وفاة لونا الشبل تثير تكهنات حول تدبير حادث السير الذي أودى بحياتها . أرشيفية
وفاة لونا الشبل تثير تكهنات حول تدبير حادث السير الذي أودى بحياتها . أرشيفية | Source: facebook

قبل الإعلان عن وفاة المستشارة الإعلامية لرئيس النظام السوري، لونا الشبل، تداول مستخدمون وحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي صورة قيل إنها للشبل في إحدى مستشفيات دمشق، بعد تعرضها لحادث سير أثار تكهنات من قبل البعض بأن يكون مدبرا.

تظهر الصورة امرأة على ما يبدو أنه سرير مستشفى.

وجاء في التعليقات المرافقة "صورة للمستشارة لونا الشبل وهي ترقد في العناية المركزة".

الصورة الأصلية ليست للونا الشبل بل لفنانة مصرية . أرشيفية

وظهرت هذه المنشورات غداة إعلان الرئاسة السورية في الثاني من يوليو الجاري عن تعرض الشبل، المستشارة الإعلامية ورئيسة مكتب الإعلام والتواصل في الرئاسة، لحادث سير على أحد الطرق المؤدية لمدينة دمشق.

وأضافت الرئاسة أن الحادث أدى إلى انحراف السيارة التي كانت تقلها وخروجها عن المسار حيث تعرضت لعدة صدمات أدت إلى تعرضها لإصابة شديدة نقلت على إثرها إلى أحد مشافي دمشق ليتبين حصول نزيف في الرأس مما استدعى إدخالها العناية المشددة لتتلقى العلاج.

وفي الخامس من يوليو، أعلنت الرئاسة وفاة لونا الشبل "إثر تعرضها لحادث سير أليم"، وفق ما جاء في بيان.

وسرعان ما ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضا على مواقع إخبارية عربية، تكهنات عن أن الشبل، التي كانت على مدى سنوات من الدائرة الضيقة المحيطة بالأسد، تعرضت لحادث مدبر.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، يأتي هذا الحادث عقب اعتقال المخابرات لشقيق لونا، العميد ملهم الشبل، للتحقيق معه "بتهمة التواصل مع جهة معادية لسورية قد تكون الولايات المتحدة أو إسرائيل أو كلاهما، بعد حادثة استهداف مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق".

وأشار المرصد إلى أن حادثة اعتقال شقيق الشبل طرحت فرضية أن يكون الحادث مدبرا.

وتحدث معارضون بينهم العضو السابق في "الائتلاف السوري" المعارض، أحمد رمضان عبر موقع التواصل "إكس"، في مطلع شهر يونيو الماضي، عن حملة أطلقها "الحرس الثوري" الإيراني في سوريا، وتستهدف "شبكات تجسس"، ومن بين أفرادها الشبل وأخيها الضابط النافذ في جيش النظام السوري.

ولم يتسن لموقع "الحرة" التأكد من صحة ما أورده المعارضون ووسائل الإعلام الأخيرة حول "الحملة الإيرانية" التي أطلقت لاستهداف "شبكات التجسس لإسرائيل" داخل أوساط النظام السوري.

كما لم يتسن التأكد من صحة أن الحادث الذي تعرضت له "مدبّر" ويهدف إلى "تصفيتها".

لكن الصورة المتداولة لا تظهر لونا الشبل في سرير المستشفى بعد الحادث، مثلما ادعت المنشورات المتداولة.

فالتفتيش عنها على محركات البحث يظهر أنها منشورة في العام 2020، ما ينفي ما قيل عنها على مواقع التواصل في الأيام الماضية.

ونشرت الصورة في مواقع فنية وإخبارية مصرية وعربية. وهي تظهر بحسب وسائل الإعلام الناشرة لها آنذاك الممثلة والمغنية المصرية بشرى، وفق ما ذكرته فرانس برس.

وبحسب وسائل إعلام مصرية، نقلت بشرى آنذاك إلى المستشفى بعد تعرضها لمشاكل في الجهاز التنفسي.

ونقلت صحيفة الأهرام المصرية الحكومية في الخامس من فبراير 2020 أن بشرى تعرضت "لأزمة صحية طارئة" عقب عودتها من السفر.

وأضافت "الأهرام"، في خبر تضمن الصورة المتداولة، أن بشرى غادرت المستشفى بعد حصولها على جرعات من الأكسجين واطمئنان الأطباء لاستقرار حالتها.

في الصورة يظهر بيت ذو قرميد أحمر محاط ببيوت محترقة عن آخرها
في الصورة يظهر بيت ذو قرميد أحمر محاط ببيوت محترقة عن آخرها | Source: social media

أتت الحرائق المشتعلة منذ السابع من يناير الجاري على مساحات واسعة من لوس أنجلوس ثاني كبرى المدن الأميركية وعلى آلاف المباني والمنشآت.

في هذا السياق، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قيل إنها تُظهر بيتا لعائلة مسيحية مؤمنة هو "الوحيد الذي لم يحترق" بين البيوت المجاورة.

يظهر في الصورة، التي تبدو ملتقطة من الجوّ، بيت ذو قرميد أحمر محاط ببيوت محترقة عن آخرها، وهو سليم.

وجاء في التعليقات المرافقة، بلغات عدّة حول العالم، أن البيت يعود لعائلة مسيحية مؤمنة يضم الثوب الأرجواني المغمور بالماس المقدس، ونجا بفضل ذلك، ودون غيره من البيوت المجاورة، من الحرائق.

لكن هذه الصورة ليست حقيقية. فوضع الصورة على محرّك "غوغل لانس" يترافق مع تعليق يشير إلى أنها مولّدة بالذكاء الاصطناعي.

إضافة إلى ذلك، أظهر تحليل الصورة بأداة "Invid" التي ساهمت وكالة فرانس برس في تصميمها، أنها قد تكون مولّدة بالذكاء الاصطناعي بنسبة 76 في المئة.

وقالت مصورة وكالة فرانس برس سيسلسيا سانشيز التي عملت في تغطية حرائق لوس أنجلوس "يبدو لي أن هذه الصورة ليست حقيقية، بل هي مولّدة بالذكاء الاصطناعي".

وقال زميلها في فرانس برس ديفيد سوانسون "لقد طرت في مروحيّة فوق المنطقة المنكوبة في العاشر من يناير، ولم أر هذا المنزل"، مرجحاً هو الآخر أن تكون مولّدة بالذكاء الاصطناعي.

وللمفارقة، فإن هذين المصوّرين سبق أن التقطا بالفعل صوراً لبيت نجا وحده من الحريق في منطقة منكوبة في لوس أنجلوس.

وسبق أن انتشرت في الأيام الماضية صورة قيل إنها تُظهر مركزا إسلاميا نجا من الحرائق في لوس أنجلوس دون غيره من المباني المجاورة.

لكن تبيّن أن الصورة ليست مصوّرة أصلا لا في لوس أنجلوس ولا خلال هذه الكارثة، بل وزعتها وكالة فرانس برس في العام 2023 من هاواي.

وبحسب مصوّري وكالة فرانس برس، تُظهر الصورة الملتقطة من الجوّ منزلا نجا من الحرائق في لاهانيا في جزيرة هاواي.

وآنذاك نقلت وسائل إعلام محليّة عن مالكي المنزل المبنيّ قبل نحو مئة سنة أنه نجا بفضل سقفه الحديدي الذي حال دون اشتعال النار فيه، إضافة لبناء سور حجري حوله ونزع الشجيرات من محيطه، علما أنه مبنيّ من الخشب. 

وحينها، في أغسطس 2023، اندلعت حرائق في بلدة لاهينا في جزيرة ماوي إحدى جزر هاواي، أسفرت عن مقتل 110 أشخاص على الأقل.