مشهد عام من أحد أسواق دكار - صورة تعبيرية.
مشهد عام من أحد أسواق دكار - صورة تعبيرية.

تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات عدة حول العالم منشورات تدعي أن السلطات السنغالية اعتمدت اللغة العربية لغة رسمية بدل الفرنسية.

لكن هذا الادعاء غير صحيح، واللغة الرسمية لهذا البلد ذات الغالبية المسلمة والواقع في الغرب الأفريقي، ما زالت الفرنسية، بحسب الرئاسة السنغالية.

وجاء في المنشورات المتداولة على مواقع التواصل من فيسبوك وإنستغرام وأكس أن السلطات السنغالية قررت إبدال اللغة العربية باللغة الفرنسية كلغة رسمية للبلد.

جاء في المنشورات المتداولة أن السلطات السنغالية قررت إبدال اللغة العربية باللغة الفرنسية كلغة رسمية للبلد

وحصدت هذه المنشورات آلاف المشاركات في مواقع التواصل بلغات عدة حول العالم، منها العربية والفرنسية والإنكليزية.

ويأتي ظهور هذه المنشورات في ظل تراجع الدور الفرنسي بدول عدة في أفريقيا.

وقبل أشهر، انسحبت القوات الفرنسية من النيجر، آخر حليف لها في منطقة الساحل، في أحدث انتكاسة لباريس التي سبق طردها من مالي وبوركينا فاسو، ما أسدل الستار على عقد من التدخل العسكري لمكافحة الجهاديين في المنطقة.

وفي نوفمبر الماضي، خلص تقرير أعده سياسيون فرنسيون إلى أنه يتعين على باريس "التحرك بشكل عاجل" وإجراء إصلاحات لاستعادة علاقاتها مع أفريقيا، في ظل تزايد النفوذ الروسي والصيني هناك.

وجاء التقرير وسط قلق متزايد في باريس بشأن المشاعر القوية المناهضة لفرنسا في بعض المستعمرات السابقة.

واللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية في السنغال، حيث تتحدث الجماعات المكونة للشعب السنغالي لغات ولهجات عدة، من بينها العربية.

حقيقة المنشور

لكن ما جاء في المنشور عن قرار السلطات في السنغال - المستعمرة الفرنسية السابقة - جعل اللغة العربية لغة رسمية بدل الفرنسية غير صحيح.

فهذا الإعلان المزعوم لا يمكن العثور عليه في أي مصدر موثوق.

إزاء ذلك، نفى مصدر في الرئاسة السنغالية لصحفي من وكالة فرانس برس في دكار ما تردد على مواقع التواصل.

وقال المصدر "اللغة الرسمية للسنغال لم تتغير".

لقطة من الفيديو المتداول (مواقع التواصل)
لقطة من الفيديو المتداول (مواقع التواصل) | Source: social media

بالتزامن مع تزايد التوترات السياسية بين باريس والجزائر، على خلفية قضية الروائي الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، وتعالي الدعوات بفرنسا لإلغاء "اتفاق الهجرة"، تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، زعم ناشروه أنه لـ"عسكري فرنسي يهدد بقصف الجزائر بالقنابل النووية، بعد محادثات مع ملك المغرب". 

ويظهر في الفيديو شخص يرتدي زياً عسكرياً ويتحدث بالفرنسية، في مقطع مصور مدته نحو 7 دقائق، وفق وكالة فرانس برس.

ومما جاء في حديث هذا الشخص، تهديده بـ"ضرب الجزائر بقنابل نووية، بعد محادثات مع الملك"، وزعمه أنه "الناطق الرسمي" باسمه.

واعتبرت المنشورات أنه يتحدث عن ملك المغرب.

وقال الشخص الظاهر في الفيديو: "الجزائر تهدد فرنسا، فقد قطعت عنا الغاز، والجزائريون في فرنسا يهدّدون كذلك البلد".

صورة انتشرت على أنها من أولمبياد باريس
"بطل جديد في الأولمبياد" بعد اللاعب التركي.. ما حقيقة الصورة؟
حظي اللاعب التركي، يوسف ديكتش، باهتمامٍ كبير على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية بعد فوزه بميدالية فضية لإحدى منافسات الرماية في أولمبياد باريس 2024 من دون أن يستخدم المعدات الخاصة وبهدوء شديد. إثر ذلك ظهرت صورة زعم ناشروها أنها للاعبٍ آخر في الأولمبياد استخدم مرآة ولم ينظر مباشرة نحو الهدف. إلا أن هذه الصورة مركبة وقد ظهرت أولاً على سبيل الفكاهة. 

وعلق الناشرون بالقول "عسكري فرنسي  يهدّد الجزائر بهجوم بقنابل نووية، ويهدّد الجالية الجزائرية في فرنسا".

ويأتي تداول هذا الفيديو في ظلّ توترات سياسية متزايدة بين باريس والجزائر.

وأوقفت السلطات الفرنسية في الآونة الأخيرة 3 مؤثرين جزائريين يحظون بمتابعة واسعة على منصّة التواصل الاجتماعي تيك توك، للاشتباه في "تحريضهم على الإرهاب" ونشر منشورات "تحثّ على ارتكاب أعمال عنف" في فرنسا.

وكانت الجزائر قد ندّدت بـ"تدخل سافر وغير مقبول" من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في قضية الكاتب الموقوف صنصال، غداة اعتباره أن الجزائر "تسيء لسمعتها" برفضها الإفراج عنه.

ويقبع الروائي الفرنسي الجزائري، وهو شخصية بارزة في الأدب الفرنكوفوني الحديث، في السجن بالجزائر منذ منتصف نوفمبر، بتهم تتعلق بالأمن الوطني.

وأوقف مؤلف كتاب "2084: نهاية العالم" في 16 نوفمبر في مطار الجزائر العاصمة، ووُجهت إليه تهم بموجب المادة 87 مكرر من قانون العقوبات والتي تعدّ "فعلاً إرهابياً أو تخريبياً  كل فعل يستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية واستقرار المؤسسات وسيرها العادي".

وحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن السلطات الجزائرية انزعجت من تصريحات أدلى بها صنصال لموقع "فرونتيير" الإعلامي الفرنسي المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، تبنى فيها موقفاً مغربياً يقول إن أراضي مغربية انتُزعت من المملكة في ظل الاستعمار الفرنسي لصالح الجزائر.

ما حقيقة الفيديو المتداول؟

يمكّن البحث بواسطة الاسم الظاهر على بزة الرجل العسكريّة "Treffainguy" ومقارنة الصور المتاحة، من تحديد هويته الكاملة، وهو شخص يدعى باسكال تريفينغي.

وبتعميق البحث، يظهر اسمه في تقارير إعلامية منشورة في مواقع برازيلية تشير إلى تورط تريفينغي في عملية احتيال (أرشيف).

كما يقدمالرجل نفسه على مواقع التواصل الاجتماعي باعتباره "كاتباً ومتحدثًا"، ويمتد نشاطه إلى فرنسا ولوكسمبورغ والمغرب، دون أن يذكر أي وظيفة رسمية.

وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، أوضح الجيش الفرنسي أن هذا الشخص الذي يدعى تريفينغي، لا ينتمي إلى الجيش على الإطلاق.

وقال المتحدث باسم رئاسة أركان القوات المسلحة الفرنسية، العقيد غيوم فيرنيه، إن "باسكال تريفينغي ليس شخصاً منا على الإطلاق، وهو ليس جندياً فرنسياً". 

وأضاف أن هذه "ليست المرة الأولى التي نتلقى فيها اتصالاً بشأن هذا الشخص"، واصفاً تريفينغي بأنه "محتال سيئ السمعة".

تونس بين البلدان التي تعاني من مشكلة انتشار الألغام
بعد "التهديد الفرنسي".. ثاني رجل بالنظام الجزائري يفتح ملف الـ11 مليون لغم
يومان بعد إعلان وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، الأحد، أنه يتمنى إنهاء العمل باتفاق الهجرة 1968 الموقع بين فرنسا والجزائر، خرج رئيس مجلس الأمة الجزائري، صالح قوجيل، الثلاثاء، بتصريح يطلب فيه إعداد تقرير عن الألغام التي زرعتها فرنسا في حدود الجزائر والبالغ عددها 11 مليون، بحسبه.

كما أشار العقيد إلى أن الزي الذي يرتديه الشخص في الفيديو "ليس زياً للجيش الفرنسي على الإطلاق"، وهو أشبه بزي يحاكي ملابس التمويه.

من جهة أخرى، أفاد صحفيون بوكالة فرانس برس في الرباط، بعدم وجود منصب في المغرب للناطق الرسمي باسم الملك.

وخلافاً لذلك، يوجد منصب الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، ويشغله مؤرخ المملكة عبد الحق المريني منذ سنة 2012.

أما المتحدث باسم الحكومة المغربية، فهو مصطفى بيتاس، الذي يشغل المنصب منذ أكتوبر الماضي.