الصورة التي جرى تداولها على منصات التواصل الاجتماعي
الصورة التي جرى تداولها على منصات التواصل الاجتماعي | Source: Social Media

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة زعم ناشروها أنها للرئيس الأميركي، جوبايدن، وهو يرتدي الزي العسكري خلال اجتماع مع قادة من الجيش، لمناقشة كيفية الرد على الهجمات التي أدت إلى مقتل 3 جنود أميركيين في الأردن.

ويبدو في الصورة الرئيس الأميركي ببزة عسكرية، جالساً إلى جانب من يبدو أنهم ضباط في قاعة اجتماعات.

وجاء في التعليق المرافق: "ارتدى بايدن الزي العسكري للمرة الأولى في اجتماع مجلس الأمن القومي الأميركي".

وحظيت الصورة بآلاف المشاركات بلغات عدة حول العالم على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي، الثلاثاء، أنه اتخذ قراراً بشأن كيفية الرد على مقتل الجنود، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

والأحد الماضي، أعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق" المؤلفة من فصائل مدعومة من إيران أنها نفّذت هجمات "بطائرات مسيرة"، استهدفت 3 قواعد في الأراضي السورية، بينها قاعدتا التنف والركبان القريبتان من الحدود مع الأردن.

وقالت واشنطن إن الهجوم تسبّب بمقتل ثلاثة جنود وجرح أكثر من أربعين آخرين. 

وقد طال الهجوم "برج 22" في شمال شرق الأردن، وهو قاعدة لوجستية تقع قبالة منطقة الركبان السورية.

حقيقة الصورة

إلا أن الصورة المتداولة في هذا السياق على أنها لبايدن بزي عسكري خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الأميركي غير حقيقية، بحسب ما أفاد خبراء وكالة فرانس برس.

وأكد الأستاذ المتخصص في تحليل الصور والمواد الرقمية والتضليل في جامعة كاليفورنيا، بيركلي هاني فريد أن "الصورة مولدة باستخدام الذكاء الاصطناعي".

وقال لخدمة تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس، إن الصورة "تحمل عدة علامات تشير إلى أنها وليدة برنامج ذكاء اصطناعي، مثل الأغراض المشوهة على الطاولة والخطوط المتوازية في السقف، التي لا يبدو أنّ له أفقاً كما في الصور الحقيقية".

ولم يُفض التفتيش عن الصورة عبر محرّكات البحث إلى نتائج تتيح الحسم حول أصل الصورة ومصدرها.

إلا أنه يمكن ملاحظة عناصر إضافيّة أخرى فيها، مثل يد بايدن ويد أخرى على الطاولة تشير إلى أنها وليدة برنامج ذكاء اصطناعي.

وتعتبر الأيدي من العناصر التي تجد هذه البرامج صعوبة في تجسيدها بشكل صحيح من دون شوائب.

الصورة مركبة ولا تظهر رهينة إسرائيلية تقبل رأس مسلح من حماس
حماس أفرجت عن رهينات بموجب اتفاق وقف إطلاق النار

في 19يناير 2025، أفرجت حماس عن ثلاث إسرائيليات كنّ محتجزات في قطاع غزة في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة بعد أكثر من 15 شهراً من حرب مدمّرة. 

وفي هذا السياق، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة زعم ناشروها أنّها لإحدى الرهائن وهي تقبّل رأس مقاتل في كتائب القسّام. إلا أنّ الصورة في الحقيقة مركّبة.

وتبدو في الصورة شابّة وهي تقبّل رأس مقاتل من حركة حماس وسط مجموعة من الأشخاص.

وجاء انتشار الصورة بعد إفراج حماس في 19 يناير 2025 عن ثلاث إسرائيليات كنّ محتجزات في قطاع غزة في اليوم الأول لبدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة.

 وجاء الاتفاق بعد أكثر من 15 شهراً من حرب اندلعت إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على إسرائيل في السابع من  أكتوبر 2023.

وسلّمت حركة حماس الرهينات الثلاث المحتجزات في قطاع غزة منذ يوم الهجوم، إلى الصليب الأحمر في ساحة السرايا في حي الرمال في مدينة غزة، وسط تجمهر حشد من السكان وعناصر كتائب عز الدين القسام بلباسهم العسكري وأسلحتهم.

ونقلت الرهينات من سيارة فان بيضاء إلى سيارة الصليب الأحمر التي أقلعت بهن وسلمتهن في وقت لاحق إلى الجيش الإسرائيلي.

لاحقاً، أورد الجيش أن العائدات الثلاث وصلن إلى إسرائيل والتقين عائلاتهن. ثم نقلن الى مستشفى شيفا في رامات غان بوسط إسرائيل، لإجراء فحوص طبية. وقال المستشفى مساء الأحد إن حالتهن مستقرة.

والرهينات الثلاث إسرائيليات، وهن: إميلي داماري (28 عاماً) التي تحمل أيضاً الجنسية البريطانية، ورومي غونين (25 عاماً)، ودورون شتاينبرخر (31 عاماً) التي تحمل أيضا الجنسية الرومانية.

وأعلنت إسرائيل الإفراج عن 90 معتقلا فلسطينياً بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

إلا أنّ مقاطع الفيديو التي بثّتها وسائل الإعلام للحظة تسليم الرهينات لم تظهر أيّاً منهنّ وهي تقبّل رأس مقاتل من حركة حماس، ما يثير الشكّ في صحّة الصورة المتداولة.

ويعزّز هذه الشكوك تفاوت درجات الألوان بين الشابّة والأشخاص المحيطين فيها.

إثر ذلك، أرشد البحث عن الصورة إلى منشورٍ في صفحة منصّة صدق اليمنيّة المتخصّصة بتفنيد الأخبار المضلّلة على مواقع التواصل، حيث ذكرت أنّ الصورة مقتطعة من فيديو لتسليم القسائم رهائن في إطار اتفاق هدنة سابق مع إسرائيل. 

وبالفعل، وعند مراجعة مشاهد تسليم الرهائن التي نشرتها وسائل الإعلام في نوفمبر 2023 يمكن ملاحظة أنّ صورة الشابّة أضيفت إلى اللقطة المتداولة.

وآنذاك، أتاحت هدنة مؤقتة استمرت سبعة أيام بين 24 نوفمبر والأول من ديسمبر 2023، تبادل العشرات من رهائن تحتجزهم حماس بمعتقلين فلسطينيين في إسرائيل، ودخول شاحنات مساعدات إنسانية من مصر إلى القطاع المدمر.