سفينة أميركية في البحر الأحمر

في وقت يشهد البحر الأحمر توترا بين الجيش الأميركي وحلفائه من جهة، وجماعة الحوثي التي تصنفها واشنطن جماعة إرهابية، بسبب استمرارهم في مهاجمة السفن، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة ادعى ناشروها أنها لسفن استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر أخيرا.

إلا أن الادعاء غير صحيح، فالصورة تعود لانفجار منصة تنقيب في خليج المكسيك عام 2010، وفق خدمة تقصي الحقائق من وكالة "فرانس برس".

وتظهر في الصورة سفن في وسط البحر يتصاعد منها دخان أسود كثيف.

تظهر في الصورة سفن في وسط البحر يتصاعد منها دخان أسود كثيف

وجاء في التعليقات المرافقة أن الصورة تعود لسفن أميركية استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر أخيرا.

ماذا يجري في اليمن؟

يأتي انتشار هذه الصورة في وقت يشهد البحر الأحمر توترا بين الجيش الأميركي وحلفائه من جهة، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران من جهة أخرى بسبب استمرارهم في مهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وقد تسببت الهجمات بمضاعفة كلفة النقل، نتيجة تحويل شركات الشحن مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب إفريقيا الذي يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لمدة أسبوع تقريبا.

وفضلت الكثير من شركات الشحن تعليق مرور سفنها في المنطقة، واختارت مسار رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا، وهو طريق أطول وأكثر كلفة.

وتعيق هجمات جماعة الحوثي حركة الملاحة في البحر الأحمر الذي يمر عبره 12 بالمئة من التجارة العالمية.

ويمر نحو 12 بالمئة من التجارة البحرية العالمية بمضيق باب المندب في جنوب البحر الأحمر، لكن منذ منتصف نوفمبر تراجعت حركة عبور الحاويات من هذا الشريان الحيوي بنسبة 70 بالمئة، وفق ما يفيد خبراء بالملاحة البحرية.

ومنذ شهرين، ينفذ المتمردون اليمنيون هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، ولمحاولة ردعهم، شنت القوات الأميركية والبريطانية في 12 و22 يناير ضربات مشتركة على مواقع عسكرية تابعة لهم في اليمن.

وتحاول الولايات المتحدة، بمشاركة بريطانيا أحيانا، ردعهم عبر شن ضربات على مواقع عسكرية تابعة لهم. 

ويرد المتمردون اليمنيون عبر استهداف سفن هاتين الدولتين.

والأربعاء، أطلق المتمردون الحوثيون صواريخ بالستية من اليمن باتجاه سفينتين تجاريتين أميركيتين في جنوب البحر الأحمر، اعترضت مدمّرة أميركية اثنين منها، ما أرغم السفينتين على العودة أدراجهما.

الحوثيون كثفوا هجماتهم في البحر الأحمر منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس
جبهات مشتعلة بالشرق الأوسط.. ما مدى إمكانية اندلاع حرب إقليمية؟
تشهد منطقة الشرق الأوسط "تصعيدا غير مسبوقا" على عدة جبهات، على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس "المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى"، بينما يتجادل مختصون تحدث معهم موقع "الحرة" حول تداعيات ذلك التصعيد، ومدى إمكانية تحوله إلى "حرب إقليمية واسعة النطاق".

وينفذ الجيش الأميركي وحده بين الحين والآخر ضربات على صواريخ يقول إنها معدة للإطلاق، وكان آخر هذه الضربات، فجر الأربعاء، في اليمن بتدمير صاروخين حوثيين مضادين للسفن كانا يشكلان تهديدا وشيكا للملاحة البحرية في المنطقة.

حقيقة الصورة

لكن الصورة المتداولة لا شأن لها بكل ذلك، فقد أظهر التفتيش عنها أنها منشورة سنة 2010، ما ينفي ما قيل عنها في المنشورات المتداولة.

وجاء في التفاصيل أن الصورة تعود لانفجار منصة ""ديب ووتر هورايزن" النفطية في خليج المكسيك.

الصورة تعود لانفجار منصة ""ديب ووتر هورايزن" النفطية في خليج المكسيك

وآنذاك، شهد خليج المكسيك في منطقة غير بعيدة عن السواحل الأميركية انفجار منصة نفطية أدت إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح بالغة وفقدان 11 شخص آخر.

وتشكلت بقعة نفطية سوداء في أعقاب غرق المنصة النفطية بعد انفجارها، وأعلنتها الولايات المتحدة كارثة وطنيّة بعد وصولها إلى سواحل لويزيانا جنوب شرق البلاد.

الفيديو فبرك مشاهد من فيلم وثائقي باستعمال الذكاء الاصطناعي
الفيديو فبرك مشاهد من فيلم وثائقي باستعمال الذكاء الاصطناعي

انتشر فيديو على مواقع التواصل ادعى ناشروه أنه لـ"جندية إسرائيلية تقول إن مهمّتها كانت إغراء مسلحي حماس في غزّة". 

وبحسب فرانس برس، فإن هذا الادعاء غير صحيح، موضحة أن الجزء الأول من الفيديو المتداول مقتطع من فيلم وثائقي يسلط الضوء على عمل جنديات إسرائيليات على الحدود مع مصر.

صفحة إخبارية روسية نشرت الفيديو المفبرك

أما الجزء الثاني فهو موّلد باستخدام الذكاء الاصطناعي.

ويُظهر الفيديو مشاهد لفتاة ترتدي زياً عسكرياً، ثم تبرز فتاة أخرى تتكلّم بالإنكليزية مع دبلجة إلى اللغة العربية.

وجاء في التعليق المرافق أنّ مَن في الفيديو هي "مجنّدة إسرائيلية أرسلها الجيش الإسرائيلي لإغراء" مسلحي حماس "ولكن حدث ما لم يكن متوقعاً"، وهو الزعم الذي تبين أنه غير صحيح.