صورة أرشيفية لطائرة أف-16 من موقع القوات الجوية الأميركية في المحيط الهادئ. أرشيفية
صورة أرشيفية لطائرة أف-16 من موقع القوات الجوية الأميركية في المحيط الهادئ. أرشيفية | Source: dvidshub.net

تداولت صفحات مصرية على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قالت إنها لـ"مخابئ" للطائرات العسكرية في مصر لتجنب رصد الأقمار الصناعية. 

تظهر في الصورة طائرة عسكرية داخل مستودع.

وعلق الناشرون بالقول: "مخابئ تحت الأرض لحماية طائراتنا العسكرية من أي رصد للأقمار الصناعية المعادية".

صورة مضللة

حصدت الصورة مئات المشاركات عبر صفحات فيسبوك في سياق المنشورات التي تشيد بالقوة العسكرية المصرية تزامنا مع بدء الجيش الإسرائيلي هجومه على مدينة رفح المكتظة بالسكان والنازحين الفلسطينيين عند الحدود مع مصر.

وفي وقت سابق، نقلت "القاهرة الإخبارية" المقربة من المخابرات المصرية عن مصدر رفيع لم تسمه قوله إن القاهرة أبلغت إسرائيل "بخطورة التصعيد" بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وتشديده على أن "مصر جاهزة للتعامل مع السيناريوهات كافة".

من جهة أخرى، يعد الجيش المصري الأقوى في المنطقة العربية، والخامس عشر على مستوى العالم، بحسب مواقع عسكرية متخصصة.

وصحيح أن مصر تولي عناية كبيرة بجيشها ومعداته، وهي أنشأت، إلى جانب وزارة الدفاع، وزارة خاصة للإنتاج الحربي، لكن الصورة لا شأن لها بمصر.

فقد أرشد التفتيش عنها على محركات البحث إليها منشورة على موقع القوات الجوية الأميركية في المحيط الهادئ.

وذكر في التفاصيل أن الصورة تعود لطائرة من طراز "أف-16" تستعد للإقلاع من قاعدة أوسان الجوية في كوريا الجنوبية خلال تدريب عسكري، في يناير عام 2013.

وتتواجد قاعدة أوسان في مدينة بيونغتيك الكورية الجنوبية، وتتضمن قيادة عمليات سلاح الجو الكوري الجنوبي فضلا عن قاعدة جوية أميركية.

من آثار الغارات الإسرائيلية على مصياف في شمال غرب سوريا
من آثار الغارات الإسرائيلية على مصياف في شمال غرب سوريا

قتل 18 شخصا جراء غارات إسرائيلية استهدفت "مواقع عسكرية" في وسط سوريا وفق ما أفادت سلطات النظام، الاثنين، في ضربات هي "بين الأشد" على سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

عقب ذلك بساعات، تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنه يصور حريقا ناجما عن هذه الغارات. لكن هذا الفيديو منشور في الحقيقة قبل شهر على الأقل على أنه يصور غارة إسرائيلية على جنوب لبنان.

ويظهر في الفيديو المصور ليلا ما يبدو أنه حريق كبير ودخان.

وجاء في التعليقات المرافقة "فيديو يظهر إحدى الغارات التي استهدفت مصياف"، الواقعة في محافظة حماة في وسط سوريا.

ونشر هذا الفيديو على صفحات وحسابات على موقعي فيسبوك وأكس بلغات عدة حاصدا آلاف التفاعلات.

نشر هذا الفيديو على صفحات وحسابات على موقعي فيسبوك وأكس بلغات عدة حاصدا آلاف التفاعلات

وجاء انتشار الفيديو بهذا السياق بعد ساعات على شن إسرائيل غارات استهدفت مواقع عسكرية في سوريا، بحسب النظام السوري.

وقال وزير الصحة بحكومة النظام السوري، حسن محمد الغباش، لفرانس برس خلال جولة لمجموعة صحفيين في مصياف إن عدد القتلى نتيجة الغارات الإسرائيلية على محيط مصياف بلغ 18 قتيلا بالإضافة إلى 37 جريحا.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة الغارات التي طالت مواقع عسكرية في محافظة حماة، ارتفعت إلى 26 قتيلا.

ومنذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافا لحليفيه إيران وحزب الله، لكن نادرا ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات.

وتزايدت الضربات الإسرائيلية على سوريا منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس - المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى - في قطاع غزة في السابع من أكتوبر.

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو المتداول لا علاقة له بالغارة الأخيرة على مصياف.

والتفتيش عن مشاهد ثابتة منه يظهر أنه سبق أن نُشر قبل شهر، ما ينفي أن يكون من غارات الاثنين مثلما ادعت المنشورات.

ونُشر الفيديو ضمن تقارير لوسائل إعلام ومحطات إخباريّة لبنانية وعربية عن غارة إسرائيلية على قرية حانويه في منطقة صور في جنوب لبنان. وذلك في الثامن من أغسطس الماضي.

نُشر الفيديو ضمن تقارير لوسائل إعلام ومحطات إخباريّة لبنانية وعربية

وجاءت تلك الغارة في ظل ارتفاع التوتر على إثر اغتيال إسرائيل القيادي في حزب الله، فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية لبيروت في آخر يوليو.

ومنذ أكتوبر 2023، يستهدف حزب الله بشكل رئيسي مواقع عسكرية إسرائيلية، في هجمات يشنها من جنوب لبنان يقول إنها دعما لغزة وإسنادا لمقاومتها. وترد إسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه "بنى عسكرية" تابعة للحزب، إضافة إلى مقاتليه.