أطفال مصريون على ضوء الهواتف المحمولة في ظل انقطاع الكهرباء
أطفال مصريون على ضوء الهواتف المحمولة في ظل انقطاع الكهرباء

في 24 يونيو الجاري، أعلنت السلطات المصرية زيادة ساعات قطع الكهرباء في ظل أزمة اقتصادية كبيرة، لينتشر بعدها على صفحات وحسابات على مواقع التواصل، تصريح منسوب للمستشار الديني للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، يعزو انقطاع الكهرباء إلى "حكمة" إلهية و"تذكرة بعذاب القبر"، لكن هذا التصريح المزعوم لا أصل له.

تحمل المنشورات المتداولة صورة تشبه الصور الإخبارية التي تنشرها منصة صحيفة "الدستور" المصرية، يظهر فيها الشيخ أسامة الأزهري، المستشار الديني للسيسي، مع تصريح منسوب له، جاء فيه: "قطع الكهرباء حكمة وعبرة، وتذكرة بعذاب القبر، لمن يتفكرون".

لقطة من المنشور المزيف

ويأتي ظهور هذه المنشورات فيما يثير انقطاع الكهرباء الجدل على مواقع التواصل، في ظل درجات حرارة تلامس الأربعين، وبالتزامن مع أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخ هذا البلد البالغ عدد سكانه 106 ملايين نسمة، يعيش ثلثاهم تحت خط الفقر أو فوقه بقليل.

وقبل أيام، أعلنت وزارتا الكهرباء والبترول في بيان، زيادة تقنين أوقات قطع الكهرباء ساعة إضافية بشكل مؤقت.

وأثار ذلك موجة من المنشورات على مواقع التواصل المعبرة عن الاستياء. وأرفقت هذه المنشورات على موقع "إكس" بوسوم مثل "تخفيف الأحمال" و"أنا أرفض قطع الكهرباء".

وتُضاف هذه المشكلة إلى الأزمة الاقتصادية التي يرزح المصريون تحتها، إذ تواجه مصر انخفاضاً في إيرادات النقد الأجنبي المرتبطة بالسياحة بسبب وباء كوفيد-19 ثم الحروب في أوكرانيا وقطاع غزة. 

الرئيس المصري ورئيسة المفوضية الأوروبية
الاتحاد الأوروبي يعلن عن اتفاقات استثمارية مع مصر تتجاوز 40 مليار يورو
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، السبت، أن شركات أوروبية ستوقع اتفاقات أو مذكرات تفاهم تتجاوز قيمتها 40 مليار يورو (42.88 مليار دولار) في مصر خلال مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي الجاري انعقاده بالقاهرة، على ما أفاد مراسل "الحرة".

وبالتزامن مع ذلك، تسببت الهجمات التي يشنّها المتمردون الحوثيون اليمنيون في البحر الأحمر وخليج عدن، في انخفاض المداخيل بالدولار من قناة السويس، الممر الرئيسي  للتجارة العالمية بنسبة 40 إلى 50 بالمئة منذ بداية العام، وفقًا لصندوق النقد الدولي. 

ويدعو صندوق النقد السلطات المصرية إلى إصلاحات، من أبرزها خصخصة الاقتصاد الوطني، الذي ما زال إلى حد كبير مملوكاً للدولة أو الجيش.

في هذا السياق، ظهر هذا التصريح المزعوم المنسوب للشيخ الأزهري، عن أن قطع الكهرباء ينطوي على "حكمة وعبرة وتذكرة بعذاب القبر".

حقيقة التصريح

لكن هذا التصريح لا أصل له. 

وأول ما يثير الشك في صحته اختلاف تصميمه عن التصميم المُعتمد على منصات "الدستور" لجهة الخط ومكان الشعار.

وبالفعل، لا يُرشد التفتيش في منصات صحيفة الدستور على مواقع التواصل إلى أي تصريح مماثل، بل على العكس من ذلك، يُرشد إلى نفي نشرته الصحيفة في 28 يونيو.

انتشرت في الساعات الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات مكذوبة على لساني تداولها البعض نصها " أسامة الأزهري: قطع...

Posted by ‎أسامة السيد الأزهري Usama Elsayed Alazhary‎ on Thursday, June 27, 2024

وجاء في النفي: "حرصًا من الدستور على ثقة متابعيه، يؤكد أن هذه التصريحات لم تنشر على أي من منصاته، سواءً موقعه الإلكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي كافة". 

وبدوره، نشر الأزهري بياناً على صفحته على موقع فيسبوك - أعادت نشره جريدة الدستور أيضاً - نفى فيه صحة ما نُسب إليه.

وقال في البيان: "تلك الشائعة كاذبة.. أؤكد أنني لم أدلِ بأي تصريحات في هذا السياق".

مدرسة في هامبشاير تلغي احتفالات في عيد الفصح . أرشيفية
مدرسة في هامبشاير تلغي احتفالات في عيد الفصح . أرشيفية

أثار إلغاء مدرسة نورود الابتدائية في هامبشاير لاحتفالات عيد الفصح جدلا في بريطانيا، فيما وجهت أصابع الاتهام إلى مسؤول تعليمي مسلم.

وبعد إرسال المدرسة إشعارات للأهالي تداول مستخدمون منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي صورة لحميد باتيل، المسؤول المؤقت لمكتب المعايير في التعليم خدمات الأطفال ومهاراتهم "أوفستيد"، مشيرة إلى أنه من أثر على قرار المدرسة.

وأرفق المنشور بأن "المدرسة التي ألغت احتفالات عيد الفصح من الإدماج.. دعوني أقدم لكم رئيس الأوفستيد الجديد.. السيد حميد باتيل.. هذه فقط البداية".

حميد باتيل لم يتدخل في قرارات المدرسة. أرشيفية

ولكن بعد التحقق من المنشورات، قال متحدث باسم "الأوفستد" لرويترز إن المكتب ومجلس إدارته لم يشاركا في قرارات المدارس بشأن احتفالات عيد الفصح.

وأضاف أنه قرار المدرسة نفسها.

وتم تعيين باتيل في 11 مارس كمدير لـ "الأوفستد" وهو مكتب تابع للحكومة ويقدم تقارير للبرلمان.

وفي مارس الماضي انتشرت منشورات مضللة مفادها أن باتيل سيكون لديه السلطة لتغيير المناهج الدراسية في المدارس البريطانية، والذين تبين عدم صحتها.