أوضاع معيشية صعبة في غزة
أوضاع معيشية صعبة في غزة

ضمن المنشورات الرامية لجمع تفاعلات على صفحات وحسابات على مواقع التواصل، انتشر في الآونة الأخيرة مقطع مصور قيل إنه يظهر طفلا فلسطينيا يمزق أمام لجنة تحكيم برنامج مواهب غربي أوراقا كُتبت عليها عبارات عن حقوق الإنسان كتعبير احتجاجي على العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

إلا أن الادعاء غير صحيح، فالفيديو مركب بوضوح، على غرار فيديوهات مماثلة كثيرة متداولة على مواقع التواصل تحظى بعشرات آلاف التفاعلات.

ويُظهر الفيديو طفلا على وجهه ندوب أو بقع، وهو يمزق أوراقا كتبت عليها باللغة الإنكليزية عبارات مختلفة منها عبارات عن حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية الدولية، في ما صُوّر على أنه احتجاج على المواقف الغربية من الحرب في قطاع غزة.

وجاء في التعليقات المرافقة للفيديو "شاهدوا هذا الطفل الفلسطيني البطل، احتج على ظلم العالم كله لشعبه في دقائق وفعل ما لم يفعله قادة العالم العربي، إنها صرخة المظلوم الصامتة".

جاء في التعليقات المرافقة للفيديو "شاهدوا هذا الطفل الفلسطيني البطل، احتج على ظلم العالم كله لشعبه"

ويظهر أيضا في مشاهد أخرى من الفيديو، من يبدو أنهم أعضاء لجنة تحكيم وهم في حالة تأثر.

ونشر الفيديو أيضا في ديسمبر الماضي على قناة على موقع يوتيوب مرفقا بتعليق يدعي أن الطفل أوكراني.

وحصدت هذه المنشورات آلاف المشاركات وملايين المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي، رغم تشكيك الكثيرين بصحتها إذ علق أحدهم قائلاً "رغم أن الفيديو مفبرك إلا أنه يحمل رسالة إنسانية".

حقيقة الفيديو

لكن كثيرة هي العناصر المثيرة للشك في هذا الفيديو، منها التباين الواضح في نوعية الصورة بين الطفل من جهة، واللجنة والجمهور من جهة أخرى، إضافة إلى عدم التجانس بين لقطات الفيديو، وهو ما يشير إلى أن المقطع مركب.

ومن العناصر المثيرة للشك أيضا ظهور أعضاء لجنة تحكيم برنامج المواهب الأميركي America's got talent تارة، وإحدى أعضاء البرنامج بالنسخة الإسبانية تارة أخرى.

إزاء ذلك، أرشد التفتيش عن مشاهد ثابتة من الفيديو أنه مقتطع من حلقات برنامج المواهب نفسه لكن من نسخ عرضت في دول مختلفة. كما أن بعض المشاهد الخاصة بعضو لجنة تحكيم البرنامج البريطاني، سايمون كاول، نُشرت عبر موقعي ذا صن وميترو وتخلو من مشاهد الطفل الظاهر في الفيديو المتداول.

الفيديو مقتطع من حلقات برنامج المواهب

وقد رُكبّت هذه المشاهد، خصوصا اللقطات التي تظهر تأثر الحكام، مع فيديو الطفل للإيحاء زيفا بأنه كان مشاركا في برنامج مواهب وأنه أثار دهشة لجنة التحكيم.

قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي.
قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي.

يجري تداول تصريحات على مواقع التواصل الاجتماعي يزعم ناشروها أنها لوزير الدفاع السوري الجديد مرهف أبو قصرة يتحدث فيها عن ضرورة اعتقال قائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي.

وحصدت تلك المنشورات، سواء على منصتي "فيسبوك" و "إكس"، آلاف المشاركات والتعليقات وتفاعل معها المئات من السوريين.

وجاء في التعليق المرافق لصورة أبو قصرة تصريحا منسوبا للوزير السوري مفاده: "لن أستقبل الوفود الرسميَّة ولن أكون في القصر الجمهوري قبل أن أرى مظلوم عبدي إلى جانب عاطف نجيب.. من يطلب الحماية من إسرائيل مكانه بجانب عاطف نجيب".

وكانت قوات الأمن السورية أعلنت اعتقال نجيب الشهر الماضي، وهو ابن خالة بشار الأسد وتولى سابقا رئاسة فرع الأمن السياسي في محافظة درعا حيث اندلعت شرارة الاحتجاجات الشعبية عام 2011.

إلا أن بحثا دقيقا أجراه موقع "الحرة" وجد أن التصريح المنسوب لأبو قصرة غير صحيح، حيث لم يدلي وزير الدفاع السوري بأي تصريحات تتحدث عن اعتقال عبدي.

وعقب إطاحة فصائل معارضة تقودها هيئة تحرير الشام بنظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر، أعلنت السلطات الجديدة التوصل لاتفاق مع "جميع الفصائل المسلحة" يهدف إلى حلها ودمجها تحت مظلة وزارة الدفاع.

غير أن الاتفاق لا يشمل قوات سوريا الديموقراطية المعروفة اختصارا باسم "قسد" ويشكل الأكراد عمودها الفقري، وهي مدعومة من الولايات المتحدة وتسيطر على مناطق واسعة في شمال شرق البلاد.

وكان أبو قصرة قال في لقاء سابق مع صحافيين في دمشق إن "باب التفاوض مع قسد في الوقت الحاضر قائم واذا اضطررنا للقوة سنكون جاهزين".