احتجاج سابق في العاصمة المغربية الرباط للمطالبة بحقوق النساء
احتجاج سابق في العاصمة المغربية الرباط للمطالبة بحقوق النساء

ضجّت صفحات ومجموعات مغربيّة على موقع فيسبوك بصور تدعي أنها توثق إطلاق فتيات في مدينة فاس في شمال المغرب حملة تحت شعار "تزوّجني بدون مهر" لحثّ الشباب على الزواج منهنّ. 

إلا أن هذه الحملة المزعومة التي روّجت لها صفحات عدّة، لا وجود لها في الواقع، والصور المرافقة لها التقطت في تونس قبل سنوات.

ويضمّ المنشور صورتين إحداهما تظهر فيها نساء بزيّ "الحايك" التقليدي في دول المغرب، وأخرى تظهر فيها سيّدة ترفع ورقة كتب عليها عبارة "تزوجني بدون صداق".

وعلّق الناشرون بالقول "انطلاق حملة تزوجني بدون صداق في مدينة فاس لمساعدة الشباب على الزواج في ظلّ الأوضاع الصعبة التي كانت سبباً في العزوف عن الزواج".

وذهبت صفحات أخرى للقول إن الحملة انطلقت في مدينة تطوان في شمال المغرب.

وحظيت المنشورات بانتشار واسع على فيسبوك وإنستغرام، وتباينت التفاعلات بين السخرية من الحملة المزعومة والإشادة بها.


صورة تداولها ناشطون بزعم أنها حملة تدعو للزواج بدون مهر

ويأتي انتشار هذه الادعاءات بعد أسابيع قليلة على رفع المقترحات الخاصة بمراجعة مدونة الأسرة إلى الملك محمد السادس.

ومنذ بدأت المشاورات لإصلاح مدونة الأسرة في سبتمبر الماضي، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلا واسعاً، وانتشاراً للشّائعات عن الإصلاحات المرتقبة بين مؤيد ومعارض للقوانين الجديدة، التي ستطال مدونة الأسرة.

لكن الحديث عن انطلاق حملة للزواج بدون مهر ليس سوى من خيال مؤلفيه.

فالبحث عنها على مواقع التواصل الاجتماعي لا يرشد سوى لهذه المنشورات التي تتضمن صوراً مضلّلة استُخدمت خارج سياقها لتأييد الادّعاء الزائف.

فالصورة الأولى يُبيّن التفتيش عنها أنها منشورة على وكالة الأناضول بتاريخ 19 أغسطس وهي بحسب الوكالة لنساء تونسيات خلال احتفالات باليوم الوطني للمرأة.

وقد عمد الناشرون على مواقع التواصل إلى إخفاء علم تونس الظاهر في الصورة بقصد التضليل.

أما الصورة الثانية التي تظهر فيها سيدة وهي ترفع لافتة، فقد جرى تعديلها بتغيير ما كتب عليها.

ونشرت النسخة الأصلية سنة 2017 ضمن مقال يتحدث عن مساهمة المرأة التونسية في الإصلاح الحقوقي في البلد بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.

وسبق أن زعمت منشورات على مواقع التواصل في السنوات الماضية وجود حملات مشابهة في بلدان عربيّة عدّة باستخدام صور لتظاهرات احتجاجية، وقد فنّدت خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس عدداً منها.

أعلن حزب الله خلال الأيام الماضية تصديه لمحاولات تسلل إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية وتدمير ثلاث دبابات ميركافا بصواريخ موجهة مع قصفه لتجمعات عسكرية على الحدود، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ثمانية من جنوده بعد عبورهم الحدود.

في هذا السياق انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعم ناشروه أنه لدبابات إسرائيليّة تحترق بعد أن هرب جنودها الذين توغلوا في جنوب لبنان. إلا أن الادعاء خطأ، فالفيديو منشور عام 2022 وهو يصور دبابات روسية تم الاستيلاء عليها في أوكرانيا.

يصور الفيديو دبابات تحترق في منطقة حرجية، وأرفق بتعليق قيل فيه إنها تعود لقوات النخبة الإسرائيليين الذين تركوها وراءهم في جنوب لبنان وهربوا.

ويسمع في خلفية الفيديو صوت الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وهو يردد إحدى جمل خطاباته "المفاجآت التي وعدتكم بها سوف تبدأ من الآن".

يصور الفيديو دبابات تحترق في منطقة حرجية

وحصدت المنشورات آلاف التفاعلات والمشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي من فيسبوك وأكس، بالتزامن مع وقوع اشتباكات بين جنود إسرائيليين وعناصر من حزب الله داخل الأراضي اللبنانية.

وحولت إسرائيل تركيزها إلى حدودها الشمالية مع لبنان، حيث تقع اشتباكات يومية منذ بدأ حزب الله ضربات دعما لحليفته الفلسطينية حماس، عقب هجوم الحركة في السابع من أكتوبر 2023 على مواقع ومناطق إسرائيلية.

فيديو قديم من أوكرانيا

إلا أن الفيديو المتداول لا شأن له بهذه التطورات.

فبادئ الأمر يمكن ملاحظة حرف "Z" مرسوما على الدبابات وهو الحرف الذي يظهر على الدبابات الروسية منذ بدء حربها على أوكرانيا في فبراير 2022، الأمر الذي يثير الشك.

أما التفتيش عن الفيديو بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، فيرشد إليه منشورا في مارس 2022، ما ينفي أي صلة له بالأحداث الحالية في جنوب لبنان.

ونشر الفيديو عبر مواقع أوكرانيّة وأخرى إخبارية تركية تشير إلى أن الدبابات الظاهرة في الفيديو هي روسية.

نشر الفيديو عبر مواقع أوكرانيّة وأخرى إخبارية تركية تشير إلى أن الدبابات الظاهرة في الفيديو هي روسية

وأشارت العناوين والمقالات المرافقة للفيديو إلى أنه لاستيلاء قوات أوكرانيّة على دبابات وأنظمة دفاعية روسية بعد معارك دارت في ميكولاييف (جنوب أوكرانيا).