يتواصل في الولايات المتحدة السباق إلى البيت الأبيض مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل. في هذا السياق، ظهر على صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنه يظهر شابا إيرانيا يصفع المرشح الجمهوري والرئيس السابق، دونالد ترامب، أثناء إلقائه خطابا أمام ناخبين.
لكن هذا الفيديو مركب، والنسخة الأصلية عمرها ثماني سنوات.
ويظهر في الفيديو ترامب يلقي خطابا أمام جمهور، ثم يظهر وراءه شاب ويصفعه مثيرا حالة ذعر بين ترامب وعناصر أمنه.
وجاء في التعليقات المرافقة "تلقى دونالد ترامب خلال خطابه أمس ضربة خلفية من شاب إيراني كردي لن ينساها أبدا".
وانتشر الفيديو بهذا السياق مع الاستعداد للانتخابات الرئاسية الأميركية. وفي تجمع انتخابي في ولاية أوهايو، السبت، وصف ترامب يوم الانتخابات بأنه نقطة تحول في تاريخ الولايات المتحدة، وذلك بعد أيام على ضمان فوزه بترشيح الحزب الجمهوري.
وقال "إن لم أُنتخب فإن ذلك سيكون مجزرة بحق البلد".
ومع اكتساب تصريحات ترامب زخما على وسائل التواصل الاجتماعي، أصدرت حملة بايدن بيانا وصفت فيه المرشح الجمهوري بأنه "خاسر" في صناديق الاقتراع في عام 2020 و"يضاعف تهديداته بالعنف السياسي".
وقالت الحملة إن ترامب "يريد 6 يناير ثانيا، لكن الشعب الأميركي سيمنحه هزيمة انتخابية أخرى في نوفمبر، لأنهم يواصلون رفض تطرفه وحبه للعنف وتعطشه للانتقام"، في إشارة منها إلى أحداث الكابيتول الأميركي الذي اقتحمه بعض أنصاره عام 2021.
ومن بين القضايا التي يركز عليها ترامب في حملته الانتخابية، الإصلاح الشامل لما يسميها سياسات الهجرة "المرعبة" التي ينتهجها بايدن.
فيديو قديم مُركّب
لكن الفيديو المتداول لشاب يصفع ترامب مُركّب، والنسخة الأصلية قديمة.
والتفتيش عنه على محركات البحث يرشد إلى النسخة الأصلية منشورة منذ سنوات على مواقع محلية عدة.
وفي هذه الفيديوهات، لا يظهر أحد وراء ترامب، ما يشير إلى أن المشهد مُركّب.
أما حالة الذعر التي أصيب بها ترامب وعناصر أمنه، فسببها أن أحد المشاركين في التجمع الانتخابي الذي عقده في مايو عام 2016 بولاية أوهايو هز المنصة أو حاول الصعود إليها، إلا أن عناصر الأمن تمكنوا من إيقافه.
وقال ترامب بعدها "أنا مستعد لمواجهته لكنه أسهل جدا أن يتعامل عناصر الأمن معه".
وقد عمد مروجو المنشور المضلل لتركيب مشهد الشاب في الفيديو ليبدو وكأنه يصفع ترامب من الوراء. وسبق أن ظهر قبل أشهر في سياق مضلل آخر.