قبالة سواحل سريلانكا عام 2021.
ويظهر الفيديو المصور على ما يبدو من طائرة مروحية سفينة حاويات ضخمة يتصاعد منها دخان كثيف وألسنة نار وسط البحر، وتبدو إلى جانبها سفينة إطفاء.
وجاء في التعليق المرافق "إصابة سفينة شحن أميركية بصاروخ قبالة الساحل اليمني".
استهداف "سفينة أميركية" في خليج عدن
ويأتي انتشار هذا المقطع بعدما أعلن الحوثيون المدعومون من إيران، الاثنين، استهداف "سفينة أميركية" في خليج عدن، واضعين ذلك "في إطار الرد" على غارات أميركية وبريطانية استهدفت مواقع في اليمن الأسبوع الماضي، واستكمالا لدعمهم الفلسطينيين على خلفية حرب غزة.
وأتى تبني الحوثيين بعد ساعات من إعلان القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) أن صاروخا بالستيا مضادا للسفن أصاب سفينة حاويات مملوكة للولايات المتحدة وترفع علم جزر مارشال في جنوب البحر الأحمر.
وقالت "سنتكوم" في بيان إنه "في 15 يناير قرابة الساعة الرابعة بعد الظهر بتوقيت صنعاء (13:00 ت غ) أطلق الحوثيون صاروخا بالستيا مضادا للسفن من المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن".
وأضافت أن الصاروخ "أصاب سفينة (نسر جبل طارق) وهي سفينة حاويات ترفع علم جزر مارشال وتمتلكها وتديرها الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أنه "لم تبلّغ السفينة عن وقوع إصابات أو أضرار جسيمة وهي تواصل رحلتها".
فما حقيقة الفيديو؟
بعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إلى النسخة الكاملة منشورة عام 2021 في حساب موقع إخباري سريلانكي في يوتيوب.
كما يمكن العثور عليه ضمن تقارير منشورة في وسائل إعلام عدة في الفترة نفسها، ما ينفي صلته بالأحداث الحالية.
ويظهر الفيديو في الحقيقة احتراق سفينة شحن بعد انطلاقها من أحد موانئ سريلانكا.
ماذا حصل آنذاك؟
كانت السفينة "أم في أكس-برس بيرل" المسجلة في سنغافورة غرقت جزئيا قبالة سواحل سريلانكا منذ أوائل يونيو 2021 بعد حريق على متنها استمر 13 يوما وأدى إلى تسرب أطنان من المواد الكيميائية نحو الشاطئ.
وكانت السفينة المحترقة تحمل 81 حاوية من المواد الكيميائية الخطرة، بما في ذلك 25 طنا من حمض النيتريك، عندما اشتعلت فيها النيران.