إلى أين يمضي الجنيه المصري؟
إلى أين يمضي الجنيه المصري؟

فيما تعيش مصر أزمة اقتصادية خانقة، وتراجعا في قيمة عملتها، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تدعي أن وزير الماليّة محمد معيط قال حديثاً إن "الجنيه ثاني أفضل عملة" في العالم.

لكنّ ما نقل عن الوزير في الحقيقة ليس جديداً، بل يعود للعام 2021، وهو مجتزأ.

تضمّنت المنشورات صورة يبدو أنّها ملتقطة من إحدى المنصات الإلكترونيّة لصحيفة الشروق المصريّة، عليها صورة وزير المالية وتعليق مرفق "معيط: الجنيه ثاني أفضل عملة عالمياً".

وحصدت هذه المنشورات مئات المشاركات وآلاف التعليقات على مواقع التواصل من فيسبوك وإكس في ظلّ أزمة اقتصادية من بين الأسوأ في تاريخ مصر، مع تضخّم كبير وتراجع في قيمة العملة المحليّة ونقص العملة الأجنبية في بلد يستورد معظم حاجاته الغذائية.

وحتى قبل الأزمة الحالية، كان ثلث المصريين، البالغ عددهم الإجماليّ 106 ملايين نسمة، يعيشون تحت خطّ الفقر، وثلث على عتبة الفقر.

وفي هذا السياق، ظهرت المنشورات التي تنسب لوزير المالية قوله إن الجنيه المصريّ هو ثاني أفضل عملة في العالم.

لكن ما نُسب للوزير المصريّ قديم ومُجتزأ.

فالتفتيش على محرّك غوغل باستخدام كلمات مفتاح "معيط- جنيه - مصر- ثاني عملة" يُظهر أن التصريح منشور على موقع الحكومة المصريّة في الثلاثين من يناير من العام 2021.

لقطة للمنشورات المتداولة

وبحسب الموقع الحكومي، أدلى الوزير بهذا التصريح آنذاك في برنامج بثّته محطّة محليّة في ظلّ انتشار جائحة كوفيد-19.

وقال الوزير حينها "قبل كورونا مباشرة مصر كانت الثانية عالمياً في تحسّن قيمة العملة".

وقد أعادت وسائل إعلام محليّة يومها نشر التصريح على صفحاتها، ومن بينها صحيفة "الشروق" القاهرية.

لكنّ "الشروق" لم تنشر تصريحاً جديداً بهذا المعنى للوزير، وما ظهر على مواقع التواصل هو إعادة تداول بعض الصفحات والحسابات للتصريح القديم، للإيحاء بأنه جديد.

ونفت الصحيفة، الأحد، ما تردّد على مواقع التواصل، موضحة أن التصريح الذي تداوله مستخدمو مواقع التواصل يعود للعام 2021 ليس جديداً.

وقالت الصحيفة على موقعها الإلكتروني إن التصريح "يعود إلى يناير 2021، خلال برنامج +حقائق وأسرار+ مع الإعلامي مصطفى بكري، حين قال الدكتور محمد معيط وزير المالية إن الجنيه المصري يعد ثاني أفضل عملة على مستوى العالم، من حيث التحسّن خلال عام 2020".

وسبق أن نقلت وسائل إعلام مصريّة تصريحاً مماثلأً عن الوزير في العام 2019، لكن أي وسيلة إعلامية لم تنقل عنه كلاماً مماثلاً في الأيام الأخيرة.

لقطة من الفيديو المتداول للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعناصر بجيش بلاده
لقطة من الفيديو المتداول للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعناصر بجيش بلاده (youtube)

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، فيديو ادعى ناشروه أنه لـ"زيارة حديثة" قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي "إلى معبر رفح".

وجاء في التعليقات المرافقة: "السيسي يزور الحدود المصرية"، في إشارة إلى أن الزيارة أتت تزامناً مع "خروج تظاهرات عند رفح لرفض مقترح نقل الفلسطينيين لمصر والأردن".

ويأتي انتشار هذا الفيديو، الذي حصد مئات المشاركات على فيسبوك، بالتزامن مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الداعية إلى إعادة توطين الغزيين في دول أخرى، مثل مصر والأردن.

وقال الرئيس المصري، الأسبوع الماضي، إن "ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني هو ظلم لا يمكن أن نشارك فيه". وحذّر مراراً من أن مثل هذه الخطوة "خط أحمر من شأنها أن تهدد الأمن القومي المصري".

حقيقة الفيديو


إلا أن الفيديو المتداول لـ"الزيارة" المزعومة للسيسي إلى معبر رفح، قديم ولا علاقة له بكل هذا، وفق وكالة فرانس برس.

فالتفتيش عن الفيديو عبر محركات البحث، يرشد إلى نسخة أطول منشورة في صفحة الرئاسة المصرية على موقع يوتيوب، في الأول من أبريل 2023.

ويصوّر الفيديو موكباً كبيراً من السيارات قبل أن يظهر الرئيس المصري برفقة من يبدو أنهم جنود.

وآنذاك، تفقد الرئيس المصري عناصر القوات المصرية المسلحة في شرق قناة السويس، وذلك "بمناسبة ذكرى انتصارات العاشر من رمضان (حرب السادس من أكتوبر)".