لقطة للفيديو المتداول
لقطة للفيديو المتداول

في ظلّ الانقسامات بين المسؤولين في إسرائيل بشأن مرحلة ما بعد الحرب في غزّة، ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه يُظهر وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني إيتمار بن غفير شاهراً مسدّسه باتجاه مستوطنين إسرائيليين.

ويظهر الفيديو بن غفير حاملاً مسدّسه باتجاه مجموعة من الأشخاص ويحاول رجال أمنٍ إبعاده.

وجاء في التعليق المرافق "مستوطنون يهاجمون بن غفير ورغم الحماية المسلحة يسحب مسدسه في وجههم".

إلا أنّ الفيديو في الحقيقة يظهر بن غفير في مواجهة فلسطينيين في حيّ الشيخ جراح في القدس الشرقيّة المُحتلّة عام 2022.

انقسام بين المسؤولين في إسرائيل

ويأتي انتشار هذا المقطع في ظلّ انقسامات جديدة بين المسؤولين في إسرائيل بشأن حكم قطاع غزة بعد الحرب، حيث أدى الهجوم غير المتوقع الذي شنته حماس في أجزاء من القطاع أخيراً إلى زيادة الضغوط على رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.

ويقاتل الجيش الإسرائيلي مسلحي حماس في أنحاء غزة منذ أكثر من سبعة أشهر بينما يتبادل إطلاق النار بشكل شبه يومي مع حزب الله المدعوم من إيران على طول الحدود الشمالية مع لبنان.

لكن، بعد أن أعاد مسلحو حماس تجميع صفوفهم في شمال غزة، حيث قالت إسرائيل في وقت سابق إنها أنهت وجودهم هناك، ظهرت انقسامات واسعة في حكومة الحرب الإسرائيلية في الأيام الأخيرة.

وتعرّض نتانياهو لهجوم شخصي، السبت، من الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس، الذي هدّد بالاستقالة ما لم يصادق رئيس الوزراء على خطة لفترة ما بعد الحرب في قطاع غزة.

وكان وزير الدفاع يوآف غالانت قد وجّه انتقادات لنتانياهو لعدم استبعاده تشكيل حكومة إسرائيلية في غزة بعد الحرب.

أمّا وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني إيتمار بن غفير فقال "وزير الدفاع الذي فشل في 7 أكتوبر ويستمر بالفشل اليوم. مثل هذا وزير الدفاع يجب تغييره لتحقيق أهداف الحرب".

فيديو قديم

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بالحرب الحاليّة، وليس لمواجهة بين بن غفير ومستوطنين إسرائيليين.

فقد أرشد البحث عن لقطات من الفيديو إلى نسخٍ أقد منه منشورة في صفحات ومواقع إسرائيليّة وعربيّة عدّة عام 2022، مما ينفي أن يكون حديثاً مثلما ادّعت المنشورات.

وقد نشر بن غفير لقطة من الفيديو تُظهره يحمل المسدّس على حسابه في موقع إكس بتاريخ 13 أكتوبر 2022.

ويومها لوّح بن غفير- النائب آنذاك - بمسدس في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة وسط مواجهات بين السكان الفلسطينيين من جهة، والقوات الإسرائيلية ومؤيديه من جهة أخرى.

وفي اليوم التالي، نشر بن غفير صورته هو يقف بجانب اثنين من أطفاله حاملين مسدسات لعب. وكتب على تويتر (إكس حالياً) "بعد أعمال الشغب... أقوم بتعليم الأطفال كيفية التعامل مع الإرهابيين".

وشهد حيّ الشيخ جراح حينها توترات على خلفية التهديد بإجلاء عائلات فلسطينية من منازلها لصالح جمعيات استيطانية.

لقطة من الفيديو المتداول الذي نُشر عام 2021
لقطة من الفيديو المتداول الذي نُشر عام 2021

دخلت أولى شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد دقائق من بدء وقف إطلاق النار، بموجب اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة قطرية مصرية أميركية.

وبالتزامن مع ذلك، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعم ناشروه أنه يصور "معدات مصرية تستعد للدخول" إلى القطاع المدمر لـ"رفع الأنقاض تمهيدا لإعادة الإعمار".

إلا أن الفيديو مضلل، وهو يصور في الحقيقة دخول معدات مصرية إلى غزة عام 2021، بعد مواجهة بين إسرائيل وحركة حماس.

يصور الفيديو جرارات وشاحنات ترفع العلم المصري. وعلّق الناشرون بالقول: "بعد وقف القتال في غزة، مصر تستعد لإدخال معدات لرفع الأنقاض تمهيداً لإعمار غزة".

وحصدت المنشورات آلاف التفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع دخول أولى شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد دقائق على بدء سريان الهدنة، حسب ما نقلت وكالة فرانس برس عن منشور لمسؤول في الأمم المتحدة مكلف بالأراضي الفلسطينية، على منصة إكس.

صورة من الفيديو المنتشر

وأفادت السلطات المصرية بأنه "تم الاتفاق على دخول 600 شاحنة يومياً" إلى داخل غزة، بموحب الاتفاق، بينها 50 شاحنة وقود.

وأفاد مسؤول مصري بدخول 260 شاحنة مساعدات و16 صهريج وقود إلى غزة من معبري كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة ونيتسانا الحدودي بين مصر وإسرائيل، الأحد.

وينص اتفاق الهدنة الذي تم بوساطة قطرية مصرية أميركية، على الإفراج في المرحلة الأولى منه الممتدة على ستة أسابيع، عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة.

وأعلنت السلطات الإسرائيلية أنها ستفرج عن قرابة 1900 فلسطيني في إطار المرحلة الأولى، بينهم تسعون معتقلاً سيخرجون اليوم.

ويفترض أن تتيح المرحلة الثانية الإفراج عن بقية الرهائن، على ما أوضح الرئيس الأميركي جو بايدن لدى الإعلان عن الاتفاق قبل ثلاثة أيام.

أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فستُكرس لإعادة بناء غزة وإعادة رفات الرهائن الذين قضوا خلال احتجازهم.

إلا أن الفيديو لا شأن له بكل ذلك.

فالتفتيش عنه بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، يرشد إلى أجزاء مختلفة منه منشورة عبر تقارير بثتها مواقع إخبارية مصرية عام 2021، عن دخول آليات ومعدات هندسية ثقيلة لإزالة أثار الركام في غزة، وتسريع عمليات الإعمار بعد اشتباكات دامية بين إسرائيل وحركة حماس.

ووثقت عدسات مصوري وكالة فرانس برس دخول هذه المعدات.